صدور العدد الأول من دورية «جامع الجزائر»
بإخراج بهيّ جذاب ، وبمضامين معرفية ـ إعلامية فكرية متنوعة، جاء صدور العدد الاول من مجلة الجامع التي يصدرها جامع الجزائر وهي مجلة إعلامية ثقافية ، تشرف عليها مديرية الإعلام والنشر والوثائق والمعلوماتية بجامع الجزائر ، بإشراف من السيد العميد الشيخ محمد مأمون القاسمي . وقد تكرّم السيد عميد جامع الجزائر بإرسال نسخة من المجلة …

بإخراج بهيّ جذاب ، وبمضامين معرفية ـ إعلامية فكرية متنوعة، جاء صدور العدد الاول من مجلة الجامع التي يصدرها جامع الجزائر وهي مجلة إعلامية ثقافية ، تشرف عليها مديرية الإعلام والنشر والوثائق والمعلوماتية بجامع الجزائر ، بإشراف من السيد العميد الشيخ محمد مأمون القاسمي .
وقد تكرّم السيد عميد جامع الجزائر بإرسال نسخة من المجلة إلى آخيه الدكتور عبد الحليم قابة رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، من باب الإعلام والإطلاع ،جاء فيها :
يشرفني أن اوافيكم ـ للاطلاع ـ بالعدد الأول من مجلة «جامع الجزائر «وعنوانه « ذاكرة الأمة ومعمار المعنى « .
وقد خُصص ـ أي العدد الأول ـ لإبراز الأبعاد الحضارية والفكرية والرمزية التي يستند إليها هذا الصرح الكبير ، وللتعريف برسالته ، ولتسليط الضوء على خطاباته ومبادراته .
ومما نذكر به ـ دائما ـ أن جامع الجزائر ، في نظر الدولة ، ليس حجارة مرفوعة ، بل مرجعية تبني وتصيغ وتُضيءوأن الكلمة فيه تسكنها السيادة ، وتهذبها الروح ، وتوجهها المسؤولية .
وفي التعريف بالعدد كتب المحرر المشرف على المجلة يقول :
جاء هذا الإصدار تتويجاً لمرحلة تأسيسيّة حافلة، ليشكّل نافذة شاملة تطلّ على رسالة الجامع ومنجزاته، وتجسيداً لرؤيته باعتباره صرحا دينيّا حضاريّا جامعا.
يفتتح العدد بكلمة توجيهيّة للسيّد العميد بعنوان “جامع الجزائر.. ذاكرة تُبنى، ورسالة تُروى”، يرسم فيها ملامح مشروع الجامع كصرح سياديّ للذّاكرة الدّينيّة، وحصن للمرجعية الوطنيّة الرّشيدة، مؤكّداً أنّ هذه الدّوريّة ليست مجرّد تقليد، بل هي “لسان جامع الجزائر، وصوت رؤيته، ومرآة حضوره في الزّمن الجزائريّ”.
ويزخر العدد الأوّل بمقالات ثريّة ومتنوّعة تعكس الحركيّة الدّؤوبة للجامع على مختلف الأصعدة. ومن
أبرز محتوياته:
يُغطّي العدد بشكل خاصّ فعاليات إحياء الذّكرى الأولى لافتتاح جامع الجزائر، وصلاتي عيد الفطر والأضحى بحضور السّيّد رئيس الجمهوريّة، عبد المجيد تبون، ممّا يبرز مكانة الجامع بوصفه قلبا نابضا بأفراح الأمّة الجزائريّة؛ كما يخصّص ملفّاً متكاملاً لإحياء ذكرى الهجرة النّبويّة الشّريفة وعيد الاستقلال والشّباب، رابطاً بين القيم الرّوحيّة والذّاكرة الوطنيّة.
ويفرد العدد مساحة واسعة للتّعاون الدّوليّ للجامع، من خلال تغطية شاملة لزيارات العمل التي قام بها السّيّد العميد إلى كلّ من بريطانيا، حيث ألقى محاضرة تاريخيّة في أوكسفورد حول إرث الأمير عبد القادر، وإلى قطر للمشاركة في أشغال مجمّع الفقه الإسلاميّ الدّوليّ؛ كما يسلّط الضّوء على البعد الإفريقيّ المتجدّد للجامع، مقتفياً خطى الإمام المغيليّ، ويحتوي العدد الجديد حواراً مع الأمين العامّ لرابطة علماء ودعاة وأئمّة السّاحل .
