دعوات أم استدعاءات ترامب؟

في تاريخ رؤساء أمريكا نماذج من الزعماء لا يمكن أن ينساهم الناس، ليس بأفكارهم وسياساتهم وإنما بظروف حكمهم وبجنون العظمة فيهم، من فرانكلين روزفلت الذي حكم أقوى بلد في العالم من كرسي متحرك، بعد أن أصيب بالشلل سنة 1921، إلى بطل أفلام الويسترن رونالد ريغن، وبأب رئيس بدأ حربا على عراق التاريخ، وأنهاها ابنه الرئيس […] The post دعوات أم استدعاءات ترامب؟ appeared first on الشروق أونلاين.

يوليو 14, 2025 - 19:25
 0
دعوات أم استدعاءات ترامب؟

في تاريخ رؤساء أمريكا نماذج من الزعماء لا يمكن أن ينساهم الناس، ليس بأفكارهم وسياساتهم وإنما بظروف حكمهم وبجنون العظمة فيهم، من فرانكلين روزفلت الذي حكم أقوى بلد في العالم من كرسي متحرك، بعد أن أصيب بالشلل سنة 1921، إلى بطل أفلام الويسترن رونالد ريغن، وبأب رئيس بدأ حربا على عراق التاريخ، وأنهاها ابنه الرئيس بشنق حاكم العراق، ومرورا بأول أمريكي من أصول إفريقية، باراك أوباما، وانتهاء بهذا الرئيس غريب الأطوار دونالد ترامب، الذي لا تفصله عن سن الثمانين سوى عشرة أشهر، ومع ذلك لا يتوقف عن ممارسة ثورة “الزهايمر” على بقية رؤساء العالم، ظنا منه بأنه مالك البلاد والعباد، أينما أينعت رؤوسا، ظن بأنه المكلف الوحيد والمأمور من السماء، بقطافها.
تشعر أحيانا بأنّ ترامب عندما يلتقي بعض الرؤساء حتى من أوربا، وكأنه يتسلى، بل إنه فعلا يمضي وقتا مرحا لا سياسة فيه ولا اقتصاد، مجرد ساديةٍ غريبة يمارسها على ضيفه، وحتى على مضيفه، ويصرّ على أن يأخذ صورة تذكيرية وليس تذكارية، جالسا على عرشه، والرؤساء واقفون، كما كان حاله مع قادة دول إفريقية، استدعاهم إلى واشنطن، وكان يسألهم عن هويتهم، ويُشعرهم بانزعاجه من وجودهم إلى جانبه، فاختلطت وجوههم على رجل الثمانين.
الرجل الذي لا مهمة له سوى جمع الأموال، أفهم الرؤساء الضعاف بضرورة التقوّي بالثروات الباطنية، فقد يولّي وجهه نحوهم قريبا، لجمع ما يمكن جمعه من أموال، حتى لا يبقى الخليج العربي “مصرفه” الوحيد.
الغريب أن هناك دولا من التي سلّمت رقابها قبل أن يعرفها الرئيس الأمريكي أصلا، تنتظر الاستدعاء وتتمناه اليوم قبل غد، من أجل أن ينضمَّ رئيسها أو ملكها إلى صف المازوشيين الذين لا تحلو الحياة في أعينهم إلا بوجه أسود في بيت أبيض أمام رئيس يمارس لعبة التفرّج على الغير والاستهزاء به.
سمعنا مغربيا، اعتبر نفسه “محللا سياسيا”، يقول بكثير من الشغف إن الضيف القادم للبيت الأبيض، هو ملك مراكش محمد السادس، واعتبرها فرصة لأن يشتكي الملك جارته الجزائر، للرئيس الذي يمثل بالنسبة للمملكة السند بتغريداته التي تلوِّن لهم الخرائط كيفما شاءوا، ويذهب هذا “المحلل” إلى آفاق ذل ومازوشية غريبة عندما يقول: إن الملك سيقدّم عرض حال بالتفصيل المملّ للرئيس الأمريكي عن كيفية تطبيق كل أوامر التطبيع مع الزيادة.
اختلف الأمريكيون من فنانين وسياسيين وعامة الشعب في وصف صورة رئيسهم وهو يتابع كلمات رؤساء الدول الإفريقية في قمة شروده، فيطلب من هذا أن لا يطيل، ويسأل الثاني أين تعلم اللغة الإنجليزية؟ بين من وصف المشهد بالأستاذ والتلاميذ، أو بابا نويل وأطفال القرية أو الشاطر والبلهاء، وفي الحقيقة نحن أمام ظاهرة علاقات دولية لا استعباد فيها ولا استعمار فقط، وإنما سخرية واستهزاء بالأمم والشعوب من بيض وسود وصُفر وحُمر.. عفوا الحُمر أبادهم أجدادُ ترامب منذ قرون.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post دعوات أم استدعاءات ترامب؟ appeared first on الشروق أونلاين.