بين الهاتف والهاوية… كيف غرق أبناؤنا؟

أ . كريمة عشيري*/ في وقتٍ لم يعد فيه الهاتف الذكي وسيلة ترفيه فقط، بل أصبح شريكًا دائمًا في الجيب، بات الأطفال والمراهقون يغرقون في عوالم رقمية بديلة، ويبتعدون شيئًا فشيئًا عن دفء الأسرة، وروح العبادة، وحيوية الواقع. تسارع الإيقاع الرقمي، وغفلة كثير من الأولياء، وانشغال المؤسسات التربوية عن أداء دورها، جعل من الإدمان الإلكتروني …

أغسطس 11, 2025 - 14:31
 0
بين الهاتف والهاوية… كيف غرق أبناؤنا؟

أ . كريمة عشيري*/

في وقتٍ لم يعد فيه الهاتف الذكي وسيلة ترفيه فقط، بل أصبح شريكًا دائمًا في الجيب، بات الأطفال والمراهقون يغرقون في عوالم رقمية بديلة، ويبتعدون شيئًا فشيئًا عن دفء الأسرة، وروح العبادة، وحيوية الواقع.
تسارع الإيقاع الرقمي، وغفلة كثير من الأولياء، وانشغال المؤسسات التربوية عن أداء دورها، جعل من الإدمان الإلكتروني ظاهرة صامتة تتغذى من الفراغ واللاوعي، وتفتك يومًا بعد يوم بأبناء هذا الجيل.
أمام هذا المشهد المقلق، كان لزامًا علينا أن نطرح الأسئلة الصعبة:
كيف وصلنا إلى هذا الحد؟ من يتحمل المسؤولية؟ وكيف ننقذ أبناءنا قبل فوات الأوان؟
في هذا التحقيق، نستعرض شهادات من الواقع، ونستأنس برأي المختصين، لنكشف الستار عن ظاهرة أصبحت اليوم أخطر مما نتصور.

صرخة أرقام: الإدمان لم يعد وهمًا!
تشير دراسة عالمية حديثة إلى أن ما بين 6% و10% من مستخدمي الإنترنت حول العالم يُعانون من إدمان حقيقي، وتصل النسبة إلى 41.8% بين طلبة الجامعات، وهي الفئة الأخطر والأكثر تأثرًا.
أما في المنطقة العربية، فقد كشفت دراسة حديثة أن 74% من الشباب العرب يجدون صعوبة في الابتعاد عن وسائل التواصل، وأن 61% منهم يشعرون بأن الاستخدام المفرط يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.
وفي الخليج العربي، وصلت معدلات الإدمان إلى 33%، بمعدلات أعلى بين الإناث، بنسبة 48%، مقارنة بالذكور، بنسبة 24%.
هذه الأرقام لا تعني شيئًا إن لم تدفعنا جميعًا للوقوف بجدّية أمام هذه الظاهرة، واعتبارها قضية تربوية أسرية واجتماعية عاجلة!
ما هو الإدمان الإلكتروني؟ اختطاف صامت للعقل والروح
لم يعد الطفل بحاجة إلى أن يخرج من المنزل كي يلهو أو يتعلم أو يستكشف… يكفيه جهاز صغير بيده، وعالم لا يُغلق، يأخذه إلى أي مكان في ثوانٍ. لكن هل بقيت هذه النعمة نعمة؟
يرى الدكتور عبد الغني حوبة أن الإدمان الإلكتروني ليس مجرد عادة سيئة، بل حالة اختطاف متكاملة للعقل والقلب والروح. وهو يشرح أن هناك ثلاثة أبعاد لهذا الإدمان:
• نفسيًا: هو حالة من التعلّق المرضي الذي يشعر فيه الطفل أو المراهق بأنه لا يستطيع العيش دون هاتفه.
• سلوكيًا: تكرار قهري لاستخدام الأجهزة دون حاجة فعلية، مع فقدان القدرة على التوقف.
• تشخيصيًا: اضطراب نفسي وسلوكي، معترف به من منظمات الصحة العالمية، وقد يتطور إلى مراحل خطيرة مثل الاكتئاب، العزلة، أو حتى الانتحار.
ويضيف الدكتور بحزم: “إذا تم تقنين استخدام الأجهزة ظهرت أعراض الانسحاب من قلق وتوتر، وربما انتحر أو قتل أحد والديه!”
من جهته، يختصر الأستاذ رحماني إسماعيل تعريف الإدمان الإلكتروني بقوله: “هو الاستعمال المُفرط وغير الواعي للأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف والألعاب والإنترنت، بحيث يسيطر على وقت الطفل ويُغيّبه عن الواقع.”
أما الأستاذ نابي الطاهر فيعتبره: “الاعتماد المفرط على استخدام الأجهزة، بحيث تصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الفرد اليومية، يصعب عليه التحكم بها أو الاستغناء عنها رغم الأضرار.”
إذن نحن لا نتحدث عن ترفيه، بل عن عالم موازٍ يجذب أبناءنا إليه بقوة، حتى يُفقدهم التفاعل الإنساني، ويفرغهم من مشاعرهم، ويحوّلهم إلى أجساد تتنفس بلا حياة، وقلوب تخفق لهواتفها أكثر من والديها!