وانطلاقاً من رسالته المجتمعيّة، يقدّم العدد قراءة معمّقة لملفّ “خطاب الكراهية” عبر ندوة علميّة نظّمها المجلس العلميّ، بالإضافة إلى ملفّ هامّ حول تحدّيات “الملكيّة الفكريّة في العصر الرّقميّ”، نظّمته مكتبة الجامع.
ويتضمّن العدد ملفّاً عن برنامج شهر رمضان الفضيل لعام 1446هـ بالفضاء المسجديّ، والذي كان حافلاً بالنّشاطات من دروس وتلاوات، كما يبرز دور “دار القرآن” ومساهمات “متحف الحضارة الإسلاميّة” في إثراء المشهدين العلميّ والثّقافيّ.
وحيث إن هذا الإصدار هو جزء من منظومة أعمال وجهود متكاملة يقوم بها جامع الجزائر ،فمن المفيد التذكير هنا بهذا الصرح الديني الحضاري الكبيروتعريف القراء به على نحو دقيق، بذكر الأرقام والاحصاءات ومجموع الأعمال .
إن «جَامعُ الجزائر مركزٌ دينيّ، عِلميّ، ثقافيّ وسياحِيّ، يقعُ على تراب بلديّة المُحمَّديَّة بولاية الجزائر، وسط خليجها البحريّ. تبلغُ مساحته 300.000 متر مربّع، يضمّ مسجِدا ضخما للصّلاة، يسع لـ 32000 مصلٍ، وتصلُ طاقة استيعابِه إلى 120 ألف مصلٍ عند احتساب صحنه وباحَاته الخارجيّة.
قاعة الصّلاةِ وصحنها الفسـيح، جاءت في النّصوص القانونيّة المُنشِأة للجامع، تحتَ تسميةِ “الفضاء المسجدِيّ”.
ويضُمّ المجمّعُ هياكلَ أخرى ومرافقَ سُمّيت بالهَيئات المدمجة، ووجدت هـذه المرافق لتُساهم في ترسـيخِ قِيم الدّين الإسلاميّ من: قرآن منزّلٍ وسنّةِ مطهّرة على صاحبها أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وكذا للحِفاظ على المرجعيّة الدّينيّة الوطنيّة، بما يخدُم مكتسبات الأمّة ويحقّق التّواصل مع الغير.
وجامع الجزائر هـو معلم حضاريّ، بِهندسته الفَريدة، التي زَاوجـت بين عراقة العِمارة الإسلاميّة بطَابعها المغَاربيّ الأندلسيّ، وآخِر ابْتكارات الهندسة والبِناء في العالم، حيث حقّق عدّةَ أرقامٍ قيَاسيةٍ عالميةٍ في البناء.
فمن حيث الأبْعادُ الهنْدسيةُ، يُعدّ الجامع بين المساجد الأكبر والأضْخَم عبر العالم، بل هو ثالث أكبرِ مسجدٍ في العالم بعد الحرَمين الشريفَين بمكة المُكرّمَة والمدينَةِ المنوّرَة، وهو أكبر مساجد أفْريقيا على الإطلاق، فمساحة قاعة صلاته تبلغ 22 ألف متر مربع، وقُطر قبته 50 مترا، وفُرِش بـ 27 ألف متر مربع من السجّاد الفاخر المصنوعِ محليّا، وتزيَّنت الحوافّ العلويّة لجدرانه بـ 6 آلاف متر من الزّخرفة بمختلف خطوط الكتابة العربيّة.
من باب التذكير فقط نشير ـ مرة اخرى ـ إلى أن العلاقات بين الجمعية وجامع الجزائر علاقات وطيدة، تنبني على التعاون فيما يخدم المرجعة الإسلامية الوطنية،وبما يعزز منظومة القيم والمباديء والأخلاق التي يقوم ويدعو إليها الإسلام الحنيف ، بالأسلوب القرآني الكريم «على بصيرة» بما يحقق مطالب المجتمع الجزائري في معرفة دينه والالتزام بأصوله وقواعده،وفي الأفق عدد من المناشط العلمية والفكرية والدينية ستنهض بها مؤسسة جامع الجزائر وجمعية العلماء ، بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى الجزائري وسواها من المؤسسسات والهيئات أداء لواجب النصح والتوجيه والترشيد والتهذيب في المجتمع الجزائري .
هيئة التحرير