هل سيكون ترامب مفجِّر الحرب العالمية الثالثة؟!

لقد تجاوز رئيس الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الخط الأحمر، وبيّن للعالم أجمع عن وجهه الحقيقي. إنَّه يدافع عن نفسه، وعن صديقه السفاح نتنياهو الوزير الأول للكيان الصهيوني. ولكنه بهذه العملية الخطيرة فقد أشرك الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع إيران، حتى لو كان ذلك يعني الغضب من ناخبيه، والرافضين عن أي تورط في صراع جديد […] The post هل سيكون ترامب مفجِّر الحرب العالمية الثالثة؟! appeared first on الشروق أونلاين.

يونيو 28, 2025 - 17:44
 0
هل سيكون ترامب مفجِّر الحرب العالمية الثالثة؟!

لقد تجاوز رئيس الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الخط الأحمر، وبيّن للعالم أجمع عن وجهه الحقيقي. إنَّه يدافع عن نفسه، وعن صديقه السفاح نتنياهو الوزير الأول للكيان الصهيوني. ولكنه بهذه العملية الخطيرة فقد أشرك الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع إيران، حتى لو كان ذلك يعني الغضب من ناخبيه، والرافضين عن أي تورط في صراع جديد باسم «أمريكا أولاً».
ترامب الذي اتخذ قرار الدخول في الحرب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية دون إذن من الكونغرس، يواصل تهديد طهران بـ«مأساة» جديدة إذا لم تمتثل الجمهورية الإسلامية لأوامره وأوامر الكيان الصهيوني، فإيران اليوم دولة معتدى عليها. إن قصف ثلاث محطات للطاقة النووية من طرف الولايات المتحدة -بالإضافة إلى طبيعتها البالغة الخطورة- غير قانوني وغير مشروع.
ومن خلال التصرف من جانب واحد على إيران دون المرور عبر الكونغرس، أثار ترامب غضب الجانب الديمقراطي، الذي يتهمه بانتهاك الدستور الأمريكي. كما أن التخلي عن العقيدة التي ترشّح بها والمتمثلة بعدم خوض أي حرب قَسّمَ الجمهوريين. صحيفة “نيويورك تايمز” كتبت بالحرف الكبير على موقعها على الإنترنت: ”الولايات المتحدة في حالة حرب مع إيران”. وقد تم وضع الشروط، فقرار الرئيس ترامب ليلة السبت21 إلى الأحد 22 جوان 2025 بقصف مواقع نووية إيرانية -بالتنسيق مع الكيان الصهيوني- يهز المجتمع الأمريكي. ترامب اليوم يثير انقلابًا من جانب واحد ويفتح عدة تساؤلات. كما كتبت صحيفة “واشنطن بوست”: «بهذا القرار المصيري، يلعب ترامب رئاسته في الحرب». وتلاحظ الصحيفة، التي تسلط الضوء على تحول بـ180 درجة على عقيدة هذا الرئيس المثيرة للجدل، فاحتمال نشوب صراع طويل الأمد مع إيران «يثير بالفعل غضب بعض أعضاء الحزب الجمهوري»، وهي أن فرضية التدخل الأمريكي تقسم معسكر ترامب منذ أن شن الكيان الصهيوني هجوماته على إيران ليلة الجمعة 13 جوان 2025. ستيف بانون، وهو أحد القادة الكبار الذين دعموا ترامب في عهدته الرئاسية الثانية، وأحد الصقور البارزة من داخل معسكر ترامب والذي يحمل شعار “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى (MAGA)”، يقف اليوم ضد هذا التدخل العسكري ضد إيران. كما أن تاكر كارلسون وهو أيضا من الصقور التي ساندت ترامب في حملته يعارض هذا التدخل العسكري ضد إيران.
والمنتخبة الجمهورية عن جورجيا في مجلس النواب، مارغوري تايلور غرين، وهي شخصية مؤثرة ومعروفة، ذهبت إلى أبعد من ذلك في حسابها على “إكس”: “لن تكون هناك قنابل ستسقط على الكيان الصهيوني إذا لم يُلق نتنياهو قنابل على الشعب الإيراني أولاً. هذه ليست معركتنا. ”
يقول العارفون بدستور الولايات المتحدة، لا تستخدم الصياغة المذكورة بالصدفة. إذا كان الدستور يُكرس حقيقة أن الرئيس لا يمكنه شن حرب من دون موافقة الكونغرس، بيد أنه يجوز له أن يقرر من جانب واحد، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأمر بنشر القوات والقيام بعمليات عسكرية محدودة، من دون إعلان الحرب رسميا على دولة أخرى، شريطة أن تكون هذه القرارات ضرورية للدفاع عن المصالح أو الأفراد الأمريكيين، والرئيس رونالد ريغان قام بذلك في ليبيا عام 1986، وبيل كلينتون فعل الشيء ذاته في صربيا وكوسوفو عام 1999 وكذلك الأمر لباراك أوباما ضد «داعش» وسوريا بين عامي 2014 و2016…

هذا المنطق الإجرامي وغير المسؤول تشهد عليه الإخفاقات في العراق في عام 2003 وليبيا في عام 2011: “إن فرض السلام بالسلاح هراء له عواقب مأساوية كبيرة وخطيرة وغير مسؤولة”. لهذا على الجزائر التفكير ببعث تنظيم عدم الانحياز من جديد، فهو الإطار الوحيد لتجمُّع دول الجنوب، ومحاولة الوقوف أمام هذه الدول المارقة التي لا تعترف بالقانون الدولي مثل الولايات المتحدة وربيها الكيان الصهيوني والدول الغربية.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post هل سيكون ترامب مفجِّر الحرب العالمية الثالثة؟! appeared first on الشروق أونلاين.