عندما تصبح القضية مطية: من التآمر إلى الانبطاح
أ. عيسى جرادي*/ حاولت أن أبرز مظاهر الخذلان العربي الذي تواجَه به قضية العرب والمسلمين الأولى.. قضية فلسطين.. فأحصيت ما لا يقل عن ثلاثين صورة قاتمة لهذا الخذلان.. لو جُمعت كلها لحجبت بسوادها وجه التاريخ.. أوجزها في المعالم الآتية: 1. التطبيع: أن تذهب رأسا إلى نتانياهو.. تستجديه أن يضيفك إلى القائمة. 2. التنازل: أن يسحب …

أ. عيسى جرادي*/
حاولت أن أبرز مظاهر الخذلان العربي الذي تواجَه به قضية العرب والمسلمين الأولى.. قضية فلسطين.. فأحصيت ما لا يقل عن ثلاثين صورة قاتمة لهذا الخذلان.. لو جُمعت كلها لحجبت بسوادها وجه التاريخ.. أوجزها في المعالم الآتية:
1. التطبيع: أن تذهب رأسا إلى نتانياهو.. تستجديه أن يضيفك إلى القائمة.
2. التنازل: أن يسحب العرب في كلّ مرّة ورقة من جيوبهم ليضعوها في جيب نتانياهو مجانا.
3. التآمر: أن يكتب بعض العرب بيان تنديد.. مقابل وعد جازم من نتانياهو بتدمير حماس.
4. التواطؤ: يجلس عباس على كرسي السلطة.. وفي معصمه سوار إلكتروني يحدد موقعه على ما بقي من خارطة الضفة.
5. تسليم أوراق القضية لأمريكا: وضع السادات99%منها في يد أمريكا.. ليفتح طريق الحج إلى تل أبيب.
6. إدراج المقاومة في خانة الإرهاب: عندما تصبح المقاومة صداعا في رؤوس الخونة.. يعالجونها بحبوب الإرهاب.
7. الاكتفاء ببيانات التنديد: ومن تحت الطاولة ترسل خطابات الولاء إلى العزيز نتانياهو.
8. دعم الكيان ماديا: من الموانئ المصرية إلى طريق الحرير العابر من الإمارات إلى فلسطين المغتصبة.. ليشبع الصهاينة وليمت الغزاوي جوعا.
9. التخلي عن غزة وشعبها: يُقتل الفلسطيني بقنابل ألفي رطل الأمريكية.. فهذا ليس من شأنهم.
10. المتاجرة بالقضية: كلهم فتحوا دكاكين لبيع القضية.. مصر والأردن ابتداء.
11. تمزيق الصف الفلسطيني: التحريش بين الفصائل لتحقيق الاقتتال البيني.
12. توظيف الخطاب الديني المغشوش: حماس منحرفة عقيدة.. ودليل اتهامها انحيازها إلى إيران.. تهمة تؤدي إلى الإعدام.
13. التخابر مع الكيان: التنسيق الأمني بفضل عساكر دايتون.. من لم تقتله إسرائيل اعتقلته أجهزة عباس أو عذبته أو أعدمته.
14. الخيانات التاريخية: حلقات مسلسل لا ينتهي.. البداية في1948 والنهاية مع إبادة آخر فلسطيني.
15. المساهمة في حصار غزة: ليموتوا بالتقسيط.. وليموتوا في صمت.
16. دعم سلطة رام الله: أهون الشرين.. إذا لم تُقبر القضية.. فلا بأس أن يتولاها عباس المفاوض.
17. توظيف الجامعة العربية: كتابة بيان التأبين بحاجة إلى إجماع عربي.
18. قهر فلسطينيي الشتات: من أيلول الأسود إلى صبرا وشاتيلا إلى مخيم اليرموك.. لا مفاتيح للعودة.
19. تقزيم القضية: كانت إسلامية وإنسانية.. أضحت عربية ثمّ فلسطينية ثمّ فتحاوية ثمّ سلطوية وأخيرا عباسية.
20. التضييق على الصوت الإنساني: منعوا جورج غالاوي من دخول غزة.. وهددوه بالاعتقال ذات مرة.
