صرخة من أجل غزة

أ. عبد العزيز كحيل/ بقيت وحدك يا غزة…نحن أمة تنظر إلى علماء الدين قبل غيرهم لكن ما العمل وكثير من هؤلاء العلماء منهمكون في بيان كيفية إخراج زكاة الفطر ونحن نريد من يبين لنا كيفية إخراج العدو الصهيوني؟ لو كان الأزهر شريفا كما كان لنادى بأعلى صوته يا أهل مصر الجهاد فرض عليكم لأنكم أقرب …

أبريل 7, 2025 - 16:02
 0
صرخة من أجل غزة

أ. عبد العزيز كحيل/

بقيت وحدك يا غزة…نحن أمة تنظر إلى علماء الدين قبل غيرهم لكن ما العمل وكثير من هؤلاء العلماء منهمكون في بيان كيفية إخراج زكاة الفطر ونحن نريد من يبين لنا كيفية إخراج العدو الصهيوني؟ لو كان الأزهر شريفا كما كان لنادى بأعلى صوته يا أهل مصر الجهاد فرض عليكم لأنكم أقرب الناس إلى غزة فاقتحموا المعابر وأغيثوا إخوانكم، لكنه هيئة حكومية طيعة، ولو كان في الأردن نخوة هاشمية لأطلقت المراجع الدينية نفس النداء، ولولا الضعف المهول الذي ترك فيه النظام البعثي سورية لكانت سندا قويا لفلسطين لأنها الجناح الثاني للشام وقلبه النابض، ولو كان فينا بقية من عزة المسلمين لمتنا قبل موتنا مع ضحايا العدوان الهمجي المتواصل على غزة.
إن عدونا الأول هو أمريكا فيجب معاملتها على هذا الأساس، وألف تحية للجيش اليمني فهو فخر العرب والمسلمين، جيش من الزيدية أقرب الناس إلى أهل السنة عقيدة وعملا، وهكذا فإن غزة ليست في حاجة إليكم أيها الحكام المطبّعون والشيوخ المنبطحون ودهماء المثقفين، فيمكنكم النوم على أجفانكم، لا تشعروا بأي شيء، استمتعوا بكراسيكم السلطوية و»العلمية» وبهتاف المغفلين لكم، فغزة لا تنتظر منكم شيئا، لا دولارات ولا أسلحة ولا جنودا ولا مساعدات ولا حتى الدعاء، فهي أصلا صمدت لأنها نفضت يديها منكم واعتمدت على الله وعلى الأحرار وحدهم، صمدت لأنها خلافا للبلاد العربية الأخرى رجالها رجال وأطفالها رجال ونساؤها رجال وقيادتها رجال حماس ولا تملك بفضل الله جيشا نظاميا، فعلى الفاعلين في الساحة الداعمين للمقاومة ألا يبرحوا أماكنهم ويركزوا جهودهم على دعم الرجال الواقفين والأبطال المتميزين فهم يجاهدون نيابة عنا وقد مرغوا أنف العدو في التراب وأثبتوا أنهم هم عز العرب والمسلمين، فالحذر من التخلي عنهم فلعلّ الله يحرر الأمة كلها على أيديهم، وكما أن تحرير سورية بدأ من مدينة صغيرة محاصرة (إدلب) فإن خلاص أهلنا في فلسطين والأمة قد بدأ عمليا من غزة، وبإذن الله كما حدثت المعجزة هناك ستحدث هنا.
من جهة أخرى لا ينبغي ان ننسى أبدا أن أحقر وأنذل وأقبح فتوى من رجل دين هي التي تنتقص من المجاهدين وتصفهم بالإرهابيين والمنحرفين، فهذه هي قرة عين أعداء الإسلام، لا تصدر إلا من شيوخ السلاطين الذين يهدف العلم عندهم إلى تخدير الجماهير وتبرير ظلم الحُكام وصدّ الناس عن المطالبة بحقوقهم وحثهم على الذل و طأطاة الرأس والاكتفاء بالعبادات والأذكار والتدين الفردي البارد، فلا تغتروا بأي شيخ ولا تأخذوا عنه العلم إلا بعد أن يتبين موقفه من حماس والمجاهدين في غزة، فإن تبين انه من المخذلين والمعوقين المرجفين فاهجروه فإنه لا خير فيه، وأي خير في ذاك المفتي الذي قال هذه الأيام: «جماعة الإخوان لا تمت بصلة إلى الإسلام، هي على ضلال، تنتهك الأعراض، تستبيح الدماء، تأكل أموال الناس بالباطل، لا فرق بينها وبين النصرة وداعش.»؟ أليس قد انسلخ من آيات الله، يكذب على الأبرياء تزلفا إلى الحكام، لا يبالي بالردة الحاصلة في بلاده، لم يبصر موسم الرياض وما فيه من مجون برعاية رسمية، لم يقل كلمة عن اصطفاف أولياء نعمته مع العدو ضد غزة، لم يحركه الظلم النازل على العلماء قريبا منه في المعتقلات، نجا منه اليهود والمسيحيون والطواغيت ولم تنجُ منه الفئة المؤمنة المجاهدة المظلومة؟
ويا من بأيديكم الأمور، تريدون أن ينصركم الله ويوفقكم في أعمالكم ويبارك إنجازاتكم؟ الحل لا يكمن في بناء المساجد وزخرفتها ولا إقامة مسابقات حفظ القرآن وتوزيع الجوائز بسخاء ولا إرسال الناس إلى العمرة وإنما يكمن بالدرجة الأولى في نصرة الحق وإقامة العدل ومحاربة الظلم، فرفع الظلم عن مظلوم واحد أحب إلى الله من كل ما سبق وغيرها من النوافل، فقد تقرر عبر التاريخ أن الله يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة، وحال غزة لا يحتاج إلى تفصيل.
ولعلّ تحرير سورية إيذان بتحرير الشام كله، وصلاح الدين لم يتمكن من تحرير القدس إلا بعد أن حرّر مصر من الاحتلال الشيعي ووحّدها مع سورية في دولة قوية، فهل سيعيد التاريخ نفسه؟ وها هو الشيخ محمد الحسن ولد الددو يلقي درسا في الجامع الأموي بدمشق رفقه وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ويستقبلهم رئيس الجمهورية، أليس هذا بداية الفتح المبين وسورية تعود إلى أحضان الأمة بعد انقطاع دام 60 سنة؟
فثقوا بالله وبأنفسكم، أحيوا الأمل وانشروه حولكم، تحرروا من التشاؤم، حاربوا هذه السوداوية القاتلة التي طغت على حياتنا، جددوا إيمانكم وساهموا في صناعة النصر.