“المعمار التقليدي يعزّز روح الانتماء ويحد من الجريمة”

قال المختص في القانون، نجيب زروقي، أنه “ينبغي العودة إلى معمارنا التراثي من أجل الحد من معدلات الجريمة”، مشيرا إلى الدور المحوري الذي تلعبه المساجد، والمدارس القرآنية ودار الجماعة (تاجماعت)، في العديد من المناطق الجزائرية، على غرار مدينة بني يزڨن، وادي ميزاب، قصور توات، قصور قوراية ومنطقة القبائل، وغيرها من المدن الأخرى، التي لا تزال تحتفظ إلى يومنا هذا على الأنماط المعمارية التراثية، وهي الأنماط السكنية التي أشار بشأنها ذات المتحدث، إلى أنها تساهم بقسط كبير في “تعزيز الشعور بالانتماء لهذه الفضاءات الحضرية وتقلّص من تنامي الأفعال الإجرامية، كما أنها تسهّل مأمورية المسؤول العمومي.
وتحدث زروقي لـ”الشروق”، على هامش أشغال الملتقى الوطني حول “دور المدينة في محاربة الجريمة”، والذي حمل شعار “المدينة في مواجهة الجريمة.. وعي.. تصميم.. قانون”، الذي احتضنته تلمسان، وعرف مشاركة نوعية لقضاة ونواب عامين، وأساتذة جامعيين، وبحضور السلطات الولائية، أين أشار السيد ويسي نبيل، مدير المدرسة العليا لمهندسي المدينة، إلى أن تنظيم هذا الملتقى، يأتي في ظل التحدّيات المتزايدة، التي أصبحت تستدعي تكثيف الجهود من أجل بناء مدن وفق معايير تستجيب للمتغيّرات الحالية، في ظل انتشار الجريمة، مما أصبح يتطلب وضع تخطيط معماري يلعب دورا في محاصرة كل أنواع الجريمة.
من جانبه، كشف رئيس نقابة القضاة لناحية تلمسان سعودي مختار، أن الأمر أصبح يستوجب تحدّيا لمكافحة الجريمة، مشيرا إلى أن “المدينة ليست تجمعا سكانيا وفقط، بل نسيج حي، متماسك، يتطلب بناء منظومة متكاملة تحمي مجتمعنا، أساسها الأول الوعي”.
وبدوره، أشار يوسف بشلاوي، والي تلمسان، إلى الدور الذي تلعبه السلطات العليا للبلاد في سياق وضع مخططات عمرانية حضرية، تعمل على الحد من ظاهرة الجريمة، معتبرا أن الجريمة داخل المدينة تتطلب مراقبة تشاركية، في إشارة إلى الدور الفاعل الذي يلعبه المواطن والأسرة والمجتمع المدني، باعتبار هذه الفئات الاجتماعية تلعب دورا في توعية المجتمع من أجل تعزيز جودة الحياة.
هذا وقد عرف الملتقى تقديم عديد المداخلات التي تمحورت جميعها حول الدور الذي تلعبه المدينة في الحد من معدلات للجريمة، قبل أن يتم فتح النقاش، أين قدّم عديد الطلبة بعض المقترحات في هذا الجانب، قبل أن تتم قراءة التوصيات الذي وعد مدير المدرسة العليا لمهندسي المدينة بنقلها للوزارة الوصية، لينتهي الملتقى بإبرام اتفاقية ما بين المدرسة ونقابة القضاة لناحية تلمسان، حيث من شأن هذه الاتفاقيات المساهمة في تفعيل الجوانب النظرية والعلمية، من خلال التجارب العملية التي قد يكون لها أثر ملموس في تنظيم المدينة ووضع مخطط حضري من شأنه تعزيز روح الانتماء والحد من معدلات الجريمة.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post “المعمار التقليدي يعزّز روح الانتماء ويحد من الجريمة” appeared first on الشروق أونلاين.