سلام الشجعان و”شالوم” الجبان!
رغم الشروط المجحفة التي احتوتها «صفقة ترامب» لوقف المجزرة في غزة، وتحفّظ حركة حماس على بنودها التعجيزية، فإنّ الحاجة إلى كشف الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني وتوريطه حتى لدى حلفائه دفعت المقاومة إلى التمسك بالخطة كورقة إستراتيجية ومنه فإن قبول الصفقة — وعلى رأسها تحرير الرهائن وتنظيم إدارة غزة — ليست اعترافًا بالضعف، بل خطوة مدروسة …

رغم الشروط المجحفة التي احتوتها «صفقة ترامب» لوقف المجزرة في غزة، وتحفّظ حركة حماس على بنودها التعجيزية، فإنّ الحاجة إلى كشف الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني وتوريطه حتى لدى حلفائه دفعت المقاومة إلى التمسك بالخطة كورقة إستراتيجية
ومنه فإن قبول الصفقة — وعلى رأسها تحرير الرهائن وتنظيم إدارة غزة — ليست اعترافًا بالضعف، بل خطوة مدروسة تصبّ في عمق فضح المشروع الصهيوني، وفضح دور نتنياهو وحكومته الدموية أمام الرأي العام الدولي والأنظمة الغربية التي كانت تغطي جرائمه طيلة سنتين من القتل.
بذكاء سياسي واضح، نقلت المقاومة المعركة إلى ميدان جديد؛ في اختيار لصيغة يُفرض بها حلّ جزئي يُقوّض شرعية الاحتلال ويعرّي تواطؤ المؤيدين. ومنه فإنه ما بدا صفقة تُفرض عليها أصبح سلاحًا مضادًا؛ وورطة سياسية للأطراف التي راهنت على استمرار الحكم بالقوة.
بين «سلام الشجعان» و«شالوم العار» تقف إسرائيل، التي لم تخسر المعركة العسكرية والإعلامية فقط، بل بدأت تخسرها سياسيًا أيضاً. وفي نهاية المطاف، تحوّلت الصفقة من عبء محتمل إلى أداة بيد المقاومة، تستهدف ليس فقط الاحتلال بل من سانده وغطّاه.