وليد صادي وزير الرياضة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في حوار لـ"الجمهورية"....."هدفنا بناء قاعدة كروية صلبة تضمن مستقبل الأندية والمنتخبات"

رياضة: في لقاء خاص وحصري مع جريدة "الجمهورية"، فتح وزير الرياضة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم قلبه للحديث عن المشروع الإصلاحي الشامل الذي أطلقته "الفاف" منذ بداية العهدة الحالية، والذي يهدف إلى إعادة هيكلة المنظومة الكروية من القاعدة. وركّز الحوار على ثلاثة محاور أساسية: التكوين، المدربين، والأكاديميات، حيث كشف المسؤول الأول عن الكرة الجزائرية عن رؤية واضحة تُعوّل على تكوين الفئات الشبانية لبناء مستقبل أكثر احترافية واستدامة. ■ "الجمهورية":ما هي الآليات التي تعتمدها الاتحادية لإلزام الأندية على الاهتمام الجدي بالفئات الصغرى؟ وليد صادي: دعيني أوضح بداية أن هذا التوجه ليس خيارًا بل هو التزام مفروض بمنطق التطور الكروي. منذ بداية العهدة الحالية، باشرنا تنفيذ مشروع إصلاحي شامل، أحد أعمدته إلزام الأندية بفتح مراكز تكوين، لاحظنا أن الكثير من الأندية كانت تستفيد من أموال عمومية دون تحقيق أي مردود رياضي أو مالي، وهو ما دفعنا إلى تغيير المنظور. اليوم، أي نادٍ يرغب في الحفاظ على مكانته ضمن المنظومة، عليه أن يؤسس مركز تكوين ويشرع في بناء قاعدة شبانية خلال ثلاث أو أربع سنوات على الأكثر. ■ هل تملكون وسائل حقيقية لإلزام الأندية بذلك؟ بالتأكيد، نحن لا نكتفي بتوصيات أو بيانات عامة، بل ربطنا عملية تأهيل الأندية – إداريًا وتقنيًا – بتوفر مراكز التكوين. لدينا متابعة دورية من المديرية الفنية الوطنية، وتم إعداد خارطة طريق دقيقة وزعت على كل الأندية، تتضمن شروطًا ومراحل عملية واضحة. كما أن ملفات المشاركة في البطولات المحترفة مستقبلًا ستكون مشروطة بإثبات العمل في التكوين، فالأمر لم يعد شكليًا. ■ هل هناك تجاوب فعلي من الأندية مع هذه السياسات الجديدة؟ بعض الأندية بدأت تُظهر تجاوبًا جيدًا، وهناك وعي متزايد بأهمية هذه الخطوة. نحن نراهن على أن الموسم القادم سيشهد نهضة حقيقية، خاصة في الفئة العمرية من 9 إلى 13 سنة، فهذه الفئة هي الخزان الأساسي الذي سيُغذّي الأندية في المستقبل القريب. كما فتحنا الباب للأندية التي تمتلك الإمكانيات لتبدأ التكوين من سن 9 سنوات، وقد لاحظنا مبادرات مشجعة في هذا الاتجاه. ■ في سياق الحديث عن التكوين، ما هي الشروط الأساسية التي يجب أن تتوفر في المدربين المكلفين بالفئات الصغرى، خاصة أقل من 15 سنة؟ هذا ملف دقيق وحساس جدًا، لا يمكن الحديث عن تكوين سليم بدون مدربين مؤهلين. لهذا السبب، أنشأت المديرية الفنية الوطنية قاعدة بيانات شاملة تتضمن أسماء المدربين، والشهادات التي يحملونها، والفئات التي يشرفون عليها. نحن نعمل وفق معايير صارمة، ونشترط حدًا أدنى من الكفاءة النظرية والعملية، بالإضافة إلى فهم فلسفة التكوين المبكر. المدرب الذي يشرف على فئة أقل من 15 سنة يجب أن يمتلك ليس فقط شهادة معترف بها من "الفاف" أو "الكاف"، بل أيضًا خبرة ميدانية، وقدرة على التواصل النفسي والتربوي مع الأطفال. ■ وماذا عن التكوين المستمر لهؤلاء المدربين؟ هذا هو جوهر تحركنا المقبل، هناك عجز حقيقي في ما نسميه بـ"مكوّني المكوّنين"، ولهذا أطلقنا مشروعًا لتكوين هذه الفئة خصيصًا، عبر أيام دراسية وتكوينية تُعنى بإعداد نخبة من المؤطرين المؤهلين، القادرين على نقل الخبرة وتدريب المدربين المحليين. كما نعتمد على شراكات مع "الفيفا" و"الكاف" لجلب خبراء دوليين، وهذا سيكون مفيدًا جدًا خاصة في ظل حاجة الأندية إلى مدربين يحملون رؤية علمية حديثة. ■ نظمت وهران الطبعة الأولى من بطولة الأكاديميات المحترفة، كيف تقيمون التجربة؟ وهل ستُواصلون تنظيمها؟ كانت تجربة مميزة بكل المقاييس، البطولة تركت انطباعًا أوليًا ممتازًا، سواء من حيث المستوى الفني أو من حيث التنظيم. وقد قررنا الاستمرار فيها وتوسيعها ابتداءً من الموسم المقبل، لتشمل عددًا أكبر من الأكاديميات المحترفة، كما سنفتح الباب لأول مرة أمام الأكاديميات الخاصة للمشاركة في بطولة مخصصة لها، لأننا نؤمن بأن هناك مواهب كثيرة تتكوّن خارج الأندية التقليدية. ■ هل الأكاديميات الخاصة مؤهلة للمشاركة فعليًا؟ هناك عمل نقوم به حاليًا من خلال لجنة مختصة لتصنيف الأكاديميات الخاصة وفق معايير محددة، تتعلق بالمدربين، البنية التحتية، عدد الفئات، وغيرها من المؤشرات. لن نُغلق الباب أمام أي جهة تُثبت جديتها وقدرتها على تقديم تكوين حقيقي، نحن نؤمن بأن الموهبة لا يجب أن تُهمل، سواء كانت في نادٍ محترف أو في أكاديمية خاصة، الهدف النهائي هو تكوين لاعبين قادرين على الاحتراف في الخارج، وبالتالي خلق مصادر تمويل ذاتية للأندية والمنتخبات. ■ ما هي الخطوة القادمة في هذا المسار الطويل؟ الخطوة القادمة تتمثل في تثبيت هذه الأسس، وربطها بمنظومة احترافية متكاملة، نحن نعمل على تكوين قاعدة بيانات وطنية للاعبين الشبان، ومتابعتهم عبر الفئات المختلفة. كما نطمح إلى إطلاق أكاديمية وطنية نموذجية على شاكلة الأكاديميات العالمية، تكون مرجعًا وطنيًا، نريد أن نبني رؤية شاملة تنطلق من التكوين القاعدي وتنتهي بمنتخب وطني قوي يضم لاعبين من مدارس وأكاديميات محلية، هذه هي الجزائر الكروية التي نحلم بها. ■ كلمة أخيرة لجمهور كرة القدم الجزائرية.. نحن نؤمن بأن كل موهبة يجب أن تُمنح لها الفرصة لإبراز قدراتها، سواء كانت في نادٍ محترف أو في أكاديمية خاصة، والهدف النهائي بالنسبة لنا هو بناء قاعدة كروية صلبة تضمن مستقبل أندية النخبة والمنتخبات الوطنية على المدى الطويل.

يونيو 11, 2025 - 23:06
 0
وليد صادي وزير الرياضة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في حوار لـ"الجمهورية"....."هدفنا بناء قاعدة كروية صلبة تضمن مستقبل الأندية والمنتخبات"
رياضة:
في لقاء خاص وحصري مع جريدة "الجمهورية"، فتح وزير الرياضة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم قلبه للحديث عن المشروع الإصلاحي الشامل الذي أطلقته "الفاف" منذ بداية العهدة الحالية، والذي يهدف إلى إعادة هيكلة المنظومة الكروية من القاعدة. وركّز الحوار على ثلاثة محاور أساسية: التكوين، المدربين، والأكاديميات، حيث كشف المسؤول الأول عن الكرة الجزائرية عن رؤية واضحة تُعوّل على تكوين الفئات الشبانية لبناء مستقبل أكثر احترافية واستدامة. ■ "الجمهورية":ما هي الآليات التي تعتمدها الاتحادية لإلزام الأندية على الاهتمام الجدي بالفئات الصغرى؟ وليد صادي: دعيني أوضح بداية أن هذا التوجه ليس خيارًا بل هو التزام مفروض بمنطق التطور الكروي. منذ بداية العهدة الحالية، باشرنا تنفيذ مشروع إصلاحي شامل، أحد أعمدته إلزام الأندية بفتح مراكز تكوين، لاحظنا أن الكثير من الأندية كانت تستفيد من أموال عمومية دون تحقيق أي مردود رياضي أو مالي، وهو ما دفعنا إلى تغيير المنظور. اليوم، أي نادٍ يرغب في الحفاظ على مكانته ضمن المنظومة، عليه أن يؤسس مركز تكوين ويشرع في بناء قاعدة شبانية خلال ثلاث أو أربع سنوات على الأكثر. ■ هل تملكون وسائل حقيقية لإلزام الأندية بذلك؟ بالتأكيد، نحن لا نكتفي بتوصيات أو بيانات عامة، بل ربطنا عملية تأهيل الأندية – إداريًا وتقنيًا – بتوفر مراكز التكوين. لدينا متابعة دورية من المديرية الفنية الوطنية، وتم إعداد خارطة طريق دقيقة وزعت على كل الأندية، تتضمن شروطًا ومراحل عملية واضحة. كما أن ملفات المشاركة في البطولات المحترفة مستقبلًا ستكون مشروطة بإثبات العمل في التكوين، فالأمر لم يعد شكليًا. ■ هل هناك تجاوب فعلي من الأندية مع هذه السياسات الجديدة؟ بعض الأندية بدأت تُظهر تجاوبًا جيدًا، وهناك وعي متزايد بأهمية هذه الخطوة. نحن نراهن على أن الموسم القادم سيشهد نهضة حقيقية، خاصة في الفئة العمرية من 9 إلى 13 سنة، فهذه الفئة هي الخزان الأساسي الذي سيُغذّي الأندية في المستقبل القريب. كما فتحنا الباب للأندية التي تمتلك الإمكانيات لتبدأ التكوين من سن 9 سنوات، وقد لاحظنا مبادرات مشجعة في هذا الاتجاه. ■ في سياق الحديث عن التكوين، ما هي الشروط الأساسية التي يجب أن تتوفر في المدربين المكلفين بالفئات الصغرى، خاصة أقل من 15 سنة؟ هذا ملف دقيق وحساس جدًا، لا يمكن الحديث عن تكوين سليم بدون مدربين مؤهلين. لهذا السبب، أنشأت المديرية الفنية الوطنية قاعدة بيانات شاملة تتضمن أسماء المدربين، والشهادات التي يحملونها، والفئات التي يشرفون عليها. نحن نعمل وفق معايير صارمة، ونشترط حدًا أدنى من الكفاءة النظرية والعملية، بالإضافة إلى فهم فلسفة التكوين المبكر. المدرب الذي يشرف على فئة أقل من 15 سنة يجب أن يمتلك ليس فقط شهادة معترف بها من "الفاف" أو "الكاف"، بل أيضًا خبرة ميدانية، وقدرة على التواصل النفسي والتربوي مع الأطفال. ■ وماذا عن التكوين المستمر لهؤلاء المدربين؟ هذا هو جوهر تحركنا المقبل، هناك عجز حقيقي في ما نسميه بـ"مكوّني المكوّنين"، ولهذا أطلقنا مشروعًا لتكوين هذه الفئة خصيصًا، عبر أيام دراسية وتكوينية تُعنى بإعداد نخبة من المؤطرين المؤهلين، القادرين على نقل الخبرة وتدريب المدربين المحليين. كما نعتمد على شراكات مع "الفيفا" و"الكاف" لجلب خبراء دوليين، وهذا سيكون مفيدًا جدًا خاصة في ظل حاجة الأندية إلى مدربين يحملون رؤية علمية حديثة. ■ نظمت وهران الطبعة الأولى من بطولة الأكاديميات المحترفة، كيف تقيمون التجربة؟ وهل ستُواصلون تنظيمها؟ كانت تجربة مميزة بكل المقاييس، البطولة تركت انطباعًا أوليًا ممتازًا، سواء من حيث المستوى الفني أو من حيث التنظيم. وقد قررنا الاستمرار فيها وتوسيعها ابتداءً من الموسم المقبل، لتشمل عددًا أكبر من الأكاديميات المحترفة، كما سنفتح الباب لأول مرة أمام الأكاديميات الخاصة للمشاركة في بطولة مخصصة لها، لأننا نؤمن بأن هناك مواهب كثيرة تتكوّن خارج الأندية التقليدية. ■ هل الأكاديميات الخاصة مؤهلة للمشاركة فعليًا؟ هناك عمل نقوم به حاليًا من خلال لجنة مختصة لتصنيف الأكاديميات الخاصة وفق معايير محددة، تتعلق بالمدربين، البنية التحتية، عدد الفئات، وغيرها من المؤشرات. لن نُغلق الباب أمام أي جهة تُثبت جديتها وقدرتها على تقديم تكوين حقيقي، نحن نؤمن بأن الموهبة لا يجب أن تُهمل، سواء كانت في نادٍ محترف أو في أكاديمية خاصة، الهدف النهائي هو تكوين لاعبين قادرين على الاحتراف في الخارج، وبالتالي خلق مصادر تمويل ذاتية للأندية والمنتخبات. ■ ما هي الخطوة القادمة في هذا المسار الطويل؟ الخطوة القادمة تتمثل في تثبيت هذه الأسس، وربطها بمنظومة احترافية متكاملة، نحن نعمل على تكوين قاعدة بيانات وطنية للاعبين الشبان، ومتابعتهم عبر الفئات المختلفة. كما نطمح إلى إطلاق أكاديمية وطنية نموذجية على شاكلة الأكاديميات العالمية، تكون مرجعًا وطنيًا، نريد أن نبني رؤية شاملة تنطلق من التكوين القاعدي وتنتهي بمنتخب وطني قوي يضم لاعبين من مدارس وأكاديميات محلية، هذه هي الجزائر الكروية التي نحلم بها. ■ كلمة أخيرة لجمهور كرة القدم الجزائرية.. نحن نؤمن بأن كل موهبة يجب أن تُمنح لها الفرصة لإبراز قدراتها، سواء كانت في نادٍ محترف أو في أكاديمية خاصة، والهدف النهائي بالنسبة لنا هو بناء قاعدة كروية صلبة تضمن مستقبل أندية النخبة والمنتخبات الوطنية على المدى الطويل.
وليد صادي وزير الرياضة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في حوار لـ