المعارضة الإسبانية تصعد ضغطها على الحكومة بسبب الصحراء الغربية

في الوقت الذي يعاني فيه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بسبب فضائح الفساد التي هزت عائلته الصغيرة وتشكيلته السياسية “الحزب الاشتراكي الإسباني”، الذي يترأسه، برز النقاش مجددا حول الخيارات السياسية التي انتهجها سانشيز في السنوات القليلة الأخيرة، والتي خرجت عن العقيدة الدبلوماسية لمدريد، التي اعتادت على إرساء دبلوماسية متوازنة في المنطقة المغاربية، بشكل يحافظ على […] The post المعارضة الإسبانية تصعد ضغطها على الحكومة بسبب الصحراء الغربية appeared first on الجزائر الجديدة.

يوليو 8, 2025 - 19:41
 0
المعارضة الإسبانية تصعد ضغطها على الحكومة بسبب الصحراء الغربية

في الوقت الذي يعاني فيه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بسبب فضائح الفساد التي هزت عائلته الصغيرة وتشكيلته السياسية “الحزب الاشتراكي الإسباني”، الذي يترأسه، برز النقاش مجددا حول الخيارات السياسية التي انتهجها سانشيز في السنوات القليلة الأخيرة، والتي خرجت عن العقيدة الدبلوماسية لمدريد، التي اعتادت على إرساء دبلوماسية متوازنة في المنطقة المغاربية، بشكل يحافظ على علاقات هادئة مع مكونات المنطقة المغاربية، والتي عادة ما تشكل القضية الصحراء الغربية شعرة الميزان فيها.

وخرجت القوة السياسية الأولى في إسبانيا، ممثلة في “الحزب الشعبي” اليميني، بمواقف قوية خلال انعقاد مؤتمره العام الأخير، أبرزها انتقاد موقف الحكومة الحالية من القضية الصحراوية، والذي يشكل انحرافا عن الموقف التقليدي لمدريد من هذه القضية الحساسة، بالنظر لكونها القوة الاستعمارية لإقليم الصحراء الغربية.

وفي محاولة منه للتأكيد على انحراف حكومة بيدرو سانشيز، شدد الحزب الشعبي المحافظ، الذي يقوده ألبيرتو نونيز فيخو، على ضرورة العودة إلى دعم مساعي الأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية والتراجع عن دعم مخطط الحكم الذاتي، الذي تقدم به نظام المخزن المغربي في سنة 2007، لأن ذلك يعتبر المنفذ الوحيد الذي يعيد التوازن إلى المواقف الدبلوماسية تجاه الجزائر ونظام المخزن المغربي.

ووفق ما جاء في توصيات البيان الختامي للمؤتمر العام للحزب الشعبي الإسباني، فإن الحزب يدعو إلى “احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالصحراء الغربية”، علما أن وفدا من الجمهورية العربية الصحراوية تلقى دعوة للمشاركة في المؤتمر وكان من ضمن الوفود الأجنبية الحاضرة، تأكيدا على أن الحزب الشعبي لا يتقاسم مع الحكومة القائمة، برئاسة بيدرو سانشيز، الموقف ذاته من القضية الصحراوية، التي كانت سببا كما هو معلوم في أزمة غير مسبوقة بين الجزائر ومدريد، على مدار سنتين من 2022 وإلى غاية 2024، طبعتها عقوبات اقتصادية قاسية فرضتها الجزائر على الشركات الإسبانية، ما تسبب في خسائر فادحة وإفلاس العشرات من الشركات.

ومعلوم أن الحزب الشعبي الإسباني المحافظ، كان قد فاز في الانتخابات التشريعية التي جرت في سنة 2024، وكان من المفترض أن يزيح بيدرو سانشيز من رئاسة الحكومة، غير أن لعبة التحالفات حالت دون تمكنه من تجسيد انجازه الانتخابي، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التجسيم.

وكان الحزب الشعبي وأحزاب سياسية أخرى قد رفعوا توصيات في البرلمان تطالب بيدرو سانشيز بالتراجع عن دعم مبدأ دعم الحكم الذاتي والحفاظ فقط على تأييد مساعي الأمم المتحدة، وتعرضت حكومته للمساءلة في أكثر من مرة بسبب تغيير موقفها من القضية الصحراوية، غير أنها تمكنت من النجاة، في حين يبدو رئيس الحكومة أنه يمر باسوأ مرحلة في رئاسة الحكومة، بسبب قضايا الفساد التي هزت عائلته الصغيرة وزعزعت استقرار الحزب الاشتراكي الذي يقوده.

علي. ب

The post المعارضة الإسبانية تصعد ضغطها على الحكومة بسبب الصحراء الغربية appeared first on الجزائر الجديدة.