عن قافلة الصمود:
الفعل الرمزي قيمة إنسانية عالية، وما لا تنجزه الدول لن تقدر عليه الشعوب. عبد الملك بومنجل/ لا أحد يعول على قدرة مئات من أهل الغيرة والحمية والإخلاص للأمة على رفع الحصار عن غزة، بقافلة قد لا يتاح لها حتى مقاربة الحدود مع غزة، لأسباب تتعلق بخيانة بعض الأنظمة المجاورة وترهل أخرى. ولكن ذلك لا يقلل …

الفعل الرمزي قيمة إنسانية عالية، وما لا تنجزه الدول لن تقدر عليه الشعوب.
عبد الملك بومنجل/
لا أحد يعول على قدرة مئات من أهل الغيرة والحمية والإخلاص للأمة على رفع الحصار عن غزة، بقافلة قد لا يتاح لها حتى مقاربة الحدود مع غزة، لأسباب تتعلق بخيانة بعض الأنظمة المجاورة وترهل أخرى.
ولكن ذلك لا يقلل من قيمة الفعل الرمزي العابر للحدود المكانية والزمانية، وما حياة القيم ومن ثم حياة الأمم إلا بالرموز.
قافلة الصمود تحمل رمز التعاطف والنصرة، وترك العجز إلى المبادرة، وتحويل البكاء إلى إباء، والفكرة إلى حركة، والنظرية إلى عمل: فالأمة واحدة، وخطب غزة شديد، والنصرة واجبة، والتسليم بالعجز معرة، ونسيان القضية خيانة، والتحرك الذي يوحد الشعوب، ويحرك الهمم، ويحيي في الناس ما خمد من عواطف، وما همد من قيم، وما اغبر من معاني الانتماء إلى أمة واحدة، ونصرة المظلوم المقهور لاسيما إذا كان في قلب هذه الأمة، هو تحرك مفعم بالرمزية، ويكفيه شرفا أنه يبقي القيم العليا حية في النفوس، ويبعث في النفوس الحية شعور القدرة على الحركة، وإمكان الانتقال من التعاطف الساكن إلى التعاطف المتحرك.
التقليل من قيمة هذه المبادرة تصرف غير نبيل. أما السخرية منها والطعن في رجالها ونسائها فضرب من النذالة والخيانة.
////////////////
دلالات قوافل الدعم.. ومدى فاعليتها
د. محمد عبد النور/
الأمر متعلق بما وراء وما بعد ومستويات وتدرج الفعل التاريخي الداعم.. أولها أنها حركة وتجاوز لمنطق الدعاء والتظاهر ومراوحة المكان.. حركة تقرأ فيما بعدها الممكن. مفادها العملي المباشر هو التضامن و«النصرة»، مع ما يتخللها من مساعدات، الغزيون هم بحاجة إليها. الأمر الجوهري متعلق بأن أصبحت غزة «مهوى أفئدة» الإنسانية. وقطبا يتجاوز رمزية: الدعاء والتظاهر. إلى الحركة الفعلية نحو مركز الحدث. بما هي اتجاه نحو تفكيك وخلخلة تركز الضمير العدواني الذي لم يعد يقتصر على الكيان إنما على كل الجوار المكبل بإرادات سلطوية حبست الأخ القريب عن الانتصار. فرغم أن الحدث بسيط في مظهره وفي أناسه الذين حركتهم عاطفتهم هذه المرة ولم يكتفوا بالدعم السلبي. بهذه الحركة التي يجب دعمها وبيان أبعادها الخفية وثمراتها المحتملة. والتي ستتشكل من ورائها خبرات ضرورية عنوانها كسر الحدود ولو بالبطء والصعوبة التي شاهدناها في التنقل من حدود إلى أخرى.. من يتحدث عن عدم فاعلية الأمر عليه أن يطرح بدائل ممكنة. أما حجة أن الأمر لا يتجاوز أن يكون ظاهرة صوتية فغريبة. لأن الأمر تجاوز اللسان إلى الجوارح، وأنه تعدى رد الفعل السلبي إلى الفعل الإيجابي. وأن رد الفعل سيقوم به السيسي والكيان في مواجهة بداية فعل فاعل سيكون محور المرحلة المقبلة من التاريخ العالمي.
////////////////
قافلة الصمود، و»تولوا وأعينهم تفيض من الدمع»
أ.د. عبدالمجيد عيساني
برهنت الشعوب العربية قولا وفعلا ودعما ومساندة على حبها الراسخ للقضية الفلسطينية التي وحدت العالم أجمع على حتمية استرجاع الحقوق لأصحابها وفك الحصار على الشعب الفلسطيني، وبمجرد الحديث عن تنظيم قافلة الصمود، تعلقت قلوب المخلصين بها، رغبة منهم في الانتساب لها مهما كان الثمن، وبلغ ببعض التونسيين -حسب المنسق الوطني للوفد التونسي- بأن كبارا في السن وبعض العاجزين أبوا إلا المشاركة الفعلية وأصروا على الانتساب للقافلة مهماكان الثمن، وتبين بعد أول مرحلة في المسيرة أن ظروفهم لا تسمح بذلك، «تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون.» صدق الله العظيم.
سبحان الله صور الإخلاص والتعلق بالجهاد على أنواعه قولا وفعلا ونشاطا طبيعة إيمانية راسخة في قلوب المؤمنين الصادقين الذين قيل فيهم «ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله….».
فقافلة الصمود العبرة منها:
-النصح لله ولرسوله والصمود على الحق،
-والصمود على المقاومة بأنواعها،
– والصمود على الدعم،
-والصمود على المقاطعة بأنواعها السياسية والاجتماعية والعلمية والرياضية والثقافية، وكلها روافد. تصب في الهدف الواحد، تقوية الجبهة الشعبية للمقاومة، وإضعاف أجنحة المحتل الغاصب.
فالثبات ثم الثبات ليثبت الله أقدامنا وأقوالنا وأفعالنا على الحق إلى أن نلقى الحق.