على خلفية “بوعلام صنصال”.. نواب في البرلمان الفرنسي يحذرون من التصعيد مع الجزائر

يجري نقاش حاد على مستوى لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة السفلى للبرلمان الفرنسي (الجمعية الوطنية) بشأن لائحة تتعلق بسجن الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، الذي يقضي عقوبة خمس سنوات سجنا نافذا بسبب تطاوله على الوحدة الترابية للجزائر وعلى بعض رموز مؤسساتها.

ويدور هذا النقاش حول لائحة للبرلمان الأوروبي، يتم التدافع بشأنها على مستوى البرلمان الفرنسي، حيث تحاول المجموعات البرلمانية المختلفة، إدراج موقفها من هذه اللائحة وذلك انطلاقا من خلفياتها السياسية والحزبية والإيديلوجية، فهناك من يدعو إلى التصعيد مع الجزائر، وهناك من يفضل الجنوح إلى التهدئة تفاديا لانزلاق العلاقات الثنائية إلى نقطة اللارجوع.

وفي هذا الصدد، قدم النواب المحسوبون على التيارات اليسارية قراءة تدعو إلى خفض التصعيد من خلال توظيف عبارات غير مستفزة، وفق ما جاء في وثيقة على موقع الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان)، حيث طالب النواب اليساريون كما جاء في الوثيقة بإدراج تعديل يهدف إلى حذف الفقرة 35 من اللائحة الأوروبية.

ويقول أصحاب التعديل إن هذه الفقرة التي استوحيت صياغتها من القرارات التي قدمتها مجموعات اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي. وأشارت إلى إن الاقتراح الوارد في هذا القرار بربط المدفوعات المستقبلية للأموال الأوروبية والتقدم في إعادة التفاوض على اتفاقية الشراكة بالإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال ، لن يؤدي إلا إلى زيادة التوترات ليس فقط بين بلدينا ولكن أيضًا بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.

وبرأي أصحاب هذا التعديل فإن عدم حذف الفقرة سالفة الذاكر، من شأنه أن “يعيق الجهود الدبلوماسية المبذولة لتحقيق الهدف ذاته من هذا القرار ، وهو الإفراج عن الكاتب الفرانكو جزائري بوعلام صنصال، في أسرع وقت ممكن”، علما أن السجين المتهم لا يزال قرار العدالة الصادر بحقه غير نهائي بعد استئنافه من قبل وكيل الجمهورية بمحكمة الدار البيضاء بالعاصمة.

ويضيف النواب اليساريون في تعديلهم مؤكدين على أن الفقرات أو النصوص التي تتحدث عن فرض بوقف المساعدات المالية الأوروبية، على الجزائر ستنعكس سلبيا على المجتمع والشعب الجزائري كما أنها ستنعكس سلبيا على المسائل المتعلقة بسياسة الجوار الأوروبية أو اتفاقية الشراكة، بهدف تعزيز الرخاء والاستقرار والأمن للجميع، وفق المصدر ذاته.

 ويؤكد النواب أصحاب التعديل أن “هذه الفقرات تتناقض مع عنوان القرار ذاته، الذي يدعو إلى الإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال، وهو ما ندعمه”. كما أنه “من المتناقض أن نجعل من إطلاق سراح الكاتب بوعلام صنصال شرطا مسبقا لبدء المناقشات حول تحديث اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، في حين أن الإفراج عن بوعلام صنصال مطلوب دون قيد أو شرط من الحكومة الجزائرية”، وشددوا أيضا على أن عدم الاشتراط يجب أن يكون متبادلا ويشمل الحكومة الفرنسية والحكومة الجزائرية على حد سواء.

علي. ب

The post على خلفية “بوعلام صنصال”.. نواب في البرلمان الفرنسي يحذرون من التصعيد مع الجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.