على خلفية لقائه بالمخرج السعيد عولمي .. إبراهيم مراد يُعيد فتح جرح المنفى

يشكّل اللقاء الذي جمع وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، بالمخرج والمنتج السعيد عولمي، أكثر من مجرد استعداد لإنجاز عمل وثائقي. إنه مؤشر على إرادة سياسية متجددة لإعادة بعث ملفات الذاكرة الوطنية التي ظلّت لسنوات طي النسيان، لا سيما ما تعلّق منها بجراح المنفى والتهجير القسري إبان الاستعمار الفرنسي. العمل الوثائقي المزمع إنجازه […] The post على خلفية لقائه بالمخرج السعيد عولمي .. إبراهيم مراد يُعيد فتح جرح المنفى appeared first on الجزائر الجديدة.

يونيو 17, 2025 - 13:02
 0
على خلفية لقائه بالمخرج السعيد عولمي .. إبراهيم مراد يُعيد فتح جرح المنفى

يشكّل اللقاء الذي جمع وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، بالمخرج والمنتج السعيد عولمي، أكثر من مجرد استعداد لإنجاز عمل وثائقي. إنه مؤشر على إرادة سياسية متجددة لإعادة بعث ملفات الذاكرة الوطنية التي ظلّت لسنوات طي النسيان، لا سيما ما تعلّق منها بجراح المنفى والتهجير القسري إبان الاستعمار الفرنسي.

العمل الوثائقي المزمع إنجازه لا يوثق فقط لمسار العودة الرمزي لأحفاد الجزائريين المنفيين إلى كاليدونيا الجديدة، بل يتجاوز البُعد السردي ليطرح تساؤلات أعمق حول العلاقة بين الذاكرة الجماعية والسيادة الوطنية، وحول مسؤولية الدولة في إعادة الاعتبار لتاريخ شعبيّ تم التلاعب به وتشويهه لعقود.

الزيارة التي قام بها وفد من أحفاد المنفيين إلى الجزائر، والاهتمام الرسمي الذي حظوا به، يعكسان تطورًا لافتًا في كيفية تعامل السلطات مع ملفات الذاكرة. فقد كانت زيارة الجدارية التذكارية التي دشنت سنة 2021 لحظة مؤثرة لهؤلاء، لا فقط كحدث رمزي، بل كاعتراف رسمي بتاريخهم، وهو ما عبّروا عنه بشعور قوي بالانتماء والامتنان.

هذا النوع من الاعتراف الرمزي يمكن قراءته كجزء من توجه سياسي أوسع يقوده الرئيس عبد المجيد تبون، والذي يولي ملف الذاكرة أهمية محورية ضمن مشروعه السياسي، سواء على المستوى الداخلي أو في علاقات الجزائر مع فرنسا.

في سياق ما بعد الاستعمار، لا يُعدّ توثيق معاناة المنفيين مجرد عمل ثقافي أو فني، بل هو فعل سيادي بامتياز. فإنتاج رواية جزائرية أصيلة حول ما حدث، في مواجهة الرواية الاستعمارية الرسمية التي لطالما صوّرت النفي كوسيلة “تمدين” أو “إصلاح”، يُعدّ استرجاعًا لجزء من السيادة التاريخية والمعنوية.

إن الدعم الذي حظي به المخرج السعيد عولمي من وزارة الداخلية ومصالح الأمن الوطني يؤكد وجود إرادة مؤسساتية لتأطير هذا العمل وتسهيل مهمته، في وقت بات فيه التوثيق السمعي البصري أداة مركزية في صناعة الوعي الجمعي وتشكيل الذاكرة القومية.

لطالما كانت الجالية الجزائرية في كاليدونيا الجديدة إحدى زوايا النسيان في سردية الجزائر ما بعد الاستقلال. فالمنفيون، الذين اقتُلِعوا قسرًا من أرضهم بسبب ثوراتهم ومقاومتهم، وجدوا أنفسهم في مجاهل المحيط الهادئ، بعيدًا عن التاريخ الرسمي. اليوم، يعاد إدماجهم — أو على الأقل أحفادهم — في السردية الوطنية، في خطوة يمكن وصفها بأنها تصحيح متأخر لمسار تاريخي مُلتبس.

The post على خلفية لقائه بالمخرج السعيد عولمي .. إبراهيم مراد يُعيد فتح جرح المنفى appeared first on الجزائر الجديدة.