من يُشعل النار؟ الأسباب العميقة وراء الانهيار
حين يتحوّل الجهاز الذكي إلى حضن بديل، ويصبح العالم الافتراضي أكثر راحة من الأسرة… فهناك خلل عميق يجب أن يُعالَج.
الدكتور عبد الغني حوبة يرى أن الإدمان عرض لمرض داخلي أعمق:
“سببُه الفراغ الروحي والفكري، وغياب المرافقة والقدوة. فيهرب الطفل إلى تسلية المواقع، هاربًا من واقعٍ يُربكه.”
أما الأستاذ نابي الطاهر، فيسجّل الأسباب التالية:
• غياب الرقابة الأسرية.
• انشغال الوالدين عن الأبناء.
• عدم توفر بدائل واقعية ترفيهية وتعليمية.
ويعلّق: “الطفل لا يجد من يصغي له أو يُشعره بقيمته، فيجد في الهاتف صديقًا لا يلومه.”
الأستاذ رحماني إسماعيل يلفت إلى عوامل مجتمعية:
• السعي وراء الماديات.
• الإنترنت السهل والرخيص.
• ضعف الدور التربوي للمساجد والمدارس.
ويختصر: “حين يُترك الطفل بلا هدف ولا قدوة… فالهاتف يغويه ويأسره.”
في النهاية، ليس الطفل هو المتهم هنا… بل غيابنا عنه، وانشغالنا بما نظنه أولويات، بينما هو يضيع، بصمت.

آثار الإدمان… حين يفقد الطفل روحه
الإدمان الإلكتروني ليس مجرّد عادة سيئة أو وقت ضائع… بل هو سمّ رقمي يتسرّب ببطء إلى روح الطفل أو المراهق، فيعزله عن أسرته، يضعف تواصله، ويشوّه نظرته لنفسه وللحياة.
من وجهة نظر الدكتور عبد الغني حوبة، فإن الآثار التي يخلّفها هذا الإدمان عميقة ومخيفة: “القلق، الاكتئاب، اضطرابات النوم، سرعة الغضب والانفعال، فقدان التركيز، تدنّي التحصيل الدراسي، ضعف الثقة بالنفس، انسحاب اجتماعي حادّ… وقد يصل الأمر إلى الانتحار أو قتل أحد الوالدين عند منعه من الجهاز!”
ويضيف: “لقد أصبحنا نرى تدهورًا في العلاقات الأسرية، تفككًا حواريًا داخل البيت، تمردًا لدى الأبناء… الإدمان يسحب الطفل من العالم الواقعي إلى سجن العالم الافتراضي، فلا يعود يعرف نفسه، ولا يعترف بأهله.”
الأستاذ نابي الطاهر يوافقه الطرح، ويضيف: “الإدمان يخلّف حالة من التبلد العاطفي، والعزلة عن الأصدقاء، والسلوك العدواني عند الحرمان من الشاشة. كما يُضعف مهارات الطفل التواصلية، ويزيد من توتره الداخلي وانفعاله السريع.”
أما الأستاذ رحماني إسماعيل فقد اختصر المشهد بكلمات موجعة: “طفلٌ لا يرضى بشخصيته… يريد أن يتقمّص غيره. لا يعرف كيف يتحدث، ولا يرضى بواقعه. هذه نتائج طبيعية لطفل أُهمل وسُلّم جهازًا بدل أن يُسلّم قلبًا يُربّيه.”

