هل نعطي الأولوية لإيقاف النار أم للمساعدات ؟

أ د. عمار طالبي/ ينادي العالم اليوم من أجل إيقاف القتل والتجويع والتشريد، وينادي أيضا بفتح المعابر للمساعدات المكدسة في العريش، إلا أن هذه المساعدات لا تدخل إلى سكان غزة، ويحرمون منها ويرتكب الصهاينة الإجرام الأكبر بمنع الأغذية والأدوية والماء والوقود، وسمعنا هذه الأيام أن بعض ما يقدم للجائعين أغذية مسمومة، وبعضها انتهت صلاحيته، فانتشرت …

أغسطس 26, 2025 - 14:50
 0
هل نعطي الأولوية لإيقاف النار أم للمساعدات ؟

أ د. عمار طالبي/

ينادي العالم اليوم من أجل إيقاف القتل والتجويع والتشريد، وينادي أيضا بفتح المعابر للمساعدات المكدسة في العريش، إلا أن هذه المساعدات لا تدخل إلى سكان غزة، ويحرمون منها ويرتكب الصهاينة الإجرام الأكبر بمنع الأغذية والأدوية والماء والوقود، وسمعنا هذه الأيام أن بعض ما يقدم للجائعين أغذية مسمومة، وبعضها انتهت صلاحيته، فانتشرت الأمراض بفعل هذه الأطعمة المسمومة والتي انتهت صلاحيتها، وأصبحت هذه المساعدات فخاخا لقتل من يأتي ليأخذ ما يعيش به من أطفال ونساء وشيوخ، وأصبحت الحوامل تجهض أجنتها وأصبح الرضع يموتون يوميا لفقدان حليب الأطفال، فكأن المجرمين الصهاينة يريدون إفناء الأحياء وإعدام الأجنة والرضع حتى يشل الجيل القادم، ويعاق، وهذه إبادة جماعية لم يسبق مثلها في التاريخ أبدا.
وهذه المنظمة الأمريكية السابقة تحت تصرف جيش الاحتلال بعد إبعاد المنظمات الإنسانية، التابعة للأمم المتحدة.
فقد جعلها الجيش المحتل المجرم مصيدة لاغتيال الساعين لطلب المساعدة، كما جند مليشيات من السراق ونهب هذه المساعدات مع إشاعة الفوضى بين النازحين فهي مساعدات دموية، مميتة.
والواقع أن الاحتلال هيأ للتجويع منذ أول الأمر فأحرق المزارع، وخرب آبار المياه وهيأ مليشيات لنهب ما يدخل من المساعدات القليلة التي لا تغني ولا تسمن.
وقد سمعنا معارضه العشائر لمثل هذه الطريقة لتوزيع المساعدات تحت إشراف الاحتلال وتصرفه، إن هذه المساعدات القليلة لا يحصل على شيء منها إلا الأقوياء من الشباب أما المسنون والنساء والأطفال فلا طاقة لهم لأخذ شيء منها، فيموتون جوعا وعطشا، ومن جرح أو استشهد فلا يترك الاحتلال طواقم المسعفين للدخول لإسعافهم ونقلهم إلى المستشفيات وإن نقلوا فلا يجدون دواء ولا علاجا.
وقد انتشرت الأمراض الجلدية والأوبئة من قلة الأغذية والأدوية فلا ماء كاف للشرب فما بالك بالغسل والنظافة.
وينفي العدو المحتل أن تكون هناك إبادة جماعية، أو قلة الأغذية، واضطر ترمب أن يعترف ببشاعة الجوع والقتل للأطفال، وأن ذلك آمر مروع، ولكن بدل أن يوقف النار والقتل يزعم أنه يرسل مساعدات وأموالا، وأنها لا تصل ولم يتساءل عن السبب في ذلك، وهو يعلمه علما قطعيا. إنه مجرد كلام منافق مثل تصريحات بعض الدول الأوروبية المنافقة التي لا يعقبها تصرف واقعي، وعقاب لهؤلاء المجرمين.
إن المقاومة القانونية تكاد تكون غائبة فأين المحامون والمنظمات الدولية الإنسانية من رفع قضايا الإبادة الجماعية وما يتبعها من الجرائم الحربية، مثلما وقع في البوسنة والهرسك. قد قدمت دولة جنوب إفريقيا قضية ونجحت فيها، ولكن أين التنفيذ، لإلقاء القبض على المجرمين وأين العقاب الذي تتحدث عنه الدول الأوروبية في تصريحات فارغة لا أثر لها في الواقع.
إن المنظمات الدولية قد فشلت فشلا ذريعا، وما قامت به الجزائر، في مجلس الأمن هو من المقاومة القانونية فالمفروض من النقابات والأحزاب والمنظمات القانونية في العالم من المحامين الغيورين على كرامة الإنسان وحياته أن يقوموا بواجبهم القانوني.
وقد قْدمت مشاريع قرارات في مجلس الأمن ولكن الأمريكان يبطلونها ولا يحسبون حسابا لأية قيمة أخلاقية ولا قانونية، ولـذا فالإمبراطورية الأمريكية إرهابية مجرمة فهي التي فجرت القنبلة في اليابان أو حاربت الفيتنام، والعراق، وأفغانستان، واليوم تحارب بسلاحها وجيشها وسياستها فلسطين، ويتلاعب مبعوث أمريكا للشرق الأوسط، ويوقف المفاوضات ويسعى لتنفيذ أوامر سيده نتنياهو الذي يلعب ويعربد ويتشيطن، ويملي على ترمب ما يريد فأصبح آمرا ناهيا لا معقب لحكمه ولا راد.
إنها فضيحة للحضارة الغربية وعار أخلاقي وقانوني مما يشير إلى مآلها إلى السقوط والانهيار.
إن اكبر دولة تتزعم هذه الحضارة تشجع على الإجرام وقتل الأطفال، والرضع والحوامل والضعفاء من البشر في هذا العالم فإلى متى هذا الطغيان والإجرام ؟