“التربية المرورية” ضمن دروس الرياضيات والعلوم

يقترح الخبير التربوي، عومر بن عودة، على مسؤولي وزارة التربية الوطنية عدة كيفيات عملية وتطبيقية لإدراج التربية المرورية في المقررات الدراسية، إذ يرافع لأجل تضمين الدروس الخاصة بها في عدة مواد، على غرار الرياضيات والعلوم الطبيعية والنشاطات اللاصفية، بغية التجسيد الفعلي للمشروع على أرض الواقع، خاصة أنه قد دخل حيز التنفيذ منذ سنتين، عقب صدور […] The post “التربية المرورية” ضمن دروس الرياضيات والعلوم appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 18, 2025 - 19:28
 0
“التربية المرورية” ضمن دروس الرياضيات والعلوم

يقترح الخبير التربوي، عومر بن عودة، على مسؤولي وزارة التربية الوطنية عدة كيفيات عملية وتطبيقية لإدراج التربية المرورية في المقررات الدراسية، إذ يرافع لأجل تضمين الدروس الخاصة بها في عدة مواد، على غرار الرياضيات والعلوم الطبيعية والنشاطات اللاصفية، بغية التجسيد الفعلي للمشروع على أرض الواقع، خاصة أنه قد دخل حيز التنفيذ منذ سنتين، عقب صدور المرسوم التنفيذي رقم 23-98 المؤرخ في 05 مارس 2023، الذي يحدّد كيفيات تعليم قواعد حركة المرور والوقاية والأمن في المؤسسات التعليمية، وبالتالي المساهمة في رفع نسبة استيعاب التلاميذ لهذه المفاهيم الجديدة.
وأشار الخبير التربوي في تصريح لـ”الشروق” إلى أنه قد حان الوقت لأجل التحرك نحو الدمج الفعلي للتربية المرورية في المناهج الدراسية الموجهة لتلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة، “ابتدائي ومتوسط وثانوي”، وهو الأمر الذي لا يتأتى إلا عن طريق تضمين دروس عنها في عدة مواد، مثل الرياضيات “من خلال حساب المسافات والسرعات” والعلوم الطبيعية “من خلال دراسة تأثير التلوث على البيئة”، خاصة أن التقارير الميدانية المرفوعة، تؤكد أنه رغم دخول المشروع حيز التنفيذ منذ سنتين، إلا أن مؤسسات تربوية عديدة لم تلتزم بتدريسها، بسبب غياب برنامج خاص بها، خاصة عقب الوقوف على انعدام شبه كلي لنشاطات ميدانية ونقص المتابعة والمراقبة.
بالإضافة إلى ذلك، يقترح عومر بن عودة أهمية المرور نحو تنظيم نشاطات لاصفية، مثل مسابقات عن السلامة المرورية، إلى جانب برمجة ورش عمل حول كيفية استخدام الدراجات الهوائية بأمان، فضلا عن التخطيط لرحلات إلى مراكز المرور.
إلى جانب الانخراط على نطاق واسع في مسعى إشراك أولياء الأمور، وتوعيتهم بأهمية التربية المرورية، ودورهم الفعال في غرس هذه المفاهيم في أبنائهم، علاوة على التعاون مع الجهات المختصة، من خلال التنسيق مع الشرطة المرورية وجمعيات السلامة المرورية لتنظيم فعاليات توعوية في المدارس، يضيف محدثنا.
وفي نفس السياق، يعرض المهتم بالشؤون التربوية حلولا إضافية للتجسيد الفعلي للتربية المرورية على أرض الواقع، إذ يرافع بشدة لأجل استخدام وسائل وسندات تعليمية وألعاب تفاعلية، وأفلام قصيرة لتقديم المعلومات بطريقة ممتعة وشيقة للمتعلمين، فضلا عن إمكانية إجراء اختبارات دورية لقياس مدى استيعاب التلاميذ لدروس ومفاهيم تعلم قواعد حركة المرور والوقاية والأمن في المؤسسات التعليمية.
وبناء على ما سبق، عرج الخبير التربوي عومر بن عودة على الأهداف المتوخاة من المشروع، إذ أكد على أن الهدف من تدريس التربية المرورية، يكمن في تعريف المتعلمين بقواعد المرور وأهمية احترامها إلى جانب التعرف عن قرب على كيفية استخدام وسائل النقل المختلفة بأمان، إضافة إلى غرس الوعي بمخاطر الطريق وتلوث البيئة، وتشجيعهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة للإبلاغ عن حوادث المرور.
وإلى ذلك، فإن التربية المرورية تستهدف أيضا توعية الأطفال بقواعد المرور وتطوير سلوكيات إيجابية من خلال تشجيعهم على الالتزام بالقواعد المرورية، بالإضافة إلى زيادة الوعي بمخاطر الطريق كتوعيتهم بمخاطر السرعة، وعدم الانتباه أثناء المشي أو ركوب الدراجة.
فضلا عن الانخراط في مسعى التوعية والتحسيس بتلوث البيئة والتشجيع على استخدام التكنولوجيا، للإبلاغ عن حوادث المرور أو طلب المساعدة في حالات الطوارئ، علاوة على المساهمة في تنمية مهارات السلامة، عبر تزويدهم بكيفية التصرف في حالات الطوارئ، مثل الحوادث أو الحريق.

