إلى القادحين في الجمعية …تعالوا نتصارح (ج1) *
أ. حسن خليفة/ منذ بعض الوقت وبعض الإخوة ـ نحسبهم كذلك ـ يتقاذفون الاتهامات ويتكايلونها للجمعية، سواء في بعض المواقع، أو في حساباتهم وصفحاتهم، أو في التعليقات ـ وهي الأوفر والأكثر ـ… في هذه الصفحة أو في غيرها. ومن تلك التعليقات ماهو تجريح خالص، لا يستند إلى أي معطيات، ويدلّ على أن صاحبه من الكارهين …

أ. حسن خليفة/
منذ بعض الوقت وبعض الإخوة ـ نحسبهم كذلك ـ يتقاذفون الاتهامات ويتكايلونها للجمعية، سواء في بعض المواقع، أو في حساباتهم وصفحاتهم، أو في التعليقات ـ وهي الأوفر والأكثر ـ… في هذه الصفحة أو في غيرها. ومن تلك التعليقات ماهو تجريح خالص، لا يستند إلى أي معطيات، ويدلّ على أن صاحبه من الكارهين للجمعية فقط لا غير. والله يعلم النوايا.. وما في الصدور. وينبغي التنبيه هنا إلى أن الغالبية من تلك الكتابات القادحة حسابات أصحابها لا تعمل، أو أنها «غريبة شوية…» فيها صور غير لائقة، واهتمام زائد بالرقص و…..الخ..
طبعا مقتضى الأمر أن تحاول التعرّف على من «ينتقدك» بكل تلك القسوة، فـيدفعك الفضول إلى أن «تضرب طلة» على حسابه فتجد مالا يشرّف فتعرف أن الشخص ممن يحملون كرها للجمعية، وربما لما هو أكبر من الجمعية وهو الإسلام، فهو يريد «التنفيس» عن أضغانه، أو هو «خدّام» صاحب مهمة، أو هو ذباب له أيضا أجنداته وأفقه في «الكتابة» والتعليق للتشويه والتضليل الخ، ويحسن أن نشير هنا إلى أن الكارهين للإسلام موجودون في الخارج كما في الداخل وهم يعملون وفق برامجهم الخاصة، وعلى كل حال فلكل وجهة هو موليها.
دعنا نشير إجمالا لا تفصيلا إلى بعض من تلك الأقوال القادحة الشائعة، في إشارات من خلال هذه العبارات الجمل:
ـ «هذه ليست جمعية العلماء الباديسية، هذه جمعية انتهازيين اخونجية»
ـ «جمعية الوهابية السلفية»
ـ «ههه .. جمعية العملاء… هزلت وسامها كل مفلس»
ـ «جمعية الإخونجية المفلسة الفالسة»
ـ «ماكان لا جمعية لا علماء لا سيدي زكري، العلماء ماتوا، والجمعية ليس لها أي تأثير، وهي شبه ميتة، ولم يبق لها إلا إصدار البيانات، ولعل الحبر الذي كُتبت به أهم منها».
وعلى ذكر البيانات فإن كثيرا من الإخوة علقوا على البيان الأخير للجمعية، وفيهم أفاضل معروفون من كتّاب وإعلاميين، وشعراء، وأهل علم ومعرفة وخبرة، نقدرهم ونعتز باهتمامهم ونقدهم وتفاعلهم.
وليس المقصود ـ بطبيعة الحال في هذه السطور هؤلاء الإخوة الأخيار أبدا ـ.
وابتداء نقول، كما سبق أن سجلنا ذلك وكتبناه في مناسبات سابقة ثلاث مرات ـ على الأقل ـ بيانا للحقائق ووضعا للنقاط على الحروف، ورفعا لأي لبس… نقول:
1- إن النقد من حق كل مسلم، وهو ضروري في حياتنا العلمية والثقافية والفكرية، فمن النقاش يبزغ النور، ولا أحـد يماري في ذلك، ولكن الإشكال هل يمكن توصيف بعض ما يُكتب بأنه ـ فعلا ـ نقد أم هو شيء آخر..؟
2ـ الجمعية كما تؤكد عليه أدبياتها جمعية كل الجزائريين والجزائريات، ولا مزية لأحد على غيره إلا ـ بعد تقوى الله تعالى ـ بالعمل والدعوة والاجتهاد في خدمة الدين والوطن،
3ـ إن من أصول النقد، كما تعلمناه أن يكون نقدا جُمْليا ـ أي ينبني على مدارسة وفحص الأمر كله، لا ينصبّ على جزئيات صغرت أو كبرت. ثم تصدر الأحكام النهائية القاسية.
