الجزائريون يُجدّدون العهد مع فلسطين …:وقفة تضامنية حاشدة نظّمتها جمعية العلماء المسلمين دعماً لغزة

تغطية : التحرير / ع.ب/ في مشهد يعكس عمق الارتباط بين الشعبين الجزائري والفلسطيني نظّمت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ظهيرة يوم السبت 5 أفريل 2025، وقفة تضامنية حاشدة بمقرها الوطني الكائن بحسين داي، نصرة للشعب الفلسطيني في ظلّ ما يتعرض له من عدوان وحصار، خصوصاً في قطاع غزة. وشهدت الساحة المحيطة بالمقر حضوراً جماهيرياً كثيفاً …

أبريل 7, 2025 - 14:37
 0
الجزائريون يُجدّدون العهد مع فلسطين …:وقفة تضامنية حاشدة نظّمتها جمعية العلماء المسلمين دعماً لغزة

تغطية : التحرير / ع.ب/

في مشهد يعكس عمق الارتباط بين الشعبين الجزائري والفلسطيني نظّمت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ظهيرة يوم السبت 5 أفريل 2025، وقفة تضامنية حاشدة بمقرها الوطني الكائن بحسين داي، نصرة للشعب الفلسطيني في ظلّ ما يتعرض له من عدوان وحصار، خصوصاً في قطاع غزة. وشهدت الساحة المحيطة بالمقر حضوراً جماهيرياً كثيفاً ضم مواطنين من مختلف أطياف المجتمع الجزائري، إضافة إلى مشايخ الجمعية وأعضائها وناشطين قدموا من ولايات متفرقة، وسط تغطية إعلامية وطنية ودولية واسعة.

مشهد مؤثر يعكس عمق التضامن الشعبي
تزيّنت الساحة بالأعلام الجزائرية والفلسطينية، وصدحت الحناجر بهتافات قوية وشعارات داعمة للقضية الفلسطينية، أبرزها: “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”، “الجزائر وفلسطين شعب واحد لا يلين”، و”غزة رمز العزة”. وتجمهر المشاركون رافعين لافتات كتب عليها عبارات التضامن والمساندة، في مشهد تميّز بالحماسة والاندفاع العاطفي والوطني، يعكس مكانة القضية الفلسطينية في وجدان الشعب الجزائري.

كلمة رئيس الجمعية.. موقف ثابت لا يتغير
افتتحت الوقفة بكلمة ألقاها رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدكتور عبد الحليم قابة، الذي عبّر عن اعتزازه بهذا الحضور الكبير، مشيداً بروح التضامن التي لطالما عبّر عنها الشعب الجزائري تجاه القضية الفلسطينية، وخصوصاً في الأوقات العصيبة. وقال الدكتور قابة في كلمته الحماسية: “نحن اليوم لا نعبّر فقط عن تضامن، بل نُجدد العهد بأنّنا شعب لا ينسى قضاياه، وفلسطين على رأسها. نعلنها من جديد: غزة ليست وحدها، والأمة مدعوة للاجتماع والتعاون لنصرة إخوتنا، بكل الوسائل المتاحة.”
وأضاف أنّ هذه الوقفة ليست رمزيّة فحسب، بل تمثل رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأنّ القضية الفلسطينية لا تزال حيّة في قلوب الأحرار، وأنّ الجزائر ستبقى دوماً سنداً للمظلومين والمستضعفين.

حضور بارز لمشايخ الجمعية
كما ألقى الشيخ يحيى صاري، نائب رئيس الجمعية، كلمة مؤثرة أكّد فيها على أنّ الوقوف إلى جانب فلسطين واجب ديني وأخلاقي وإنساني، داعياً إلى وحدة الصف العربي والإسلامي في وجه الاحتلال ومخططاته. وتحدّث عن الدور الكبير الذي يجب أن تلعبه الشعوب، إلى جانب الحكومات، في نصرة القضية الفلسطينية، من خلال التوعية، والدعم المادي والمعنوي، والضغط على المجتمع الدولي لكسر الحصار وإنهاء العدوان.
من جهته، قدّم الشيخ الدكتور عمار طالبي مداخلة قيّمة استعرض فيها الجذور التاريخية للعلاقة بين الجزائر وفلسطين، مذكّراً بمواقف رموز جمعية العلماء المسلمين، وعلى رأسهم الإمام عبد الحميد بن باديس، في مناصرة القضايا العادلة وعلى رأسها فلسطين. وأكد الدكتور طالبي أنّ هذه المواقف ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لتاريخ طويل من الدعم والمساندة.

الإعلام حاضر بقوة
الوقفة عرفت تغطية إعلامية واسعة من قنوات وإذاعات وطنية ودولية، حيث نقلت الحدث مباشرة على الهواء، وأجرت مقابلات مع المشاركين والمنظمين. وعبّر عدد من المراسلين عن إعجابهم بالحشد الكبير والتنظيم المحكم، مؤكدين أن الجزائر تُثبت مرة أخرى أنّها بلد المبادئ والمواقف الصلبة.

رسائل متعددة من الوقفة
الوقفة لم تقتصر على الخطب والهتافات، بل شملت أيضاً توزيع منشورات تعريفية بالقضية الفلسطينية، وتبيان مستجدات الأوضاع في غزة، حيث تمّ عرض شريط وثائقي قصير يُجسّد معاناة أهل القطاع تحت القصف والحصار. كما أقيمت خيمة رمزية باسم “خيمة العودة” جمعت عدداً من الأطفال الذين عبّروا برسوماتهم وكلماتهم البسيطة عن حبّهم لفلسطين.
العديد من المشاركين أكّدوا في تصريحاتهم أنّ التضامن مع فلسطين هو موقف أصيل في وجدان كلّ جزائري، وأنّ الوقفة تعبّر عن نبض الشارع الجزائري الذي لم ينفصل يوماً عن معاناة الشعب الفلسطيني.

دعوات لمزيد من التحركات
في ختام الوقفة، دعت الجمعية إلى استمرار الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، من خلال تنظيم أيام دراسية، وحملات إعلامية، وتنسيق مع الجمعيات العربية والدولية الداعمة للقضية. كما ناشدت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل العاجل لوقف الجرائم المرتكبة بحق المدنيين العزّل في غزة.
واختُتمت الفعّالية بالدعاء الجماعي لنصرة إخواننا في فلسطين، وعودة الأمن والسلام إلى أراضيهم المغتصبة، وسط دموع وأكف مرفوعة إلى السماء.