هل هذه مساعدات إنسانية أم نصب فخاخ للقتل والتهجير؟

أ د. عمار طالبي/ إن ما نشاهده من تقديم الأمريكان للمساعدات إلى المحصورين في غزة، وما صاحب ذلك من فوضى ونصب، ومعاناة النساء والأطفال، والإسراع لتلقي هذه المساعدات، إنما هي خدمة للسياسة الصهيونية، لجمع الناس في مراكز محددة معينة في الجنوب، من أجل دفعهم إلى الهجرة القسرية، والتحكم في حصارهم وتعذيبهم، وقد نبّه كثير من …

يونيو 16, 2025 - 16:21
 0
هل هذه مساعدات إنسانية أم نصب فخاخ للقتل والتهجير؟

أ د. عمار طالبي/

إن ما نشاهده من تقديم الأمريكان للمساعدات إلى المحصورين في غزة، وما صاحب ذلك من فوضى ونصب، ومعاناة النساء والأطفال، والإسراع لتلقي هذه المساعدات، إنما هي خدمة للسياسة الصهيونية، لجمع الناس في مراكز محددة معينة في الجنوب، من أجل دفعهم إلى الهجرة القسرية، والتحكم في حصارهم وتعذيبهم، وقد نبّه كثير من الخبراء إلى خطأ هذه الخطة المدبّرة في خدمة سياسة المجرمين من تلك الحكومة المتطرفة القاتلة بموافقة وإعانة عناصر من الجيش الأمريكي الذي هرب وتخلّى عن مهمتهم ولعدم خبرتهم.
وتركوا الأمم المتحدة، ومنظماتها التي لها خبرة واختصاص بتوزيع المساعدات في الحروب، إبعادا لها ليتمكنوا من التحكم في هؤلاء المدنيين، فكان الصواب أن تعطى المساعدات للنازحين في أماكنهم لا أن يذهبوا إليها زاعمين أن المساعدات تقع في أيدي حماس، وقد عجزوا عن التغلب على حماس، فأخذوا ينتقمون من هؤلاء العزّل، الذين جوّعوهم وأرهقوهم، بالإخلاء المستمر من مكان إلى آخر، وقتلهم في الطرقات وفي الخيام، وحرق المدارس التي تأوي النازحين، وأخيرا شاهدنا كيف أحرقوا تسعة أطفال لعائلة النجار، ولم تنج من اللهب إلا طفلة واحدة، وكان أبوها في العناية المركزة، فهذا المشهد مرعب ومفزع، لا يقدم عليه إلا هؤلاء المجرمون، قتلة الأطفال والأنبياء قديما وحديثا، فالتوراة الكاذبة تأمرهم بقتل الأطفال وإعدامهم، والنص إلى اليوم تشتمل عليه هذه التوراة التي كتبوها بأيديهم وزعموا أنها وحي من الله، فيا لها من أكاذيب وافتراءات.
ذهب ترمب بالأموال أموال العرب، وترك الصهاينة يقتلون الأطفال، ويزعم أنه يدعو إلى السلام، فالعرب دفعوا الأموال ليدفعها ترمب أسلحة وتأييدا للصهاينة، لقتل هؤلاء الأطفال وحرقهم، فيا له من خزي وخذلان، وهوان وذلة واحتقار!! يصنع ترمب القبة الذهبية بأموال العرب!!

ما هذا الاقتحام على المسجد الأقصى؟!
لم يسبق أن وقع اقتحام على المسجد الأقصى المبارك مثل هذا الاقتحام هذه الأيام، أكثر من ألف مع المجرم المتطرف المسؤول على الأمن، ولا يستحق إلا أن يسمى المسؤول على الإجرام والقتل.
أخذ هؤلاء القطعان من المستوطنين، وتلاميذ الحاخامات من مدارس التوراة يرقصون في ساحة المسجد الأقصى وأخذ هؤلاء المسؤولون الصهاينة من الكنيست والوزراء يعربدون ويشطحون شطحات الغرور، والطغيان، وأخذ كبيرهم في الإجرام يتكلم من النفق الذي حفروه تحت المسجد الأقصى بحثا عن أي أثر للهيكل المزعوم، لكن هل يلام هؤلاء المجرمون، فهذا شأن العدوان والحقد والانتقام الذي ربّي عليه هؤلاء ورسخ فيهم، لكن الذي يلام ويخزى إنما هم العرب والمسلمون حاشا بعضهم يلامون على هذا السكوت والرضا، فلا يغيرون على مقدساتهم، ولا يفعلون شيئا لرده.

أين المسلمون مما يقع في المسجد الأقصى؟
هذا العدوان على المسجد الأقصى والعربدة في رحابه والرقص، والزهو، وإقامة شعائر التوراة وطقوسه لأمر مذل، وقد عبر إمام المسجد الأقصى المبارك وخطيبه الشيخ صبري عن أسفه وحزنه لما يرى من سكوت المسلمين بما فيهم المسؤول عن المقدسات الذي نص عليه اتفاق عربة، والمسؤول عن صندوق القدس أيضا، فأين منظمة التعاون الإسلامي؟ وأين جامعة الدول العربية؟ وأين القاهرة عاصمة العالم الإسلامي التي ورثت الخلافة الإسلامية؟ وأين عاصمة الخلافة الإسلامية في آخر عهدها في اسطنبول؟ وهي التي كانت آخر مسؤول عن الأقصى، وهي التي شيّدت وحكمت؟ أين مسلمو آسيا وهم الذين يعلق عليهم الأمل، وأين السعودية التي تتزعم مكة والمدينة، أين المسجد الحرام والحرم النبوي؟ لماذا نجد بعض الدول الأوربية مثل اسبانيا وبريطانيا وفرنسا بعضها يمنع بيع الأسلحة للصهاينة، وبعضها يعترف بدولة فلسطين، وكلهم يستدعي سفراء الصهاينة للاحتجاج على ما يقومون به من الجرائم، فلماذا لا تقطع الدول العربية علاقاتها بالكيان الإسرائيلي، وتقطع العلاقات التجارية وغيرها؟ إن هذا لشيء غريب، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، ومتآمر بليد سفيه، فقد كل رشد، وكل غيرة، وكل فحولة، وكل رجولة.