المُجاهدة «زعرة فارس» 1426-1338هـ / 2005-1920م

أ. البدر فارس/ مولدها ونشأتها وصفاتها وأخلاقها وُلدت السيدة المُحترمة المُحتشمة «زعرة فارس» سنة 1338ه المُوافق لسنة 1920م بقرية «بحيرة الأرنب» جنوب ولاية تبسة، وهي من قبيلة «النّمامْشَة» الأمازيغية الشهيرة، ومن عشيرة «الزّْرَادْمَة» المعروفة بتاريخها البُطولي المجيد والجهادي المُقاوم للوجودِ الاستعماري الفرنسي. هي زعرة بنت محمد بن سلطان بن علي بن بلقاسم فارس، وأُمها مريم …

سبتمبر 17, 2025 - 15:43
 0
المُجاهدة «زعرة فارس» 1426-1338هـ / 2005-1920م

أ. البدر فارس/

مولدها ونشأتها وصفاتها وأخلاقها
وُلدت السيدة المُحترمة المُحتشمة «زعرة فارس» سنة 1338ه المُوافق لسنة 1920م بقرية «بحيرة الأرنب» جنوب ولاية تبسة، وهي من قبيلة «النّمامْشَة» الأمازيغية الشهيرة، ومن عشيرة «الزّْرَادْمَة» المعروفة بتاريخها البُطولي المجيد والجهادي المُقاوم للوجودِ الاستعماري الفرنسي.
هي زعرة بنت محمد بن سلطان بن علي بن بلقاسم فارس، وأُمها مريم بنت صالح خالدي، وكانت الأخت الصغيرة بين إخوتها، ترعرعت ونشأت في بيئة ريفية بسيطة مُتواضعة هادئة، جعلتها تأخذ منها بساطتها وتواضعها. ومع بساطتها وطدت فيها قيّم التبسط والاستقامة، ومع تواضعها وطدت فيها قيّم المُباشرة والصدق والوضوح وتنتفي عنها أساليب المدينة القائمة على المُراوغة والاستدارة والتلاعب والديبلوماسية والنفاق.
نشأت في أُسرة فلاحية عانت مُعاناةً كبيرة من اضطهاد واستغلال الاستعمار الفرنسي لها، وأُسرة مُحافظة مُتدينة ذات أخلاق حميدة راقية.
كانت السيدة «زعرة فارس» شديدة البياض كبياض الثلج، فارعة الطول، نحيلة الجسم لكنها صاحبة إرادة فولاذية، ترتاح العينُ لِمرآها، وتأنس النفسُ لِلُقياها، ويطمئن إليها الفؤاد، لا تبتسم إلَّا نادرًا، بالرغمِ أنَّ في وجهها مع ذلك البشاشة وعلى قسماتها الرضى، لا تتكلم إلَّا إذا سُئِلَت فلا تبتدر أحدًا بحديث إلَّا نادرًا، لا تخشى في قول الحق لومة لائم…
كما كانت السيدة «زعرة فارس» امرأةً فاضلة صالحة، ذات عقل ودين، ومُروءة وكمال، حيث كانت من أحسن النساء وأعَفَّهُنَّ وأكثرهنَّ صدقة، وكانت تتميز عن جميع نِساء «الزرادمة» في ذلك العصر بشخصيتها المُتميّزة، وذكائها الحاد، فكانت حسنة الأخلاق، شديدة الحياء، حياءٌ مشهود يشهد عليه كل الناس، عفيفة النفس، مُحبة للخير، مرحة نشيطة، ذات لَباقةٍ في مُعاملاتها مع الآخرين، مُتميّزة في إدارة شؤون منزلها، حيث كانت تطّلع بنفسها على كبيرة وصغيرة تحدث في منزلها، وكانت أكثر بنات «الحاج محمد» شبهًا بشقيقها «الشيخ الإمام العلَّامة الحبيب فارس» في مشيتها ولفتتها ونبرات صوتها وعلاقاتها بمن حولها وتصرفاتها في كل شؤونها.

