تحقيق يكشف كيف وقعت فرنسا في أحضان الكيان الصهيوني
عرضت مجلة “لوموند ديبلوماتيك” الفرنسية إلى تنامي نفوذ اللوبي الصهيوني في فرنسا، وتأثيراته على السياسة الداخلية والخارجية لباريس، والتي ابتعدت بشكل مثير للتساؤلات على الإرث التاريخي الموروث من عهد الجنرال شارل دو غول، الذي أرسى سياسة خارجية متوازنة في عهده. وكشفت المجلة في عددها الصادر في شهر أوت 2025 أن نفوذ اللوبي المؤيد للكيان الصهيوني […] The post تحقيق يكشف كيف وقعت فرنسا في أحضان الكيان الصهيوني appeared first on الجزائر الجديدة.

عرضت مجلة “لوموند ديبلوماتيك” الفرنسية إلى تنامي نفوذ اللوبي الصهيوني في فرنسا، وتأثيراته على السياسة الداخلية والخارجية لباريس، والتي ابتعدت بشكل مثير للتساؤلات على الإرث التاريخي الموروث من عهد الجنرال شارل دو غول، الذي أرسى سياسة خارجية متوازنة في عهده.
وكشفت المجلة في عددها الصادر في شهر أوت 2025 أن نفوذ اللوبي المؤيد للكيان الصهيوني داخل فرنسا، أصبح له تأثير واسع على مختلف مستويات القرار السياسي، والإعلامي، والدبلوماسي، وتحدث عما وصفه “التحوّل الجذري في وجهة السياسة الفرنسية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي”.
وشرح التقرير كيف تحول نفوذ اللوبي الصهيوني في فرنسا إلى قوة شبه موازية للسلطة الرسمية، تسهم في صياغة المواقف السياسية، وترسم الخطاب الإعلامي، وتُقصي الأصوات المخالفة، وكشف أن الاعتراف الفرنسي المرتقب بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، جاء متأخراً جداً، بعد أن تجاوزت 148 دولة هذه الخطوة منذ سنوات، بسبب ما أسماه التقرير بـ”الفيتو غير المعلن”، الذي يمارسه اللوبي الصهيوني على القرار الفرنسي منذ عقدين.
وتحدث تحقيق “لوموند ديبلوماتيك” على الدور المحوري للإعلام الفرنسي اليميني والمحافظ، مثل قنوات CNews وBFMTV وLCI، التي تحولت، وفق التقرير، إلى منابر للترويج لخطاب تل أبيب الرسمي، وشيطنة الرواية الفلسطينية، وتشويه كل من يحاول تقديم سردية بديلة.
وتوقف التحقيق عند بعض الأسماء الشوفينية التي تدافع عن الكيان الصهيوني بقوة في الإعلام الفرنسي، ومن أبرزها برنارد هنري ليفي، وفرانز أوليفيي جيزبار، ولورنس فيراري، وهؤلاء كلهم تلقوا تكريما من مؤسسات صهيونية تقديرا لدفاعهم المستميت عن جي الكيان الصهيوني، حتى خلال الحروب على غزة.
وإلى وقت قريب، يقول التحقيق، كانت فرنسا حليفا قويا للقضية الفلسطينية، من دعم شارل ديغول لمقاومة الاحتلال الصهيوني، إلى زيارة جاك شيراك الشهيرة للقدس عام 1996، وصولاً إلى خطاب وزير الخارجية الأسبق، دومينيك دوفيلبان ضد غزو العراق في العام 2003.
غير أن هذا الإرث تغير بعد عودة فرنسا إلى حلف الناتو عام 2007، في عهد نيكولا ساركوزي، لتصبح جزءاً من الكتلة الغربية التي تتبنى الموقف الأمريكي بالكامل من قضايا الشرق الأوسط، ما أدى إلى اختفاء أي سياسة فرنسية مستقلة تجاه العالم العربي، كما كان الحال في السابق.
ويتوقف التحقيق كيف تم تحويل مفهوم “معاداة السامية” إلى سلاح أيديولوجي يُستخدم لإسكات كل من يجرؤ على انتقاد الكيان الصهيوني، حتى لو كان من داخل المجتمع اليهودي نفسه، كما تحدث التحقيق عن الدور الذي تلعبه بعض الشخصيات الإعلامية والفكرية الفرنسية في إنتاج خطاب زائف يحاول إقناع الجمهور الفرنسي بأن الفرنسيين والصهاينة يواجهون عدوا مشتركا.
وعكس ما يعتقده الكثير من المراقبين، فإن نفوذ اللوبي المؤيد للكيان الصهيوني يمتد حتى إلى تياري الوسط واليسار ولا يتوقف عند اليمين واليمين المتطرف، في صورة صوفيا آرام العاملة بإذاعة فرانس إنتر، وفيليب فال مدير شارلي إيبدو سابقا، ورافائيل إنثوفن مؤسس مجلة فران-تيرور، وحسن شلغومي (الإمام المثير للجدل)، وأمين خاتمي مؤسس “الربيع الجمهوري”. وبالإضافة إلى ذلك، ذكر التحقيق أسماء بعض المؤرخين من أمثال فريديريك إنسيل، وجورج بن سوسان، فيما يتم إقصاء أصوات معتدلة أو ناقدة مثل باسكال بونيفاس وألان غريش.
علي. ب
The post تحقيق يكشف كيف وقعت فرنسا في أحضان الكيان الصهيوني appeared first on الجزائر الجديدة.