هذه مزايا “توظيف” التربية المرورية في مناهج التعليم
وبالاستناد إلى ما سبق، أبرز محدثنا بدقة “مزايا” توظيف التربية المرورية في مناهج التعليم، إذ أوضح بأنها ستساهم بشكل كبير في تربية النشء وإكسابه مهارات سلوكية واجتماعية قيمة، وذلك من خلال الحفاظ على سلامة المتعلمين وبناء جيل واعٍ.
إلى جانب منح المعنيين سلوكيات إيجابية في التعامل مع حركة المرور، حتى تتحقق السلامة المرورية، وتنخفض بذلك نسبة حوادث المرور من خلال توعية التلاميذ وتدريبهم على السلامة المرورية، فضلا عن المساهمة بشكل غير مباشر في تحسين البيئة، انطلاقا من توعية المتعلمين بأضرار تلوث البيئة وتشجيعهم على استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة.
ومن هذا المنطلق، يقترح محدثنا أهمية القيام بإخضاع تجارب الدول الرائدة في مجال السلامة المرورية للدراسة، وذلك لأجل الاستفادة من برامجها في اختيار نوعية البرامج المقدمة، إضافة إلى إشراك الخبراء والمختصين، بغية إخراج منهاج تعليمي يتناول هذا المسعى بدقة، حتى تتحقق الغاية المنشودة.
واستخلاصا لما سلف، دعا عومر بن عودة إلى أهمية الإحاطة جيدا بالعوامل المؤدية إلى حوادث المرور والتي تسجلها مصالح الحماية المدنية بصفة يومية ومستمرة على المستوى الوطني، والعمل على تشخيصها، فضلا عن وضع آليات عصرية ممكنة تتناسب وطبيعة الحادث، قصد الحد منها.
وتبقى حوادث المرور كظاهرة اجتماعية، لها علاقة كبيرة بالوسط المدرسي، حيث يتأثر هذا الأخير باعتبار أن الجماعة التربوية والتلميذ هم جزء من هذا المجتمع، وعليه، فإن إدراج التربية المرورية في مناهج التعليم، وإثراء محتوياتها له قيمة علمية وأثر مهاري كبير على المتعلمين، خاصة في المرحلة الابتدائية، فهي تهدف إلى توعية الأطفال بقواعد السلامة المرورية وتطوير سلوكياتهم الإيجابية أثناء استعمال الطريق.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post “التربية المرورية” ضمن دروس الرياضيات والعلوم appeared first on الشروق أونلاين.