مهامها ونشاطاتها قبل اندلاع ثورة التحرير
عند وصولها سن الزواج تزوجت «زعرة فارس» من ابن عمها «عثمان بن علي فارس»، غير أنَّ زوجها توفي بعد سنواتٍ قليلة من زواجهما، ولم تنجب منه أولادًا، فعادت إلى دار والدها «الحاج محمد» لتقيم فيه مُعززة مُكرَّمة.
ثم خُطِبَت من كلِّ مكانٍ، ورَغِبَ فيها الأزواجُ لِاجتماع الخِصالِ الفاضلة فيها، غير أنَّها رفضت هذه العُروض، حتى خطبها ابن عمها «الطاهر بن أحمد فارس» فقبلت به، وتزوجت به سنة 1949م.
ولما تزوجت من «الطاهر فارس»، عرفت مكانة وحقيقة البطل الباسل، فلم تبخل بنصائحها وإرشاداتها الحكيمة لزوجها، عندما تنفرد به وجهًا لوجه، فكانت له السند والمُساعد المُخلص في جهاده ضد الفرنسيين…!!.
ووقفت إلى جانب زوجها في الضراء والسراء، ولم تشتكِ بالرغمِ ما لاقت من شدة ومتاعب.
لقد لاءمت حياتها ووجود زوجها قائدًا مسؤولًا على حملِ لواء العروبة والإسلام ضد الفرنسيين الغازين المُعتدين، وشجعته على أداءِ رسالته -التي آمنتْ بها- على أحسنِ وجه بكل ما أُوتيت من قوة ورباط وعزيمة.
وهكذا شاء القدر العظيم للمجاهد «الطاهر فارس»، أن تكون بجانبه امرأة عظيمة كـ»زعرة فارس» تُعاضده وتُحثّه على الجهاد في سبيل الله، من أجل عزة وكرامة كُل الجزائريين، وكما يقول المثل: «وراء كُلّ رجلٍ عظيمٍ امرأة عظيمة».
ولقد أحسنت الأقدارُ لقاءهما؛ بحيث أنَّ هذه الأقدار كانت تدخر لهذيْن الزوجيْن لِيكونا مُجاهديْن بطليْن من طرازٍ رفيع عندما تندلع الثورة التحريرية الجزائرية الكُبرى.

نشاطها الجهادي أثناء قيام ثورة التحرير
كما قُلنا سابقًا فإنَّ «زعرة فارس» قد نشأت في ظل سياسة المُستعمر المُستبد، الذي سعى بكل ما يملك من قوة ومال ونفوذ وبطش وإرهاب، لتشويه وهدم الدين الإسلامي، ومحو هوية الجزائريين المُتمثلة في اللغة العربية والدين الإسلامي، لهذا عُرِفَت «زعرة فارس» بِكُرهها الشديد للاستعمار الفرنسي الذي يصفه الكثيرُ من المؤرخين بأنَّه من أظلم وأقهر المُستعمرين الذين عرفهم العصر الحديث، فكانت «زعرة» تدعو إلى الثورة ضده مُؤمنةً بأنَّ خُروجه لا يمتد إلَّا من فوهة البندقية، وقد سخَّرت كل ما تملك من مال وصحة لإيقاد فتيل الثورة، وهذا ما حصل بالفعل، ففي الأول من نوفمبر 1954م اندلعت الثورة التحريرية الكبرى، فكانت «زعرة فارس» من السباقات لِتحريض الشعب على إعانةِ المُجاهدين في كفاحهم ضد الاستعمار.
ففي بداية الثورة التحريرية الكبرى، كانت المُجاهدة «زعرة فارس» تقوم بإعداد الطعام الوفير وبعثه إلى الجبال والكهوف حيث يُقيم المُجاهدون الأحرار، فكانت بذلك تعمل عملًا عسكريًا بشكل مدني تخدم به الجهاد خدمة مُباشرة.
