طلال أبو غزالة: من يملك التقنية يملك العالم

تحدث المفكر العربي المعروف طلال أبو غزالة، في مقابلة مع برنامج المشهد على قناة الحياة، عن التحول العميق الذي يشهده العالم حاليًا، معتبرًا أن البشرية دخلت رسميًا مرحلة “ثورة المعرفة”، وهي ثالث ثورة كبرى بعد الثورة الزراعية ثم الصناعية.

المعرفة اليوم: ليست قراءة صحيفة أو الاستماع إلى الراديو

قال أبو غزالة: “نحن اليوم نعيش في عالم المعرفة، حيث أصبحت تقنيات المعلومات والاتصالات هي جوهر هذه المعرفة. لم يعد المقصود بالمعرفة هو قراءة جريدة أو الاستماع إلى الراديو، بل هو القدرة على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل فعّال”.

وأضاف: “أنا أعتز بأنني كنت رئيس فريق عمل تقنية المعلومات في الأمم المتحدة عام 2001، وهو الفريق الذي وضع السياسة العالمية لتقنية المعلومات”.

سؤال: كيف تُدار حرب المعلومات؟

رد أبو غزالة: “المعلومات اليوم هي تكنولوجيا. ما أقصده بالمعرفة أو بتقنية المعرفة هو القدرة على توظيف التكنولوجيا في كل مجالات الحياة. هذه الفكرة تقودنا إلى تايوان، هذه الجزيرة الصغيرة جنوب الصين التي تمثل أقل من 5% من حجم الصين، لكنها في غاية الأهمية لكل من الصين والولايات المتحدة، لأنها تنتج المكونات الحيوية التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي”.

وأوضح: “تايوان هي المنتج الأول عالميًا للمعالجات (Processors) والشرائح (Chips) وغيرها من المكوّنات الإلكترونية الدقيقة. لا طائرة، لا كمبيوتر، لا روبوت، لا سيارة، ولا جهاز يمكن أن يعمل دون هذه الأجزاء. ومن يملك السيطرة على هذه التكنولوجيا، يملك السيطرة على العالم”.

الحرب العالمية الثالثة.. حرب على المعرفة

أكد أبو غزالة أن “العالم اليوم في قلب ثورة المعرفة، ولهذا فإن الحرب العالمية الثالثة لن تكون تقليدية، بل ستكون حربًا على المعرفة. ومن يسيطر على المعرفة، يسيطر على الاقتصاد، ومن يسيطر على الاقتصاد، يفرض سطوته السياسية”.

أميركا والعدو الصهيوني أمام استحقاق داخلي خطير

وأشار أبو غزالة إلى أن “الأزمات الداخلية التي توصف بالحرب الأهلية ستصل إلى أمريكا خلال الانتخابات، وكذلك إلى الكيان الصهيوني. وهذا ما يدفع الطرفين إلى محاولة تأجيل الانتخابات، ليس حبًا في بقاء نتنياهو، بل لأن كلا الفريقين يخشى من انفجار داخلي محتمل إذا لم تأتِ النتائج كما يتوقع”.

وأضاف: “في حال فاز أحد الطرفين، لن يقبل الطرف الآخر بالنتيجة، والعكس صحيح. وهذا ما ينطبق على الوضع الأمريكي أيضًا. نحن أمام استحقاقين انتخابيين سيحددان مستقبل كل من أمريكا وسلطات الاحتلال”.

المواجهة الكبرى حول تايوان في أفق 2027

وحول مستقبل الصراع الدولي، توقع أبو غزالة أن تكون تايوان محور المواجهة الكبرى المقبلة، قائلًا: “أتوقع أن تكون لحظة الحسم عام 2027، لأن الصين أعلنت رسميًا نيتها ضم تايوان في ذلك العام. الصين تعتبر تايوان جزءًا من أراضيها، حتى وإن منحتها بعض الاستقلالية في الماضي”.

واختتم بالقول: “إذا نفذت الصين هذا القرار وألغت الوضع الحالي لتايوان، فإن الولايات المتحدة لن تبقى صامتة. توقف الصناعات والتكنولوجيا أمر لا يمكنها احتماله. العالم كله، ببساطة، يعتمد على التقنيات التي تنتجها تايوان، ولا مصنع أو جهاز يمكن أن يعمل بدونها”.

——————————————-

تابعوا برنامجكم الأسبوعي المشهد من تقديم محمد دهيليس، كل يوم أربعاء على قناة الحياة.

ظهرت المقالة طلال أبو غزالة: من يملك التقنية يملك العالم أولاً على الحياة.