والمقصود هنا إن من المسائل الرئيسة المهمة في نقد الجمعية أن يكون الناقدون ـ أو القادحون لها على معرفة كلية بأنشطتها وجهودها، ومجمل أعمالها ـ وهي كثيرة متعددة المستويات متنوعة الميادين ـ .. ولهم أن يصدروا أحكامهم بناء على معطيات موثّقة حقيقية،
4 ـ ما تفتأ الجمعية، في جميع مراحل عملها ونشاطها ، منذ سنوات، تنادي، بل وتصرخ.. أن تعالوا أيها المسلمون الجزائريون / المسلمات الجزائريات.. ومدّوا يد العون مع إخوانكم لرفع راية الإسلام والجزائر، وتقصد الجمعية أكثر ما تقصد النخب العالمة المتعلمة المتدينة الوطنية ذات الهم والاهتمام المشترك، وذات الثوابت والمباديء المشتركة… وهذا قائم إلى يوم الناس هذا؟ فالجمعية مفتوحة الأبواب… فمن يستجيب؟.
والمقصود من هذا الكلام: إنه سيكون أسهل وأوفر بالنسبة للمنتقدين القادحين أن ينضموا إلى الجمعية ويباشروا العمل الاصلاحي الدعوي الثقافي الخيري، ليحققوا ما يرونه أهدافا ثم بعد ذلك يرون إن كان من اليسير النقد الجارح أم الأمر «شاق» ومتعب ومجهد. والأفضل بالنسبة للجمعية هي الانخراط والعمل والدعم والتعاون، ثم بعد ذلك يمكن أن ننتقد ونصوّب بعضنا.
وقد يقول قائل هنا: الجمعية محتكرة، الجمعية فيها إقصاء… الجمعية ذات توجه واحد. وهذا غير صحيح… وهناك تفسير لكل ما يمكن أن يُطرح في هذا السياق، وليس هذا مجاله الآن.
نعم هناك تدافع في الرؤى والتصورات واختلاف في أساليب العمل وفي الأولويات بين أعضاء الجمعية، وهو ما يُطرح في اللقاءات التنظيمية لأعضائها، وهذا شأن إنساني في كل منتظم جمعوي…يتفقون، يختلفون، يتناقشون، ترتفع أصواتهم على بعضهم، الخ..
وما لا ينبغي تجاهله هنا ـ وهذا رأي فردي ـ: إن من يعمل يصل، إن من يجتهد بصدق وإخلاص سييسر الله تعالى له شأنه ويُصلح له أمره . ويتقبل منه بعد ذلك صالح عمله.
هناك شيء قد يكون من المفيد إثباته وإيضاحه هنا في سياق الحكم على الجمعية:
هناك تباين صارخ في تصنيف الجمعية، بين من يراها «معارضة»؟؟ ومن يراها منبطحة تماما؟. وهذا أيضا من التجريح الذي يجده المتابع المهتم في الكتابات القادحة للجمعية..
فأين يمكن تصنيف الجمعية حقيقة؟ وهل هي في حاجة إلى التصنيف فعلا.
إن قيادة الجمعية رفعت وترفع على الدوام مقولات واضحة، وهي موجودة في نصوصها كالقانون الأساسي، والنظام الداخلي، ووثيقة السياسة العامة، ووثيقة البصيرة…
وهي واضحة للقريب المتابع، أو لمن يريد أن يعرف بموضوعية حقيقة وطبيعة هذه الجمعية التي هي ميراث للجزائر كلها.
ومجمل ما يمكن أن يُقال في هذا الشأن: إن الجمعية مكوّن وطني دعوي إصلاحي جمعوي ثقافي تمثل أم الجمعيات في وطننا، وتنهج نفس النهج القديم للجمعية التاريخية، في خدمة الإسلام والجزائر…وكل أعمالها تثبتُ ذلك، وكل جهودها تقول ذلك بوضوح لا لبس فيه.
لكن من يحرص على «العيب» سيجده لا محالة، وهناك من بحث عن عيب في القمر فوجده كما نطقت به بعض الأمثال الشعبية في جهات من وطننا.
* التعريف بالجمعية على النحو المطلوب هو الذي يتيح لكل الإخوة والأخوات معرفة الجمعية بشكل أفضل وأمثل، وهذا دورنا جميعا، في كل الشعب وفي جميع اللجان الوطنية، وفي مختلف أنشطتنا وبرامجنا وأعمالنا. ونحن مقصرون في هذا للأسف.