شهادات من الميدان… الواقع أبلغ من الكلمات
أب في الأربعينيات من أحد أحياء العاصمة: “لاحظت أن ابني البكر تغيّر تمامًا بعد سن 13، أصبح حاد الطباع، لا يُصلّي، يرفض الحوار، كل وقته بين تيك توك ويوتيوب. جرّبت قطع الإنترنت، فثار كالمجنون! اضطررت لعرضه على مرشد ديني وأخصائي نفسي… ولم أتوقف عن اصطحابه للمسجد كل فجر. اليوم، عمره 17 سنة، الحمد لله تغيّر، وعاد للمدرسة والتحق بفريق كاراتيه.”
أم ماكثة بالبيت من إحدى الولايات الداخلية: “طفلتي ذات التسع سنوات كانت تمضي أكثر من 5 ساعات على الجهاز اللوحي. لم تعد تحب اللعب، ولا الدراسة، ولا حتى الأكل معنا. بدأتُ بتقليل الشاشة بالتدريج، واستبدلتها بحصص رسم وقصص مطبوعة، وعوّدتُها على ساعة للمطالعة. استعنت بمعلمة خاصة تعزز ثقتها بنفسها. اليوم هي الأولى في قسمها.”
شهادة أستاذ في متوسطة بمدينة سطيف: “بعض التلاميذ لا يحفظون آية من القرآن، لكنهم يحفظون أسماء لاعبي الألعاب الإلكترونية وقنوات اليوتيوب! نعيش مأساة حقيقية، والمطلوب منا نحن المعلّمين أن نُبدع في طرق الجذب، ونُشرك الأهل في خطة التغيير.”
شهادة فتاة مراهقة (16 سنة): “أدمنت هاتف أختي التي تركته لي مؤقتًا، ومنه دخلت إلى عالم غريب من المقاطع والتعليقات… بدأتُ أنعزل، أضيع وقتي، وأنفر من عائلتي. في يومٍ ما فقدت أعزّ صديقة بسبب منشور سخيف! بكيت كثيرًا… وقررت حذف التطبيقات. اليوم، أنا أقرأ رواية كل أسبوع، وعُدت أشارك في أنشطة مسجدية.”

كيف نُنقذ أبناءنا؟
❝ليس الهاتف من ربّى أبناءنا… بل غيابنا من فتح له الباب!
الإدمان لا ينمو إلا من فراغٍ في القلب والعقل والعاطفة.❞
يرى الدكتور حوبة أن الحل يبدأ من الوعي والوقاية:
• تنظيم وقت الشاشة.
• منع الأجهزة في غرفة النوم أو قبل النوم بساعتين.
• إدخال بدائل مشوقة: مكتبة، نزهة، أنشطة واقعية.
• استشارة أخصائي عند الحاجة.
الأستاذ نابي يضيف: “الحل ليس في المنع فقط، بل في المرافقة والتوجيه. حين يشعر الطفل أن العالم الحقيقي ممتع، سيترك الافتراضي بإرادته.”
أما الأستاذ رحماني فيشدّد: “لا تلبية لكل رغبة. لا هاتف لكل لحظة. التربية تعني أن نقول (لا) في الوقت المناسب.”

من الميدان.. شهادات واقعية وجديدة..
شهادة أم موظفة: “بنتي في 16 سنة، بدأت باستخدام الهاتف بتعقل، ثم فجأة في العطلة أصبحت مدمنة عليه. تسهر، لا تصلي، تنهض متأخرة… ثم صُدمت أنها على علاقة بشاب. كسرت الهاتف وضربتها، لكن تحوّلت فجأة! كرهتني، واتهمتني عند أبيها لأنتقم منها! الحمد لله أن والدها كان عاقلًا، عرضناها على أخصائية نفسية، واليوم رجعت إلينا، رجعت إلى حلقة القرآن.”
شهادة معلّم ابتدائي: “أرى تلاميذي ينامون في القسم، لا انتباه، لا تركيز، ولا رغبة في التعلم. كل همّهم الهاتف، ألعاب الفيديو، وتطبيقات تافهة. صاروا عنيفين، ردودهم وقحة أحيانًا. لم نكن نرى هذا الجيل من قبل!”
 شهادة أخصائية نفسية (د. مريم حواس) عن حالة طفل: “آدم، 9 سنوات، انغمس في العالم الرقمي إلى درجة العزلة، العدوانية، تراجع الدراسة، اضطرابات النوم، وانفصال عن الواقع. تعالج حاليًا بجلسات معرفية سلوكية وخطة تربوية أسرية صارمة، بعد أن فقد والداه السيطرة.”
الحل ليس في “المنع”، بل في “البديل”. الطفل لا يتخلى عن الهاتف إلا عندما نعطيه ما هو أجمل منه… حوارًا، حضنًا، رحلة، مسجدًا، نشاطًا، ومرافقة واعية. وحين نُعطي أبناءنا وقتنا… يعيدون لنا أنفسهم.

حين يتحرك المجتمع… مبادرات واعدة
رغم الواقع الرقمي الجارف، إلا أن في المجتمع الجزائري بُؤرَ ضوءٍ ومبادرات محلية تحاول أن تَسحب أبناءنا من قبضة الإدمان، وتعيد لهم توازنهم النفسي والتربوي.
مبادرات مدرسية: في بعض المدارس النموذجية بعدة ولايات من الوطن، أُطلقت تجربة برامج بعنوان “ساعة بلا شاشة”، تُخصّص فيها ساعة أسبوعيًا للأنشطة اليدوية، المسرح، المطالعة الجماعية، والرسم، وقد شهد المربّون أثرها الإيجابي في تحسين تفاعل التلاميذ مع زملائهم وتخفيف التعلق المرضي بالشاشات.
المساجد كحصن تربوي: العديد من المساجد باتت تُخصص حصصًا تثقيفية للأطفال والمراهقين بعنوان: “القرآن أقرب إليك من الهاتف”، تُقدم فيها مسابقات، وورشات فنية، ولقاءات مع مشايخ وأطباء نفسيين، لتعزيز الهوية والقيم الدينية لدى النشء.