وفي هذا الصدد والمضمون، تقص علينا الوالدة «الحاجة فاطمة فارس» -رحمها الله- كيف كانت المُجاهدة «زعرة فارس» لا تدخر جُهدًا في إعانةِ المُجاهدين في جهادهم، حيث تقول: «رأيتُ بعيني هاتيْن اللتيْن لم تكذبا عليَّ قط كيف استطاعت المُجاهدة البطلة «زعرة فارس» في يومٍ واحدٍ من طهيِّ حوالي مائتيْن وستين خبزة -كسرة- في ظرفِ حوالي عشرين ساعة دون توقف، لِتقدمها جاهزة إلى زوجها المُجاهد «الطاهر فارس»، الذي بدورِه يحملها إلى الجبال والكهوف لتكون وجبة غذاء للمُجاهدين، الذين ينتظرون بفارغ الصبر أكل كسرة المُجاهدة «زعرة فارس» لِتُقَّوي عزيمتهم وحججهم أكثر تأثيرًا في النفوس وتعابير فعَّالة قوية».
وفي معركة قرية «بو جلال» التي وقعت في بداية سنة 1955م، تجلت شجاعة وبطولة وموقف المُجاهدة البطلة «زعرة فارس»… هذا الموقف الذي من الصعب أن تقفه مجموعة كبيرة من الرجال، فما بالك بامرأة وحيدة لا تملك سلاحا ولا عتادا…!!.
فمِن بين لوحات الفداء الباهرة التي رسمتها، تلك اللوحة الفذة… لوحة تحمل صورة البطلة «زعرة فارس» وهي تعود من جديد إلى ميدان وقائع تلك المعركة بمُفردها دون أنيس أو مُرافق لِتتفقد جُثث الموتى من الطرفيْن، بعد أن رجعت القُوات الفرنسية إلى ثكناتِها مذعورة خائفة بعد أن لقَّنها الجنودُ الأحرار درسًا لا يُنسى في فن القِتال في معركة بدأت من الظهيرة إلى ما بعد غُروب الشمس… رجعت المُجاهدة البطلة «زعرة» إلى موقع تلك المُواجهة النارية الحامية الوطيس بعد مُنتصف الليل من تلك الليلة المُخيفة الرهيبة!! بعد أن فرَّ الجميعُ من رجال ونساء وأطفال، لِترى كيف أحرقَ جُنودُ الاستعمار الفرنسي كُل ديار تلك المنطقة، ومن بينها ديار إخوتها، فأخذت تتفقد وتتمعن في وُجوه الموتى لعلَّها تجد مَن ما زال على قيْد الحياة، فلم تجد إلَّا الموتى من جنس البشر وجنس الدواب والأنعام…!!.
وأثناء تفقدها هذا، سمعت «زعرة» أنينَ بُكاء… فقامت بتتبع مَصدر ذلك البكاء حتى وصلت إليه، فإذا هي الطفلة الصغيرة «ربعية» ابنة «الشيخ الحبيب فارس» -شقيق «زعرة»- التي لم يتعدَّ سنها آنذاك الستة أشهر، فقامت بحملها إلى أُمِّها التي فرَّت من هَوْلِ وظروف تلك المعركة تاركةً -مُجبرة- فلذة كبدها من هَوْلِ المَوقف…!!.
وبعد تلك المشقة الكبيرة التي دامت الساعات الطِوال في التنقل بين ديار المنكوبين وبين موقع المعركة في مسافةٍ كبيرة تفوق العشرات من الكلومترات، رجعت المُجاهدة البطلة «زعرة فارس» إلى منزلها مُنهارة، غير أنَّها لم تسترح ولم تخمد جسدها للراحة، بل قامت من فورِها فطهت الخُبزَ -الكسرة- في أعدادٍ كثيرة، ورجعت بها إلى تلك العائلات المنكوبة…!!.
