نداء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: «وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ» يا شعبنا الجزائري الأبي، يا أمتنا العربية والإسلامية، يا أحرار العالم، تتابع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ببالغ القلق والاستنكار، وبغضب شديد، الاعتداء السافر الذي ارتكبه الكيان الصهيوني الغاصب على أسطول الصمود الإنساني، والذي استهدف سفنًا محملة بالمواد الإغاثية ومتطوعين مدنيين …

أكتوبر 6, 2025 - 12:48
 0
نداء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: «وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»

يا شعبنا الجزائري الأبي،
يا أمتنا العربية والإسلامية،
يا أحرار العالم،
تتابع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ببالغ القلق والاستنكار، وبغضب شديد، الاعتداء السافر الذي ارتكبه الكيان الصهيوني الغاصب على أسطول الصمود الإنساني، والذي استهدف سفنًا محملة بالمواد الإغاثية ومتطوعين مدنيين جاؤوا من شتى بقاع الأرض نصرةً للمحاصرين في غزة، في صورة جديدة من صور العربدة الصهيونية التي تضرب عرض الحائط كل القوانين الدولية والمواثيق الأممية المتعلقة بحماية المدنيين وضمان حرية مرور المساعدات الإنسانية
إن هذا الاعتداء البغيض، الذي طال نشطاء سلميين ومبادرات إنسانية بحتة، يكشف للعالم مجددًا الوجه الحقيقي للاحتلال، القائم على الغطرسة والاستهتار بكل القيم الإنسانية والشرائع السماوية، والخرق المستمر للاتفاقيات الدولية.
وإذ تُجدِّد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين شجبها وإدانتها القاطعة لهذه الجريمة النكراء، فإنها:
01/ تدعو الأمة الإسلامية وأحرار العالم إلى تحمّل مسؤولياتهم الكاملة في إيقاف هذه العربدة، ومنع تكرارها، ومحاسبة المسؤولين عنها، والمطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، وذلك صوناً لحرمة الأفراد وحقهم في الأمن والسلامة.
02/ تناشد المنظمات الحقوقية والإغاثية والهيئات الشعبية عبر العالم إلى تكثيف جهودها في فضح هذه الانتهاكات، والتصدي لها.
03/ تذكر الحكومات العربية والإسلامية بوجوب الاضطلاع بمسؤوليتها الدينية والتاريخية، وهي مطالبة باستخدام كل الأوراق السياسية والاقتصادية وغيرها من أساليب الضغط على الكيان الغاصب، «فـالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً».
04/ تدعو الجهات الإغاثية الشعبية والرسمية إلى الاستمرار فوراً في تجهيز أسطول جديد، يؤكد على أن الأمة لن تستسلم للتهديد والقرصنة.
05/ تدعو أئمة الأمة الإسلامية وخطباءها إلى تخصيص خطبة جمعة لـبيان واجب النصرة على الأمة، ودعم الناشطين في أسطول الصمود، والحث على دعم وإسناد إخواننا في فلسطين والمقاطعة النشطة لكل ما يدعم الكيان وداعميه.
06/ تدعو الدول الإسلامية التي تربطها علاقات مع هذا الكيان الغاصب إلى غلق سفاراته وطرد ممثليه.
07/ على الأمة الإسلامية أن تحيي شعيرة قنوت النوازل وتستنزل نصر الله عزوجل بالتوبة والدعاء.
وفي هذا السياق، تحث جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدولة الجزائرية، بما تملكه من رصيد تاريخي مشرف في الدفاع عن القضايا التحررية والعادلة في العالم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى مواصلة جهودها الدبلوماسية والسياسية من أجل حشد الدعم الدولي، وتفعيل الآليات الأممية الرادعة، ووضع حد لهذه الاعتداءات المتكررة، نصرةً لإخواننا في أرض العزة، ووفاءً لرسالتها الثابتة في الوقوف إلى جانب المظلومين والمستضعفين.

ختامًا، فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تؤكد أنّ القضية الفلسطينية باقية في وجدان الأمة وضمير الإنسانية، وأن مثل هاته الجرائم لن تزيد الأمة الإسلامية وأحرار العالم إلا إصرارًا على مواجهة الظلم والطغيان والانتصار للقيم السامية التي جاء بها الإسلام وأقرتها المواثيق الدولية.

ندعو الله أن يُفرّج كرب المكروبين، وأن ينصر إخوتنا في فلسطين، وأن يوحد صفوف أمتنا على الحق المبين، وأن يلهمها العودة إلى كتاب ربها وسنة نبيها.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد

أ.د: عبد الحليم قابة
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائرييـن