خبراء وسياسيون فرنسيون يحذرون من عنصرية روتايو
يحذر خبراء ومختصون في الإسلام بفرنسا ومعهم سياسيون وإعلاميون، من مخاطر التقرير حول “جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا”، الذي أعدته وزارة الداخلية الفرنسية، التي يقودها برونو روتايو، المعروف بمواقفه المناهضة للمهاجرين ولاسيما المسلمة منها، منبهين إلى مخاطر توظيفه في حساباته السياسية الضيقة، تحسبا للانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقبة في سنة 2027، بعدما أصبح رئيسا للحزب اليميني […] The post خبراء وسياسيون فرنسيون يحذرون من عنصرية روتايو appeared first on الشروق أونلاين.


يحذر خبراء ومختصون في الإسلام بفرنسا ومعهم سياسيون وإعلاميون، من مخاطر التقرير حول “جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا”، الذي أعدته وزارة الداخلية الفرنسية، التي يقودها برونو روتايو، المعروف بمواقفه المناهضة للمهاجرين ولاسيما المسلمة منها، منبهين إلى مخاطر توظيفه في حساباته السياسية الضيقة، تحسبا للانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقبة في سنة 2027، بعدما أصبح رئيسا للحزب اليميني “الجمهوريون”.
مخاوف الأوساط المشككة في التوظيف السياسي للتقرير من قبل اليمين المتطرف الفرنسي، نابعة من معطيات حملها هذا التقرير، الذي تحدث عن 400 نفر، زعم أنهم محسوبون على تيار الإخوان المسلمين، فضلا عن محاولات يائسة للربط بين “الإخوان المسلمين”، ومسجد باريس الكبير، الذي تشرف عليه الجزائر من خلال تعيين عميده.
ومن بين هذه الشخصيات، يوجد الباحث الفرنسي، فرانك فريغوسي، المتخصص في “الإسلام الفرنسي”، والذي ندد بما جاء في التقرير في حوار خص به يومية “لوبينيون” الفرنسية، انطلاقا من يقينه بأن وزير الداخلية برونو روتايو، له طموحات وحسابات سياسية لم تعد خافية على أحد.
يقول فرانك فريغوسي: “نحن نتحدث عن تقرير روتايو، هذا الأخير، الذي تُعرف طموحاته الرئاسية جيدًا، يستخدمه بمهارة في اتصالاته السياسية، ولاسيما من خلال تسريب مقتطفات إلى صحيفة لو فيغارو يوم الأحد 8 ماي الجاري”.
وتساءل الباحث: “هذا التقرير أُعلن في البداية بأنه سري، لكن الوزير روتايو أراد رفع السرية عنه. النسخة التي تمكنت من الاطلاع عليها حيرتني. هل هذا هو التقرير كما كتبه المقررون؟ هل تم تعديل هذه النسخة تحت تأثير سياسي؟ وليس من غير المشروع على الإطلاق أن تتناول الدولة هذا الموضوع، ولكن من المهم أن نفهم بشكل أكثر دقة ظروف إنتاجه”.
واستنادا إلى كلام الباحث، فإن “التقرير يتحدث عن المخاطر والتهديدات المرتبطة بحركة الإخوان، لكنه يقدم أرقاما أيضا: 400 شخص يشكلون النواة الصلبة للإخوان. ويتحدث التقرير عن 139 مكان عبادة تابعة لجمعية مسلمي فرنسا، وريثة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، وريثة جماعة الإخوان المسلمين.
وتشير الوثيقة إلى أن 10 بالمائة من أماكن العبادة التي افتتحت في الفترة 2010-2020 ستكون تابعة لها، وهو ما يعادل إجمالي 91 ألف مصلّ (مع العلم أن المصلي يمكنه حضور المسجد دون الانتماء إلى “الحركة”، كما يحدد التقرير) يمثلون 0.01 بالمائة من 7.5 مليون مسلم في فرنسا. هل تشير هذه الأرقام إلى الخطر؟”.
ويشدد الباحث المتخصص في شؤون “الإسلام في فرنسا”، بأنه “لا يفهم هذا التهديد. من المهم أن نتذكر أن مجرد حضور الأفراد لأماكن العبادة لا يعني بالضرورة أنهم يلتزمون بفلسفة الشخص الذي أنشأه”. قبل أن يتساءل مرة أخرى: “هل نتصور أن 400 شخص، يشكلون مركز الإخوان، قد يتمكنون من تقويض المؤسسات الجمهورية أو حتى أسلمة المجتمع؟ هذا ليس معقولا. ولنلاحظ أن جماعة الإخوان المسلمين تخسر أرضيتها في البلدان الإسلامية، وحتى جمعية مسلمي فرنسا، التي من المفترض أنها وريثة “حركة الإخوان”، تخسر أرضيتها أيضا في بلادنا”.
ومن السياسيين يبرز زعيم “فرنسا الأبية”، جون لوك ميلونشون، الذي انتقد بدوره بشدة تقرير “الإخوان المسلون في فرنسا”، في تغريدة له جاء فيها: بعد “المؤامرة اليهودية” في ثلاثينيات القرن العشرين، ها هي “المؤامرة الإسلامية”، واصفا ما جاء في التقرير بـ”المحسوبية انتخابية المعادية للإسلام”.
وأضاف: “إن اليمين المتطرف يشق طريقه عندما تلوث شعاراته وأوهامه المجال السياسي بأكمله”، مشيرا إلى أن ملايين الناس يشعرون بالاشمئزاز لرؤية دينهم مستهدفًا”.
وكان عميد مسجد باريس قد أصدر بيانا انتقد من خلاله ما جاء في التقرير، وحذر من أن ذلك من شأنه أن يخلق حالة من التمييز بحق الفرنسيين الذين يدينون بالدين الإسلامي.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post خبراء وسياسيون فرنسيون يحذرون من عنصرية روتايو appeared first on الشروق أونلاين.