وبهذا الموقف البطولي فقد أثبتت البطلة «زعرة» أنَّها من المُجاهدات الجزائريات الفذَّة التي يصعب إنجابها من جديد، فهي بطلة مِغوارة من طينة الأبطال، وصدق شقيقها الشيخ الإمام العلَّامة «الحبيب فارس» عندما قال فيها: «إنَّها مَفخرة «النمامشة» جميعًا»… فالبطلة «زعرة» استطاعت بِمُفردها العودة إلى تلك المُواجهة الجهنمية بعد مُنتصف الليل لتتفقد الموتى وديار إخوتها… ثم ترجع إلى ديارها وهي سالمة وفي حُضنها تلك الطفلة الصغيرة التي تُرِكَت وحيدة من هَوْلِ المَوقف…!! ولكن أي عجب؟ أليس ملء قلب هذه المُجاهدة البطلة إيمانٌ بالله العلي الكبير…؟ وإيمانٌ بقضية هي أكثر قضايا الحياة برا، وهُدى ونُبلًا؟ إنَّها قضية الثورة التحريرية الجزائرية المُباركة.
وكان زوجها المُجاهد «الطاهر فارس» في ذلك الوقت مُستهدفًا من قبل القوات الاستعمارية الفرنسية، التي كانت تتبع خُطاه في الجبال، فلما فشلت في القبضِ عليه حكمت عليه بالإعدام غيابيًا، وهذا ما دفَعَ بقيادة الثورة الجزائرية إلى نقله خارج الوطن واللجوء لتونس الشقيقة، لِيُتابع نشاطه الجهادي خارج الجزائر… لهذا كُله تنقَل المُجاهد «الطاهر فارس» إلى القطر التونسي الشقيق برفقة عائلته وعلى رأسها المُجاهدة «زعرة فارس» وذلك سنة 1956م.
وفي تونس الشقيقة وبالتحديد في مدينة «فريانة» أقامت المُجاهدة «زعرة فارس» سنواتها الأولى كلاجئة ومُساعدة لزوجها المُجاهد «الطاهر فارس» في جهاده من أجل استرداد الجزائر لسيادتها الوطنية؛ فكانت تقوم بخياطة وتهيئة ملابس جُنود جبهة التحرير الوطني، ثم عن طريق زوجها تقوم ببعثها إلى أرض الوطن الجزائر.
وفي سنة 1959م ارتحلت برفقة زوجها إلى مدينة «تالة» التونسية، بعد أن جاءت الأوامر لزوجها من طرف جبهة التحرير بالانتقال إليها، وهناك تابعت المُجاهدة «زعرة فارس» جهادها حتى عجَّلَ اللهُ باستقلال الجزائر يوم 05 جويلية 1962م.

مهامها بعد الاستقلال
بعد الإعلان عن استقلال الجزائر في الخامس من جويلية 1962م، رجع المجاهد «الطاهر فارس» مُباشرةً إلى أرض الوطن بعد غيابٍ دامَ حوالي ست سنوات برفقة عائلته وعلى رأسها المُجاهدة «زعرة فارس»، فاستقروا بمدينة «بئر العاتر»، وهناك استمرت المُناضلة «زعرة» في نضالِها المعهود؛ فبالرغمِ من أنَّها لم تنجب الأولاد فقد ربّت الكثيرَ من أيتام العائلة حتى أصبحت تُلقب في أوساط العائلة بـ»أُم الأيتام»، وتمكن هؤلاء الأيتام بفضل الله سبحانه وتعالى أولًا وبفضل رعاية وتضحيات المُناضلة «زعرة فارس» ثانيًا الوصول إلى أعلى المناصب في الدولة الجزائرية…!!.
ولقد كانت عمّتي «زعرة» كريمة لِأقصى الحدود، تُنفق في حالة الضيق ما تُنفقه في حالة السعَة… حتى أنَّها تخلت عن راتبها الشهري الذي كانت تتقاضاه عن تقاعد زوجها الراحل لِصالح الأيتام من العائلة، واكتفت بمنحة المجاهد التي كانت تُنفقها على علاجها؛ عِلما أن علاجها كان مُكلّفًا وباهضًا إلى حَدٍّ كبير.
