بنجامان ستورا يكشف عن أسرار ملف الذاكرة مع ماكرون
كشف المؤرخ الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، بنجامان ستورا، عن بعض الأسرار التي اشترك فيها مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، منذ ما يناهز العشر سنوات، وهي المبادلات التي بلور من خلالها نزيل قصر الإيليزي، مشروعه بشأن ملف الذاكرة الجزائرية الفرنسية. كما تحدث في سابقة له، عن تعرض مصالح جده للاستهداف من قبل رجالات الثورة التحريرية. وبدأ […] The post بنجامان ستورا يكشف عن أسرار ملف الذاكرة مع ماكرون appeared first on الشروق أونلاين.


كشف المؤرخ الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، بنجامان ستورا، عن بعض الأسرار التي اشترك فيها مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، منذ ما يناهز العشر سنوات، وهي المبادلات التي بلور من خلالها نزيل قصر الإيليزي، مشروعه بشأن ملف الذاكرة الجزائرية الفرنسية. كما تحدث في سابقة له، عن تعرض مصالح جده للاستهداف من قبل رجالات الثورة التحريرية.
وبدأ الرئيس الفرنسي بالتقرب من المؤرخ الذي اشتغل على ملف الذاكرة الجزائرية الفرنسية لمدة خمسة عقود، كما قال ستورا، في “بودكاست” لعب فيه عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز دور الصحافي، أورده المسجد على حسابه في منصة “إكس”. وفيه أفاد ستورا أن الرئيس الفرنسي تقرب منه في سنة 2016، من أجل استشارته كخبير، في كيفية التعاطي مع ملف الذاكرة الجزائرية الفرنسية، الذي يعتبر الأكثر حساسية إلى جانب ملفات أخرى.
ويومها كان الرئيس الفرنسي مجرد مشروع مرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية، وقد زار الجزائر في فبراير 2017 بعد تقديم ملف ترشحه، وفي تلك الزيارة أدلى بتصريح غير مسبوق حول الاستعمار الفرنسي للجزائر، غير أنه لم يلبث أن تراجع عن تلك التصريحات، مباشرة بعد عودته لفرنسا، تحت ضغط اليمين المتطرف والدوائر الحالمة بـ”الجزائر الفرنسية”، حيث اعتبر الاستعمار الفرنسي “جريمة ضد الإنسانية”.
وأوضح المؤرخ الذي يحظى بتقدير لافت من قبل السلطات الجزائرية، وكان قد استقبل من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، أنه قال لماكرون الذي أصبح رئيسا لفرنسا في سنة 2017: “بما أن القصة طويلة للغاية، فيجب أن نتحلى بالصبر”، ويضيف أنه نصحه أيضا باختيار الإشارات الرمزية والذهاب خطوة بخطوة.
وهدف ستورا من وراء سياسة “الخطوة خطوة” إلى إظهار حقيقة الحرب والنظام الاستعماري للمجتمع الفرنسي والأجيال الشابة، وهو أمر انتقده الجزائريون بشدة، واعتبروا ذلك “سياسة تقطير”، في وقت كان الجزائريون يطالبون بالاعتراف وحتى الاعتذار عن الجرائم الفرنسية طيلة 132 سنة، وهو ما لا تزال باريس ترفضه إلى غاية اليوم.
واستنادا إلى شهادة بنجامان ستورا، فإن الرئيس الفرنسي تقبل الاستشارة التي قدمها له، وهو ما كان وراء تكليفه لاحقا بإعداد التقرير حول ذاكرة الاستعمار الفرنسي في الجزائر، في يناير 2021.
وقد حاول بنجامان ستورا أن يقف على مسافة واحدة بين الطرفين الجزائري والفرنسي، وقد نال نصيبه من الانتقاد من الجانبين، لأن الطرف الفرنسي والأمر هنا يتعلق باليمين المتطرف، اعتبره انساق وراء أطروحات جبهة التحرير، فيما انتقده الجزائريون لأنه لم يدع باريس إلى الاعتذار عن جرائمها خلال 132 سنة من استعمار استيطاني مدمر.
ومع ذلك، فقد حرص ستورا وهو يتحدث إلى عميد مسجد باريس، على أن استشارته كانت وراء بعض الخطوات التي أقدم عليها الرئيس الفرنسي بشأن الذاكرة لاحقا، وأشار هنا إلى أنه هو من اقترح على نزيل قصر الإيليزي، اعتراف الدولة الفرنسية بمسؤوليتها في تصفية العديد من رجالات الثورة وبعض مؤيدها من الفرنسيين، خارج القانون.
والإشارة هنا إلى الصفح الذي تقدم به ماكرون باسم الدولة الفرنسية إلى عائلة أستاذ الرياضيات والمناضل من أجل القضية الجزائرية، موريس أودان، والمحامي والمناضل، علي بومنجل، وكذا الشهيد البطل، العربي بن مهيدي، وجميعهم تم تصفيتهم بطريقة وحشية من قبل مظليي جيش الاحتلال الفرنسي، وذلك بعد عقود من الإنكار والتزييف بزعم الانتحار، كما في حالة الشهيد بن مهيدي، كما اقترح أيضا أن تكرم فرنسا ذكرى مولود فرعون بوضع إكليل من الزهور على قبره.
ومن بين مقترحاته التي لم يتم التجاوب معها، يأسف بنيامين ستورا لفشله في قضية محامية الثورة، جيزيل حليمي، وأرجع السبب إلى تجند أبناء “الحركى” وتوقيعهم عريضة ضد قبولها في البانثيون. كما كشف أن الرئيس تبون هو من اقترح عليه إنشاء لجنة للمؤرخين من الجانبين، وهي اللجنة التي قطعت أشواطا، قبل أن تتوقف مباشرة بعد الموقف “غير الودي” من قبل الرئيس الفرنسي، بانحيازه للنظام المغربي في صائفة 2024، في قضية الصحراء الغربية.
وعبر ستورا عن أمله في أن تتمكن اللجنة المختلطة الجزائرية الفرنسية من استئناف عملها، بما يمكن أن تساهم هذه اللجنة في استعادة العلاقات المتوقفة حاليا.
وفي شهادة يفصح عنها لأول مرة، كشف بنجامان ستورا، أنه التقى الوزير الأسبق والقيادي بالولاية الثانية التاريخية، عبد الرزاق بوحارة في سنة 2002، ومازحه الأخير قائلا: “لديّ دين تجاهك عليّ أن أؤديه، لقد حرقت شاحنة جدك في خنشلة في سنة 1956″، علما أن جد بنجامان ستورا كان رئيس بلدية خنشلة إبان الثورة التحريرية.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post بنجامان ستورا يكشف عن أسرار ملف الذاكرة مع ماكرون appeared first on الشروق أونلاين.