21. تمزيق أوراق القوة: لم يعد النفط العربي ورقة ضغط.. النفط للأكل والشرب فقط.
22. تغييب الظهير الإسلامي: الحج موسم للعبادة.. وشعار غزة تناديكم يفسد المناسك.
23. تحييد الشعوب: لا تظاهر إلا بإذن السلطان.. والسلطان يأبى التظاهر.
24. خلخلة الموقف الإفريقي: مادام العرب يطبعون.. فلا يلام الأفارقة إن حذوا حذوهم.
25. إهانة الدول المساندة للقضية: تركوا جنوب إفريقيا تقاتل وحدها في لاهاي.
26. توظيف الإعلام الرسمي العربي: لا صوت يعلو على صوت الحاكم.
27. إشاعة اليأس والانهزام: لا قبل للعرب بإسرائيل.. وويل للعرب من شر اسمه ترمب.
28. تبذير القوة العربية في معارك هامشية: تمزيق الخارطة العربية إلى ألف قطعة.
29. تغييب البعد الديني: لا يعنينا الأقصى.. وفلسطين كانت أرضا لليهود.. هكذا يقولون.
30. توجيه الخطاب المسجدي: الدعاء لولي الأمر يحظر الدعاء لغزة.
31. تكييف المناهج التربوية: لا حاجة لذكر الجهاد أو ذم اليهود.. فالأطفال يجب أن ينشؤوا على حب الحياة وحب الآخرين.
32. الانخراط في أجندة تفاوضية خادعة: فاوض إلى ما لا نهاية.
أسباب هذا الخذلان..
1. أنظمة حكم غير منتخبة.. هشة سياسيا وتنظيميا.. مستبدة داخليا.. متوجسة من فكرة الجهاد والمقاومة.
2. هيمنة القوى الغربية على هذه الأنظمة.. وتسخيرها في خدمة المشروع الصهيوني.
3. بعض هذه الكيانات مصطنعة.. طوق أمان للكيان.. وموطن أبدي للاجئين.
4. مصلحة الأنظمة مقدمة على مصالح الشعوب وقضايا الأمة.
5. صلة الحكام بالدين مغشوشة.. وهم غير مؤهلين عقديا لتبني القضية.
6. شعار القومية لم يكن شعارا حقيقيا.. كان استنزافا للقضية ورفدا للكيان.
7. الجيوش والأسلحة ليست لمواجهة عدو خارجي.. بل لقمع الصوت المعارض في الداخل.
8. حروب العرب كانت استعراضية.. للتحريك وليست للتحرير.
9. امتداد ثقافة عصور الانحطاط والاستعمار إلى ما بعد الاستقلال.
10. فشل التنمية في الداخل.. انعكس فشلا في الخارج.
نتائج الخذلان..
1. تضييع فلسطين من النهر إلى البحر.
2. فقدان فرص كثيرة للضغط والتحرير.
3. تكبيل الجانب المقاوم في الشعب الفلسطيني.
4. خدمة الصهيونية مجانا وبأكثر ما تريد أو تتوقع.
5. فقدان الظهير الخارجي من الأفراد والمنظمات والدول.
6. أرشفة قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالاحتلال.
7. ترسيخ روح الانهزام المادي والنفسي والعقلي في مواجهة عدو شرس.
8. الخذلان العربي المعاصر: وصمة عار لا تمحى.
معالم التحرير..
1. العبور إلى فلسطين يتسنى على جثث الأنظمة المطبعة فقط.
2. لا مواجهة بلا عقيدة صحيحة.. نابضة بالحياة.. بهذا السلاح يجب أن يدار الصراع.
3. إعادة ترتيب الأوراق الفلسطينية المبعثرة.. بإزالة سلطة رام الله.
4. السعي في تخريب الكيان من الداخل.. فهو هش من هذا الجانب.. اقرؤوا ما قال عضو الكنيست اليهودي عوفر كاسيف «ما يجري ليس انهيارا لوقف إطلاق النار، بل تعمد من سيد القتلة للحفاظ على حكومته الفظيعة».. يعني نتانياهو.
5. المقاومة وحدها طريق التحرير.. أما التفاوض فإفلاس مسبق وملاذ آمن للفاشلين.
* مربّ وكاتب صحفي جزائري .