الجمعيات الأهلية: عدة جمعيات شبابية أطلقت مبادرات ميدانية منها:
• نوادٍ لتعليم المهارات اليدوية والحرف البسيطة للأطفال.
• مخيمات صيفية خالية من الإنترنت.
• قوافل توعوية للأولياء حول مخاطر الإدمان الرقمي.
أخصائيون في الواجهة: تزايدت الصفحات التوعوية على فيسبوك وإنستغرام لأخصائيين نفسيين جزائريين يُقدّمون نصائح عملية ومتابعة مجانية عن بُعد للأسر. بعضهم يُنظم لقاءات دورية مع الأولياء حول كيفية التعامل مع المراهق المدمن بطريقة تربوية لا تترك أثرًا سلبيًا في العلاقة الأسرية.
من داخل البيوت: في بعض العائلات، بادر الآباء إلى تخصيص “يوم عائلي بلا شاشة” كل أسبوع، فيه يُمنع الهاتف تمامًا، ويُستبدل بخرجة جماعية، أو لعب تقليدي، أو زيارة رحم. وقد لاحظ كثير منهم أثرًا إيجابيًا على سلوك الأطفال ونفسياتهم.
المجتمع لا يزال حيًا… وإذا تضافرت جهود المعلمين، والأئمة، والأخصائيين، والأولياء، وأصحاب المبادرات، يمكن أن نُعيد لأبنائنا طفولتهم، ونجعل من التقنية وسيلة تعلّم لا وسيلة هروب.

من قلب الفيسبوك… وجع مجتمع
لم تكن استجابات المربين والآباء على منصات التواصل أقلّ حرارة من شهادات المختصين. فور نشرنا نداءً للمشاركة في تحقيق حول الإدمان الإلكتروني، تهاطلت التعليقات، واختلفت التجارب، لكنّها جميعًا عبّرت عن وجع مشترك…
أم من قسنطينة تكتب: “بنتي كانت متفوقة في دراستها، لكن منذ عامين تغيّر كل شيء… هاتفها صار عالمها، تعلّقت بشخص غريب عبر الإنستغرام، وبدأت تنعزل وتكذب وتُهمل صلاتها… أنا الآن في حرب داخل بيتي.”
معلم ابتدائي (سليم. ج) من تيارت علق قائلاً: “والله تلاميذ في سنّ السابعة صاروا يقلّدون شخصيات من تيك توك، لا يعرفون كيف يتحدثون جملة مفيدة، لكن يحفظون مقاطع رقص وفكاهة فارغة!”
أستاذة متوسط (نورة. ع) من بجاية علّقت: “أغلب مشاكل التركيز والشرود داخل القسم مصدرها الإفراط في استعمال الهاتف، الطفل صار لا يطيق الجلوس خمس دقائق دون شاشة.”
شاب جامعي من الأغواط كتب: “أنا شخصيًا صرت مدمن هاتف. جربت يومًا أن أتركه 24 ساعة فقط… شعرت باكتئاب وفراغ مرعب. المشكلة أنني أعلم أضراره، لكن لا أقاوم.”
مربية في روضة خاصة أضافت: “أطفال في سنّ الرابعة والخامسة لا يستطيعون اللعب جماعيًا، أو حتى فتح حوار بسيط… كل واحد يعيش في فقاعته الرقمية!”

ما الذي نستنتجه من هذه الآراء؟
• أن الإدمان لم يعد حالة فردية بل أصبح ظاهرة اجتماعية تهدّد البنية الثقافية والعاطفية للأسرة.
• أن الوعي بالمشكلة موجود… لكن غياب البدائل الواقعية والقدوة الراشدة يُبقي المجتمع في دائرة العجز.
• أن التقنية ليست شرًّا في ذاتها، بل تحتاج فقط إلى ضبط ومرافقة وتدرّج في التعليم.

كلمة أخيرة… من البيت تبدأ المعركة
الإدمان ليس لعنة، بل نتيجة لتقصيرنا.
أبناؤنا لا يحتاجون جهازًا جديدًا… بل حوارًا، حضنًا، قدوة، ووقتًا حقيقيًا نعيشه معهم.
لن يكفي أن نلومهم، بل يجب أن نغيّر أنفسنا.
أن نغلق الشاشات لنفتح القلوب، وأن نتواصل لنفهم لا لنراقب فقط.
الإجابة تبدأ من داخل كل بيت… من قلب كل أم وكل أب.

* باحثة في العلوم الشرعية