الجزائر تجهض مؤامرة إماراتية تستهدف شركة “ناتورجي” ‪ ‬‬

‬‬ · تحتل المرتبة الثانية كمصدر رئيسي للغاز نحو إسبانيا ‪ ‬‬ ‪ ‬‬ كشفت شركة “طاقة” الإماراتية على لسان مديرها المالي ستيف ريدلينغتون، أنها لا تنوي إعادة تفعيل المفاوضات بشأن الدخول في رأسمال شركة “ناتورجي” الشريك الرئيسي لمجمع سوناطراك في توريد الغاز إلى إسبانيا. وحسب ما أعلنت عنه صحيفة “أندبندنتي” الإسبانية، فإن شركة “طاقة” …

مايو 28, 2025 - 08:12
 0
الجزائر تجهض مؤامرة إماراتية تستهدف شركة “ناتورجي” ‪ ‬‬

‬‬

· تحتل المرتبة الثانية كمصدر رئيسي للغاز نحو إسبانيا
‪ ‬‬

‪ ‬‬
كشفت شركة “طاقة” الإماراتية على لسان مديرها المالي ستيف ريدلينغتون، أنها لا تنوي إعادة تفعيل المفاوضات بشأن الدخول في رأسمال شركة “ناتورجي” الشريك الرئيسي لمجمع سوناطراك في توريد الغاز إلى إسبانيا.
وحسب ما أعلنت عنه صحيفة “أندبندنتي” الإسبانية، فإن شركة “طاقة” الإماراتية تراجعت للمرة الثانية عن مشروع استحواذ لأسهم شركة ناتورجي. وذكرت الصحيفة أن الجزائر تلقت بارتياح قرار شركة “طاقة” الإماراتية العدول عن خططها الرامية إلى دخول رأسمال شركة “ناتورجي” الإسبانية، مما يعد هذا التطور إيجابيا، بما يُجنّب العلاقات الطاقوية بين الجزائر وإسبانيا منزلقًا خطيرًا، مشيرة إلى أن الحكومة الإسبانية كانت أيضا متحفظة على الصفقة لأهمية ناتورجي في الأمن الطاقوي للبلاد. وشكّلت هذه القضية مصدر توتر في السنوات الأخيرة بين سوناطراك وشركائها الإسبان، كاد أن يُهدد أحد أقدم التحالفات الإستراتيجية في مجال الغاز بالمنطقة المتوسطية.
صرح المدير المالي للشركة الإماراتية ستيف ريدلينغتون، خلال عرض نتائج الربع الأول من السنة، أن صفقة “ناتورجي” ليست ضمن خطط الشركة الحالية. وأضاف “لقد درسنا الأمر في العام الماضي، لكنه لم ينجح، ولا ننوي العودة إلى المحادثات”. ويأتي هذا الإعلان بعد أشهر من التكهنات حول عودة محتملة لطاقة إلى طاولة المفاوضات للاستحواذ على الحصص التي تمتلكها شركتا ‪CVC‬ و‪BlackRock‬ في ناتورجي.‬‬
ويُعزى تراجع “طاقة” إلى خلافات حول السيطرة على الشركة والسعر المعروض، إضافة إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين أبوظبي والجزائر، وهو ما أكدته مصادر جزائرية مطلعة لصحيفة “أندبندنتي” الإسبانية.
وأكدت ذات المصادر أن الجزائر عكس ما يثار، لم تمارس ضغوطًا مباشرة لعرقلة الصفقة، معتبرة أن “الرفض السياسي والاقتصادي كان في جوهره إسبانيًا، بحكم حساسية القطاع المعني”.
واعتبرت الجزائر أن مثل هذه الصفقات قد تشكّل تهديدًا لمعادلة التوازن في سوق الطاقة الأوروبية المتوسطية، وأنها قد تؤدي إلى “تشويش خطير” على العلاقة الممتدة منذ عقود بين “سوناطراك” و”ناتورجي”.
‪ ‬‬
كما وصفت الجهات الجزائرية، وفق الصحيفة، هذه التحركات بأنها “محاولات لفرض أجندات مشبوهة في دول محورية، على رأسها إسبانيا”، في وقت تشهد علاقات البلاد مع أبو ظبي أسوأ حالاتها. وترى الجزائر أن تواجد طاقة في “ناتورجي” سيشكل تهديدًا مباشرًا لمصالحها الاقتصادية والسيادية، نظرًا للعلاقات التاريخية والمتجذرة التي تربطها بشركة ناتورجي، خصوصًا عبر شراكتها مع سوناطراك، الشركة الوطنية للمحروقات، والتي تمتلك حاليًا 4.1% من أسهم ناتورجي. كما أشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسبانية نفسها كانت متحفظة على الصفقة، رغم رفضها التدخل المباشر في قرارات المستثمرين.
‪ ‬‬
‪ ‬‬
عقود تمتد إلى 2030 لتوريد 5 مليارات متر مكعب سنويًا
‪ ‬‬

وفي وقت سابق، كشفت وسائل إعلام اسبانية، عودة مجموعة “طاقة” الإماراتية لطرح ملف الاستحواذ على أغلبية أسهم شركة “ناتورجي” الاسبانية، من خلال فتح ملف المفاوضات مع الشركاء الرئيسيين وهما صندوقا ‪CVC‬ و‪GIP-BlackRock‬ ، اللذين تبلغ حصتهما في الشركة نسبة 20٪ لكل منهما. وتجدر الإشارة إلى أن العقود التي تربط بين سوناطراك وناتورجي تم توقيعها قبل أكثر من 20 سنة. وتمتد إلى غاية سنة 2030، لتوريد نحو 5 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا.‬‬
كما سجّلت الجزائر زيادة في صادراتها إلى إسبانيا بنسبة 7% في فبراير 2025. لتصبح ثاني أكبر مزود للغاز بعد الولايات المتحدة، بنسبة 34.9% من واردات مدريد، مقارنة بـ35.2% قدمت من واشنطن.
ووفقًا لأرقام فيفري 2025، احتلت الجزائر المرتبة الثانية كمصدر للغاز نحو إسبانيا بنسبة 34.9% من إجمالي الواردات الغازية، متأخرة بفارق ضئيل فقط عن الولايات المتحدة (35.2%). ويدل هذا على استعادة تدريجية لمكانة الجزائر التي تراجعت قليلاً خلال السنوات الماضية بسبب التوترات الدبلوماسية بين البلدين، قبل أن تعود العلاقات للطريق الصحيح منذ أواخر 2023. وكانت العلاقات بين الجزائر وإسبانيا قد شهدت توتراً غير مسبوق في 2022 بعد إعلان حكومة بيدرو سانشيز دعمها لخطة الحكم الذاتي بخصوص القضية الصحراوية، ما دفع الجزائر إلى تجميد معاهدة الصداقة والتعاون ووقف بعض المبادلات التجارية.
‪ ‬‬
إلهام.س