ما بين زغرودة ودمعة… البكالوريا تصنع مشاهد لا تُنسى!

في صباح مشحون بالانتظار، لم تكن الساعة قد بلغت الـ10 بعد، لكن الجزائر كانت كلها تنقّر. أصابع مضغوطة على الشاشات، أنفاس محبوسة، وأمل واحد يتكرّر عند الجميع: هل نجحت؟ في الشوارع، في المقاهي، داخل السيارات وحتى على الرمال الساخنة للشواطئ، انتشرت حالة ترقّب وطنية غريبة. لا أحد ينظر للوقت، الكل يحدّق في الهاتف المحمول. ضغطة [...] ظهرت المقالة ما بين زغرودة ودمعة… البكالوريا تصنع مشاهد لا تُنسى! أولاً على الحياة.

يوليو 22, 2025 - 00:25
 0
ما بين زغرودة ودمعة… البكالوريا تصنع مشاهد لا تُنسى!

في صباح مشحون بالانتظار، لم تكن الساعة قد بلغت الـ10 بعد، لكن الجزائر كانت كلها تنقّر. أصابع مضغوطة على الشاشات، أنفاس محبوسة، وأمل واحد يتكرّر عند الجميع: هل نجحت؟

في الشوارع، في المقاهي، داخل السيارات وحتى على الرمال الساخنة للشواطئ، انتشرت حالة ترقّب وطنية غريبة. لا أحد ينظر للوقت، الكل يحدّق في الهاتف المحمول. ضغطة واحدة على موقع نتائج البكالوريا كانت كفيلة بتغيير ملامح وجه، أو قلب ميزان بيت بالكامل.

المشهد لم يكن عاديًا هذا العام. الأعداد الضخمة من المترشحين، وتزايد الارتباط الشعبي بالبكالوريا كمحطة مصيرية، جعلا من لحظة الإعلان حدثًا اجتماعيًا لا تربويًا فقط.

في المدينة الذكية سيدي عبد الله، أمام ثانوية “محمد برادعي” تحديدًا، جلست مجموعة من الأمهات في صمت مهيب، من بينهن الخالة سعاد التي كانت ممسكة بهاتفها وقلبها معه.. جاءت النتائج وبنات الخالة سعاد نجحن جميعًا، لكن هل هذا يكفي؟ زميلات بنات الخالة سعاد لم يعجبهن المعدل، فيما أطلقت صديقتهن زغرودة مدوّية بعد أن تجاوزن حاجز الـ16 من عشرين.

هكذا تحوّل النجاح إلى معضلة أخرى. النجاح بمعدل لا يؤهلك للطب أو الصيدلة، في نظر الكثير من العائلات، يُعد “نصف خيبة”. تقول إحدى الطالبات الناجحات: “لن أدخل الجامعة بهذا المعدل، سأعيد السنة. أريد الطب، ولا شيء غيره”.

وبينما انشغل البعض بالدموع أو الفرح الحذر، خرج آخرون إلى الشوارع في احتفالات صاخبة، لا تختلف عن ليالي الكرة. أبواق، شماريخ، مواكب سيارات، وأناشيد النجاح. حرارة الشمس التي لامست 34 درجة، لم تمنع أحدًا من إعلان الفرح.

المحلات التجارية دخلت هي الأخرى على الخط. محلات الحلويات مثلًا، جهّزت الحلويات المخصصة للناجحين منذ الصباح الباكر، التي في كل واحدة منها مساحة خالية للاسم وعبارة: “مبروك النجاح”.

في المقابل، لم يمر هذا “العيد الصغير” دون انتقاد. أصوات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي طالبت بعدم المبالغة في الفرح، احترامًا لمن لم يُوفّق. آخرون رأوا في هذه الانتقادات نوعًا من المصادرة لحق طبيعي: الفرح بالنجاح.

من جهة أخرى، برزت ظاهرة “التهاني الموجهة” من طرف بعض أساتذة الدروس الخصوصية، الذين عمدوا إلى نشر أسماء ومعدلات تلاميذهم على فيسبوك، في إشارات لا تخلو من الترويج لخدماتهم.

ظهرت المقالة ما بين زغرودة ودمعة… البكالوريا تصنع مشاهد لا تُنسى! أولاً على الحياة.