ماكرون يتبادل الأدوار مع روتايو… وهو مسؤول عن الأزمة

كيف يعيش أبناء الجالية في ظل الأزمة التي تعصف بالعلاقات الجزائرية الفرنسية؟ سؤال بات مطروحا بقوة في ظل الاستفزازات والتحرشات التي تصدر عن وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، الذي جعل من استهداف الجزائر ومصالحها محور حساباته الانتخابية الضيقة. وكما يقال، رب ضارة نافعة. فقد خلفت هذه الأزمة، حالة من التكاتف والوعي بين أبناء الجالية الجزائرية، […] The post ماكرون يتبادل الأدوار مع روتايو… وهو مسؤول عن الأزمة appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 26, 2025 - 18:31
 0
ماكرون يتبادل الأدوار مع روتايو… وهو مسؤول عن الأزمة

كيف يعيش أبناء الجالية في ظل الأزمة التي تعصف بالعلاقات الجزائرية الفرنسية؟ سؤال بات مطروحا بقوة في ظل الاستفزازات والتحرشات التي تصدر عن وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، الذي جعل من استهداف الجزائر ومصالحها محور حساباته الانتخابية الضيقة.
وكما يقال، رب ضارة نافعة. فقد خلفت هذه الأزمة، حالة من التكاتف والوعي بين أبناء الجالية الجزائرية، انطبع من خلال التصرفات التي أبدوها، وفق ما يراه النائب سعد لعناني عن المنطقة الثانية بفرنسا، الذي تفاجأ من حالة النضج التي وصل إليها جزائريو فرنسا.
يقول سعد لعناني: “لقد ساعدت الأزمة الحالية بين الجزائر وفرنسا بشكل كبير، أبناء الجالية على الشعور بحقيقة وبضرورة التكاتف كأبناء وطن واحد، ولأول مرة أشعر أنهم أحسوا بانتمائهم لهذا الوطن أكثر من ذي قبل. فقد أبدوا استعدادهم للتعاون مع الوطن بشكل جاد وحقيقي واستثنائي وإلى أبعد الحدود. أنا أشهد لأول مرة تكاتفا من أجل الوطن الأم والدفاع عنه في وجه ما يحاك ضده في الخفاء وفي العلن”.
ويضيف النائب عن المنطقة الثانية في فرنسا، في تواصل مع “الشروق”: “لقد تصرف أبناء الجالية بشكل حكيم جدا، لم يثيروا أي مشكل للدولة الفرنسية، احترموا قوانينها، حاولوا أن يمتصوا الصدمات التي تلقوها بكل حكمة وذكاء، كما تفادوا إثارة القلائل لاستفزاز اليمين المتطرف، بل كان صمتهم مفيدا جدا، ولم يريدوا صب المزيد من الزيت على النار”.
وسجل سعد لعناني “تراجعا في الحملة العنصرية ضد الجزائر في الآونة الأخيرة من حيث الحدة، والتي كانت في الحقيقة استثنائية ولم يسبق أن وصلت إلى ما وصلت إليه، فقد كان بعض المسؤولين الفرنسيين يهددون الجزائر صباحا ومساء، مستعينين ببعض الأوباش الذين يريدون ضرب الوحدة الوطنية واستهداف استقرارها وتلاحم شعبها”.
وبرأي النائب، فإن الحملة الفرنسة العنصرية ضد الجزائر التي قادها روتايو، “تتجاوب مع متغيرات استراتيجية في المحيط الأوروبي والعالمي حاليا، فقد وجدت فرنسا نفسها في وضع حرج بعد موقف ترامب منها، وخصوصا بعد التراجع الشديد لدور فرنسا وألمانيا لصالح طرف آخر تقوده إيطاليا، وهو ما جعل فرنسا تشعر بتهديد خطير على كيانها ودورها الاستراتيجي الذي كانت تقوم به سابقا”.
وكان مآل هذه الحملة ومفادها أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الجزائر، وفق المتحدث، لأن “الجزائر شئنا أم أبينا هي هدف استراتيجي لجميع الدول الاستعمارية، بسبب موقعها الاستراتيجي وثرواتها الثمينة، لذلك، فالهدف من وراء تلك الحملة، هو زعزعة استقرارها ومن ثم محاولة سرقة ثرواتها ومص دم الجزائريين كما فعلت خلال الاستعمار”.
وكما يعتقد الكثير من المراقبين، فإن ما يحدث من ممارسات في فرنسا تجاه الجزائر، إنما هو مجرد تبادل أدوار محكم، وفق سعد لعناني: “سبق وقلت الدور اللين للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والحاد لبرونو روتايو (وزير الداخلية)، هو في الحقيقة تبادل أدوار، وهذا ما أشار إليه وزير الخارجية الفرنسي الأسبق هوبير فيدرين، في حوار له مع صحيفة لوفيغارو، عندما أكد أن الموقف الفرنسي الجيد هو الموقف الحالي.. كان يتلاعب، مرة يرمي الكرة للخبيث ومرة للجيد وهكذا دواليك”.
ويحمّل النائب المسؤولية للرئيس ماكرون أكبر من وزير داخليته في الأزمة الراهنة، لأنه “سمح بإهانة الجزائر والجزائريين، وهو نفسه كان قد صرح بأن الجزائر أهانت شرفها (عندما كان يتحدث عن قضية صنصال) وهذا تصريح خطير لمسؤول دولة تربطها علاقات حساسة مع الجزائر”.
وبخصوص طرد القناصلة، فقد “أرسلت إشارة قوية للحكومة الفرنسية بأن الجزائر دولة مستقلة وقوية قادرة على اتخاذ القرارات التي تناسبها بدون أي تدخل من فرنسا أو من غيرها. وفي فرنسا تلقوا صدمة طرد القناصلة بكثير من الغضب والإثارة وكأن الجزائر أساءت إليهم إساءة خاصة، ولكن في الواقع كل الدول تتخذ مثل هذه القرارات عندما تصل الأمور إلى ما صارت إليه بين العاصمتين”.
وبرأي المتحدث، فإن فرنسا هي التي بحاجة إلى الجزائر، يقول لعناني: “الجزائر حاليا بوضعها الاقتصادي والسياسي في منحى تصاعدي وإيجابي|، والجالية تحس بهذا الشيء مباشرة وتتفاعل معه، وهناك إرادة قوية من أجل الاستثمار في الجزائر. فرنسا تعيش مرحلة تراجع أو بالأحرى مرحلة انحطاط وهذه الحملة العنصرية ضد الجزائر، تدل على وجود حالة انكماش في الإشعاع الفرنسي الذي كان سابقا قويا ويشمل قطاعات كبيرة من العالم عموما”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post ماكرون يتبادل الأدوار مع روتايو… وهو مسؤول عن الأزمة appeared first on الشروق أونلاين.