يجوز للمرأة أن تتخصص في كل علم يحقق مصلحة الأمة
الشيخ محمد مكركب أبران mohamed09aberan@gmail.com/ الفتوى رقم:766 الســــــــــــؤال قالت السائلة: اخترت العلوم الدقيقة في مجال الذرة، فقيل لي هذا العلم لا يليق بالمرأة. فالمرأة مجالها التربية والتعليم فقط.!! قالت: وسؤالي: هل يحرم على المرأة أن تتعلم علم الذرة والطيران والسفن، وصناعة الأسلحة؟ وضحوا لنا المسألة وجازاكم الله خيرا. الجـــــــــــواب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله …

الشيخ محمد مكركب أبران
mohamed09aberan@gmail.com/
الفتوى رقم:766
الســــــــــــؤال
قالت السائلة: اخترت العلوم الدقيقة في مجال الذرة، فقيل لي هذا العلم لا يليق بالمرأة. فالمرأة مجالها التربية والتعليم فقط.!! قالت: وسؤالي: هل يحرم على المرأة أن تتعلم علم الذرة والطيران والسفن، وصناعة الأسلحة؟ وضحوا لنا المسألة وجازاكم الله خيرا.
الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم النبيين.
أولا: طلب العلم ليس حكرا على الذكور: فطلب العلم الضروري فريضة على كل مسلم ومسلمة. وكم من الصحابيات والتابعيات كن يتعلمن وكن عالمات، كعلم اللغة والحساب والإيمان والشريعة والفقه، وشؤون الأسرة. وأما سائر العلوم النافعة للأمة فمباحة أيضا، للرجال والنساء. ومنها علم الذرة وعلم صناعة السلاح، وعلوم الطيران، والسفن، والإعلام، والفلك، وغيرها، كل ذلك مباح للنساء والرجال بقدر الحاجة والمقصد. فكل العلوم نحتاجها للدعوة والجهاد والدفاع وتحقيق المعايش التي يحتاجها المسلمون، ومنها صناعة الدواء والمراكب والسلاح. والله تعالى كلف النساء والرجال معا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعمل والإنتاج والإنفاق. فقال الله سبحانه وتعالى:
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة:71) وقال تبارك وتعالى:
﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (الأحزاب: 35) ثانيا: إلى هنا تعلم السائلة أنه يجوز لها التخصص في العلم الذي ذكرته، إذا كانت نيتها في طلب هذا العلم أن تنفع به الأمة. وأن تستخدمه في ما يرضي الله سبحانه. فما أحوج الأمة إلى العلماء والعالمات، في كل التخصصات، ومنها كل العلوم الصناعية والإنسانية والاجتماعية والعلوم الإعلامية التقنية. والمرأة إذا تعلمت وتفقهت عن إيمان وإحسان، كانت الركيزة الكبرى للأسرة، وكانت الرائدة في الإصلاح الاجتماعي، وكانت العون الأمين لزوجها. ومن الصحابيات العالمات: عائشة، وحفصة، وأم سلمة، وأسماء بنت أبي بكر، وأسماء بنت عميس، وزينب بنت جحش رضي الله عنهن، ومنهن رفيدة الأسلمية الطبيبة المدنية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أستاذة تعلم النساء الطب. ومن العالمات في الفلك. مريم الأسطرلابي بنت الجيلي المسلمة الشامية الموطن، في مدينة حلب في القرن العاشر، تخصصت في مجال العلوم الفضائية في بلاط سيف الدولة، سنة:944 ـ 967. وغيرها كثير وكثير. وكان النبي عليه الصلاة والسلام، يدعو النساء للتعلم والتعليم. من ذلك هذا الخبر. عن الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَأَنَا عِنْدَ حَفْصَةَ، فَقَالَ لِي: [أَلَا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ كَمَا عَلَّمْتِيهَا الْكِتَابَةَ] (أبوداود:3887. والسنن الكبرى للنسائي:7501) والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.