ترامب يعود إلى الخليج: شراكة اقتصادية استراتيجية وصفقات ضخمة تعزز العلاقات الأميركية-الخليجية

في زيارة وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتاريخية، بدأت جولته الخليجية اليوم الثلاثاء، والتي تستمر أربعة أيام وتشمل السعودية، قطر، والإمارات.

وهي أول زيارة خارجية له منذ عودته إلى البيت الأبيض في جانفي الماضي، على الرغم من الطابع الرسمي للزيارة، إلا أن البُعد الاقتصادي والاستثماري يهيمن بشكل واضح على أجندتها، مما يثير تساؤلات حول دور المصالح الاقتصادية في السياسة الخارجية الأميركية.

اتفاقيات استراتيجية وتعاون دفاعي غير مسبوق

في العاصمة الرياض، وقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس ترامب وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين، التي تشمل التزامًا تاريخيًا من المملكة باستثمار 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي.

كما تم توقيع أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ بين الولايات المتحدة والسعودية، تقدر قيمتها بنحو 142 مليار دولار، وتشمل تزويد السعودية بمعدات وخدمات حربية متطورة من أكثر من 12 شركة دفاعية أميركية.

وأوضحت مصادر رسمية أن هذه الصفقة تتضمن استثمارًا ضخمًا في الدفاع والأمن للسعودية، حيث سيعتمد الجيش السعودي على الأنظمة والتدريب الأمريكي، بالإضافة إلى دعم مكثف لبناء قدرات القوات المسلحة السعودية.

زيارة مليئة باللقاءات الاقتصادية والقيادات السعودية

وصل ترامب إلى الرياض حيث استقبله الأمير محمد بن سلمان في مطار الملك خالد، ثم انتقل إلى قصر اليمامة، حيث جرت جلسات مباحثات تناولت قضايا سياسية واقتصادية، وسط حضور نحو 40 من القيادات السعودية في مجالات الاقتصاد، السياسة، والأمن.

وقد شهدت الزيارة أيضًا لقاءات مع كبار رجال الأعمال الأميركيين، ومن بينهم الملياردير إيلون ماسك.

الجولة الخليجية: تعزيز الشراكات الاقتصادية والتكنولوجية

تأتي الزيارة في وقت تسعى فيه دول الخليج إلى تعزيز شراكاتها مع الولايات المتحدة في مجالات متعددة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة.

ويرافق ترامب وفد رفيع يضم وزراء الدفاع، الخارجية، والخزانة، بالإضافة إلى ممثلين عن كبرى الشركات الأميركية.

وقد وصف ترامب الجولة بـ”التاريخية”، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ودول الخليج في المستقبل القريب.

التوسع الاقتصادي لمؤسسة ترامب في الخليج

تتزامن زيارة ترامب مع توسع لافت لأعمال “مؤسسة ترامب” في المنطقة، حيث تم توقيع صفقة تطوير عقاري فاخر في قطر، بينما تم الكشف عن ناطحة سحاب تابعة للمؤسسة في دبي بقيمة مليار دولار، يمكن شراء وحداتها بالعملات المشفرة. كما أعلنت المؤسسة عن مشروع مشترك في سلطنة عمان يتعلق بالعقارات والرياضة، تبلغ قيمته 4 مليارات دولار.

وتوزع أصول المؤسسة بين مشاريع في مختلف أنحاء المنطقة، من بينها ملعب ترامب الدولي للغولف في دبي وبرج مرتقب في جدة.

جدول الزيارة ومشاركة قادة الخليج

برنامج زيارة ترامب يتضمن اجتماعات مع قادة مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مراسم استقبال رسمية وزيارة لموقع الطريف التاريخي المصنّف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. كما سيختتم ترامب زيارته للعاصمة السعودية بعشاء رسمي مع ولي العهد السعودي.

بعد السعودية، يزور ترامب قطر يوم الأربعاء ثم الإمارات الخميس.

وتشير التوقعات إلى إعلان استثمارات مشتركة ضخمة بين دول الخليج والولايات المتحدة، مع تأكيد السعودية سابقًا على التزامها بضخ 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي خلال السنوات الأربع المقبلة.

ظهرت المقالة ترامب يعود إلى الخليج: شراكة اقتصادية استراتيجية وصفقات ضخمة تعزز العلاقات الأميركية-الخليجية أولاً على الحياة.