جيل ينهار بصمت… الإدمان الإلكتروني يغتال القيم في البيوت والمدارس

إنجاز: أ.كريمة علي عشيري/

مفتتح بين يدي الملف: 
لم يعد الإدمان الإلكتروني حالةً فردية، بل غدا ظاهرةً متفشية تهدد بنية الأسرة، وتُضعف شخصية الأبناء، وتربك منظومة القيم في مجتمعاتنا. لقد غزا العالم الرقمي تفاصيل حياتنا اليومية، واخترق خصوصياتنا عبر الهاتف، والحاسوب، وشبكات التواصل، حتى صار الطفل لا ينفصل عن جهازه، والمراهق يعيش داخل شاشته أكثر مما يعيش في بيته. هذا الملف الخاص الذي بين أيديكم، يحاول تسليط الضوء على هذه الظاهرة المركّبة، من خلال مساهمات علمية ميدانية كتبها أساتذة ومختصون جزائريون في علم النفس والتربية، أضاءوا فيها المفاهيم، وحلّلوا الأسباب، وشرحوا الآثار، واقترحوا حلولًا واقعية تنطلق من الأسرة والمدرسة إلى المجتمع. إنه صوت إنذار تربوي هادئ، لكنه عميق، يدعو إلى أن نعيد النظر في علاقتنا بالتقنية، وننتقل من “الاستهلاك السلبي” إلى “الوعي الرقمي الرشيد”، حتى لا نُسلّم أبناءنا لأجهزة تسرق أرواحهم ونحن نغفل عن ذلك. نسأل الله أن ينفع بهذا الجهد، ويجعل فيه بصمة خير في زمن طغى فيه صدى الشاشات على صوت التربية والمروءة والإيمان.