المخزن.. لا يؤتمن جانبه
تسعى بعض الجهات إلى محاولات الالتفاف على الحقائق، في علاقة القصر العلوي المغربي بجيرانه عموما وبالجزائر على وجه الخصوص، من خلال التسويق لبهتان الأخوّة وعلاقات حسن الجوار، وأكاذيب بناء تكتل سياسي في شمال إفريقيا تحت أي اسم، لأن كل المؤشرات والدلائل والوقائع، كانت تفضح السياسة التوسّعية للمخزن، ورغبة القصر العلوي في السطو على أراضي الجيران، […] The post المخزن.. لا يؤتمن جانبه appeared first on الشروق أونلاين.


تسعى بعض الجهات إلى محاولات الالتفاف على الحقائق، في علاقة القصر العلوي المغربي بجيرانه عموما وبالجزائر على وجه الخصوص، من خلال التسويق لبهتان الأخوّة وعلاقات حسن الجوار، وأكاذيب بناء تكتل سياسي في شمال إفريقيا تحت أي اسم، لأن كل المؤشرات والدلائل والوقائع، كانت تفضح السياسة التوسّعية للمخزن، ورغبة القصر العلوي في السطو على أراضي الجيران، لبناء وهم إمبراطوري على رمال متحركة.
ولا يبدو أن بعض المنخرطين في دعوات التقارب والتصالح، مع النظام المخزني المتماهي مع السياسات الصهيونية، والحليف التاريخي للكيان المزروع في أرض فلسطين منذ 1948 -على الأقل فيما هو جلي وبيّن- يقرؤون ويدركون ويعقلون، فالحقائق والوقائع وما يكشفه الساسة الغربيون، في أحاديثهم وخرجاتهم الإعلامية، يقدّم صورة قاتمة عن الأوهام المغربية، وعن درجة الخيانة والخداع والمكر والجشع الذي يميز العلويين، الذين لا يكتفون بنهب ثروات الشعب المغربي عبر الشركة الملكية للفوسفات، ونهب ثروات سواحله في المتوسط والمحيط، فجزء من الصورة العامة كشفها جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق لصحيفة “أنديبندنتي” منذ أيام فقط ويتعلق الأمر بنيّات القصر العلوي تجاه الجزائر وجيران المملكة بشكل عام.
بولتون قال بالحرف: “أتذكر أنني كنت مع بيكر مرة عام 1997 في أحد مكاتب الملك (الحسن الثاني، آنذاك). كان مكتبا كبيرا جدّا، وكان لديه خريطة معلّقة على الحائط، بأبواب يمكن إغلاقها عادة، لكنها كانت مفتوحة. أظهرت الخريطة ما يعتقدون أنه ينبغي أن يكون المغرب. لم تشمل الخريطة المغرب فحسب، بل شملت أيضا نصف الجزائر والصحراء الغربية وجزءا كبيرا من شمال موريتانيا”.
المخزن المتشبّع بفكر امبريالي توسّعي، لا تقف في طريق أوهامه، ولا تردعه أخلاق الإسلام والجوار والمصير المشترك والتنمية المتكاملة والبناء الحضاري وغيرها من المفاهيم، التي سعى ثوار المغرب والجزائر وتونس، حين كانت هذه البلدان في قبضة المستعمرين إلى بلورتها وجعلها صراطا مستقيما، يوصل إلى تكامل سياسي واقتصادي، ويمهّد طريق التنمية الحقيقية وبناء الصرح المغاربي.
لقد اصطدمت الجزائر المستقلة، مع هذه النظرة الاستغلالية المخزنية، عبر عدوان أكتوبر 1963 فيما ما سمّي آنذاك “حرب الرمال”، وانتظر المخزن تنصّل المستعمر الإسباني من مسؤولياته القانونية في الصحراء الغربية، ليعيد الكرة ويقوم بعدوان غاشم على الصحراويين من خلال نقل آلاف المغاربة إلى الأراضي الصحراوية، ليكون هؤلاء صورة طبق الأصل للمعمّرين الأوروبيين، ويرث العرش العلوي فكرا استعماريا بشعا، جمع بين الخيانة والنذالة والجشع، ومع موريتانيا أيضا حدث ما حدث.
لقد فضحت الأيام القصر العلوي، وتكشّفت سوأته بعد أن سقطت كل أوراق التوت التي كان يختفي خلفها، كما سقطت كل ادّعاءاته بحماية القدس الشريف، وها هو جون بولتون يصوّب مجدّدا إلى رأس الأفعى حين يقول لصحيفة “أنديبندنتي”: “وقّع المغاربة اتفاقية إبراهيم مع إسرائيل بشرط الاعتراف بشرعية مطالبهم بالصحراء الغربية. قال ترامب: “بالتأكيد”. أعتقد أن المغاربة كانوا سيقبلون الاعتراف باتفاقية إبراهيم مع إسرائيل لأنهم كانوا مهتمين بذلك على أي حال. كانوا قريبين جدّا من الاعتراف بإسرائيل من قبل. كان بإمكانهم، حتى قبل مصر والأردن، أن يكونوا أول دولة عربية تفعل ذلك”.
هذا تذكير ببعض فصول العقيدة المخزنية، التي لا تؤمن إلا بالهيمنة والتوسّع والاحتلال والسطو على حقوق الآخرين، وما زال بين ظهرانينا من يحدثك عن “أخوّة” لا أراها إلا “أخوّة يوسفية”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post المخزن.. لا يؤتمن جانبه appeared first on الشروق أونلاين.