امرأتان جزائريتان ضحية اعتداء عنصري جديد بفرنسا
تتوالى الاعتداءات العنصرية البغيضة على الجزائريين المقيمين في فرنسا. فبعد سجن موظف بقنصلية الجزائر لدى فرنسا مع اثنين آخرين، تعرضت امرأتان من أصول جزائرية لاعتداء عنصري جديد في مدينة جوين لي تور بإفليم أندر ولوار، وسط صمت مخزي من الجهات الرسمية. وفي مشهد يبعث على القلق ويعري الوجه الخفي لخطاب الكراهية المتنامي في فرنسا، تعرضت […] The post امرأتان جزائريتان ضحية اعتداء عنصري جديد بفرنسا appeared first on الجزائر الجديدة.

تتوالى الاعتداءات العنصرية البغيضة على الجزائريين المقيمين في فرنسا. فبعد سجن موظف بقنصلية الجزائر لدى فرنسا مع اثنين آخرين، تعرضت امرأتان من أصول جزائرية لاعتداء عنصري جديد في مدينة جوين لي تور بإفليم أندر ولوار، وسط صمت مخزي من الجهات الرسمية.
وفي مشهد يبعث على القلق ويعري الوجه الخفي لخطاب الكراهية المتنامي في فرنسا، تعرضت المرأتان لاعتداء عنيف ومهين يكشف عن حجم الحقد المتراكم تجاه الجاليات العربية والمسلمة. الحادثة، التي وقعت بمنطقة جوي لي تور، ليست معزولة، بل تأتي لتؤكد تصاعد موجة الاعتداءات العنصرية التي باتت تضرب الجالية الجزائرية بشكل خاص، في ظل صمت رسمي مريب وتزايد الخطاب التحريضي الذي تغذيه بعض الأطراف السياسية الفرنسية. ومع اتساع دائرة الاستهداف والعنف، تدق الجالية ناقوس الخطر مطالبة بوقف الانحدار نحو مشهد مظلم يهدد القيم الجمهورية التي طالما تباهت بها فرنسا.
وحسب ما كشفت صحيفة France Bleu، فإن المرأتين كانتا على متن سيارتهما في منطقة جوي لي تور لحظة تعرضهما للاعتداء والضرب والإهانة، في مشهد يكشف مدى الحقد الدفين الذي تغذيه الطبقة السياسية الفرنسية عبر التحريض المستمر ونشر خطاب الكراهية ضد العرب والجزائريين خاصةً، وهو ما يشهد تنامياً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.
وبحسب ذات المصدر، فإن المرأتين تحملان الجنسية الفرنسية، ورغم ذلك تم وصفهما من قبل المعتدين بـ”العربيتين القذرتين“، مما أثار موجة من الرعب داخل أوساط الجالية العربية المقيمة في فرنسا، خصوصاً وأنه لم تمر سوى يومين على مقتل شاب مالي مسلم داخل مسجد بلدية “لاغراند كومب” قرب مدينة نيم جنوب شرق فرنسا، حيث كشفت التحقيقات أن الجريمة كانت بدوافع عنصرية مقيتة.
كما أورد المصدر أن المعتدين كانوا ثلاثة أشخاص، هم رجل وزوجته وابنهما، وكانوا على متن سيارة أخرى، حيث تصرفوا بجرأة ودون أي خشية من تطبيق القانون.
وكشفت المصادر ذاتها أن الضحيتين أصيبتا برضوض وكدمات في أنحاء متفرقة من جسديهما، في حين لم تبدِ الجهات الرسمية في باريس أي رد فعل تجاه هذه الجرائم المتكررة، مما يعكس تغافلًا خطيرًا عن تصاعد السياسات العنصرية والاستبدادية الموجهة ضد الجالية الإسلامية بفرنسا.
وأضافت المصادر أن الضحيتين اللتان تعرضا لاعتداء عنصري جديد بفرنسا تحدثتا لوسائل الإعلام عن تنامي مظاهر العنصرية والاعتداءات والإهانات خلال الفترة الأخيرة، مما يستدعي دق ناقوس الخطر وكبح جماح الطبقة السياسية المتطرفة في فرنسا، التي باتت تعتبر التحريض على الجالية المسلمة وسيلة لتبرير فشلها في إدارة المشاكل والأزمات المتلاحقة التي تتخبط فيها باريس، خاصةً في القطاع الاقتصادي الذي يعيش أسوأ حالاته في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع الدين الداخلي والخارجي، وتراجع الهيمنة الاقتصادية الفرنسية على الدول الإفريقية.
وفي ظل هذا التصاعد الخطير لجرائم الكراهية، تجد الجالية الجزائرية والعربية نفسها أمام تحدٍّ مصيري: بين الدفاع عن حقها المشروع في العيش بكرامة وأمان، ومواجهة حملات التحريض الممنهج التي تسعى لشيطنتها. ومع استمرار الصمت الرسمي المثير للريبة، يزداد الإحساس بأن المبادئ التي طالما رفعتها فرنسا من حرية ومساواة وأخوة، أصبحت شعارات جوفاء لا تجد لها مكانًا في واقع يتجه نحو المزيد من الانغلاق والعنصرية. وبينما يترقب الجميع تحركاً فعلياً لوقف هذا النزيف الإنساني، تبقى الجالية صامدة، متمسكة بحقها في العدالة والعيش بسلام داخل مجتمع يُفترض أن يكون عنوانًا للتعددية لا للإقصاء.
The post امرأتان جزائريتان ضحية اعتداء عنصري جديد بفرنسا appeared first on الجزائر الجديدة.