خديجة بن قنة تتراجع بعد جدل تشبيه بن مهيدي بالسنوار

أثار منشور للإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة، نشرته بمناسبة الذكرى الـ63 لعيد الاستقلال، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل، بعدما شبّهت الشهيد العربي بن مهيدي، أحد أبرز رموز الثورة الجزائرية، بالقائد الفلسطيني يحيى السنوار.
هذا الربط الذي اعتبره كثيرون في الجزائر “إساءة غير مقبولة” لتاريخ وشخصية الشهيد، فتح باب الانتقاد على مصراعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم أن بن قنة أبدت إعجابها بشجاعة السنوار، إلا أن طريقة التشبيه أثارت اللبس. فالمقارنة التي عقدتها بن قنة بين الماضي والحاضر، قُوبلت برفض شعبي واسع، حيث تم اعتبارها من قبل كثيرين “تشبيهاً معكوساً” مسيئاً للرموز التاريخية.
و اعتبر البعض أن استحضار الشخصية التاريخية بهدف قياسها بشخصية سياسية معاصرة يفتقد إلى الحساسية التاريخية والوعي بالسياق الوطني.
فبدلاً من أن يُشبَّه قائد معاصر بشخصية ثورية راسخة في ذاكرة الجزائريين، كما جرت العادة، قلبت الإعلامية الصورة وشبّهت بطلاً من الماضي برجل من الحاضر، ما اعتبره البعض تقليلاً من مكانة بن مهيدي، أحد أبرز قادة الثورة الجزائرية، وأحد رموز التضحية والنضال ضد الاستعمار الفرنسي.

وبعد تصاعد حدة الانتقادات، سارعت الإعلامية إلى تعديل منشورها، حيث حذفت الإشارة المباشرة إلى السنوار، واحتفظت بتكريمها للشهيد العربي بن مهيدي، ناقلةً شهادة شقيقته ظريفة بن مهيدي حول نضاله وصلابته في وجه المستعمر الفرنسي.
خطوة التعديل اعتُبرت من البعض محاولةً لامتصاص الغضب الشعبي، في حين أصر آخرون على أن الخطأ في الرمزيات التاريخية لا يُغتفر، حتى لو جاء بحسن نية، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصيات وطنية ذات مكانة كبيرة في الذاكرة الجماعية للجزائريين.