ولقد تُوفيت المُجاهدة «زعرة فارس» يوم 17 سبتمبر 2005م إثر مرض عُضال، ودُفنت بمقبرة بئر العاتر في جو مَهيب، رحمها الله وأدخلها فسيح جنانه.
ومن مُفارقات وعجائب الأقدار، أنَّه في صبيحة وفاتها رأيتُها في رُؤيا عجيبة؛ رأيتُها -ولم أرها قط من قبل في منامي- وهي في صورة شابة جميلة نشيطة بشوشة وهي تقوم بتنظيف وتهيئة دارها الجديدة ذات اللون الأبيض، وهي في حالةِ سُرورٍ لا تُوصف، وهي تبتسم في وجهي، فبادرتها بسؤالي: هل شُفيت يا عمتي؟! فأجابتني بِابتسامةٍ عريضة: ذهبَ المرض إلى الأبد بدون رجعة… وبعد هذه الرؤيا استيقظتُ من نومي على وَقعِ دقاتِ باب حُجرتي، ووالدتي تصيح بي: لقد توفيت عمتك «زعرة»… رحمها الله، فقد عاشت بطلة، وماتت بطلة بعد أن انتصرت في شبابها على عدوتها اللدودة فرنسا، وبعد أن انتصرت في كهولتِها على مرضها الخبيث، وعادت المُسافرة إلى وطنها الأصلي فائزة مُنتصرة، حيث لا تعكر صفوها شائبة من شوائب الدُّنيا، وما أكثرها وأمرها…!! واستقرت بدارها الجديدة مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم من النبيين، والصدِّقين، والشهداء، والصالحين… وحَسُنَ أولئك رفيقًا، حيث لا فناء ولا شقاء، ولا أحزان ولا عناء، بل خلود أبدًا، وسُرور سرمدًا، ورضى من اللهِ دائمًا وأبدًا، فاللهم أرحمها برحمتك الواسعة يا أرحم الراحمين.
ورغم ما ألم بالمجاهدة «زعرة» من محن وكروب في حياتها، كُنَّا نجدها دائما كالمؤمن الذي يستعين بصلاته على شرور الحياة.
لكِ الله يا عمّتي العزيزة؛ فقد وعَدَ اللهُ بالعاقبة الحسنى للمتقين المُصلحين المُناضلين:
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِينَّهُمْ سُبُلَنَا وَإنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ﴾ (سورة العنكبوت، الآية: 69)، ولن يُخلف الله وعده، ومن أوفى بعهده من الله؟.
رحمكِ الله يا عمّتي العزيزة وسقاكِ من كوثر النبيِّ المُجتبى، نسأل المولى عزَّ وجلَّ أن ينزل سحائب رحمته ومغفرته عليكِ وعلى جميع موتانا وموتى المسلمين جميعا… آمين والحمد لله رب العالمين في البدء والختام، والصلاة والسلام على سيدنا «محمد» سيد الأنام.

خُلاصة عامة
وكخُلاصة عامة لِما عرضناه من سيرة ذاتية وجهادية لهذيْن الزوجيْن المُجاهديْن تُؤكد ما هو مُؤكد أنَّ سيرتهما نموذج وقُدوة يجب على الأجيال الحاضرة واللاحقة الاعتزاز والفخر والاقتداء بهما، فتتأسّى هذه الأجيال بهما، علّها تستنير بِبصيرةِ أولئك الذين جاهدوا في سبيل استرجاع الجزائر لسيادتها واستقلالها وحريتها وكرامتها وعزّتها، الذين وهبوا ما عندهم في سبيل الله، وفي سبيل عزّة الجزائر، فضحّوا من أجلها، ولذلك عزّت وعلت.