رفع الستار عن فعاليات الدورة 14 من مهرجان بجاية الدولي للمسرح
رفع الستار ، سهرة الجمعة 10 أكتوبر 2025، بالمسرح الجهوي عبد المالك بوڨرموح على فعاليات مهرجان بجاية الدولي للمسرح في طبعته الرابعة عشرة (14)، تحت شعار “إفريقيا للأفارقة” وسط أجواء احتفالية مفعمة بالحيوية والإبداع، لتتحول عاصمة الحماديين إلى فضاء يلتقي فيه المسرحيون من مختلف أنحاء العالم. تمتد هذه الدورة من العاشر إلى السابع عشر من […] The post رفع الستار عن فعاليات الدورة 14 من مهرجان بجاية الدولي للمسرح appeared first on الجزائر الجديدة.

رفع الستار ، سهرة الجمعة 10 أكتوبر 2025، بالمسرح الجهوي عبد المالك بوڨرموح على فعاليات مهرجان بجاية الدولي للمسرح في طبعته الرابعة عشرة (14)، تحت شعار “إفريقيا للأفارقة” وسط أجواء احتفالية مفعمة بالحيوية والإبداع، لتتحول عاصمة الحماديين إلى فضاء يلتقي فيه المسرحيون من مختلف أنحاء العالم. تمتد هذه الدورة من العاشر إلى السابع عشر من أكتوبر بمشاركة ثماني دول تقدم عروضاً مسرحية مختارة بعناية، تمثل مدارس وأساليب متنوعة في الأداء والإخراج، ما يمنح المهرجان طابعاً دولياً غنياً بالتجارب والرؤى
حضر حفل الافتتاح جمهور واسع من عشاق الخشبة الذين توافدوا لمتابعة هذا الحدث الثقافي البارز، الذي أصبح محطة سنوية ينتظرها الفنانون والجمهور على حد سواء. وكرّمت إدارة المهرجان خلال الحفل الفنان المسرحي مصطفى عياد، اعترافاً بعطائه وإسهاماته في ترسيخ الفن المسرحي الجزائري.
بهذا الافتتاح المميز، تؤكد بجاية مجدداً مكانتها كعاصمة للفن والإبداع، وملتقى للمسرحيين العرب والأجانب، حيث يجتمع فيها شغف الخشبة بنبض الحياة لتبقى المدينة منارة مضيئة في المشهد الثقافي الجزائري والعربي.
أعرب محافظ المهرجان الدولي للمسرح ببجاية في كلمته الترحيبيةعن سعادته الكبيرة بتزامن افتتاح هذه التظاهرة مع الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، متمنياً أن يكون سلاماً دائماً يعم ربوع فلسطين. وأوضح أن المحافظة حرصت هذا العام على أن تكون إفريقيا حاضرة بقوة في فعاليات المهرجان، من خلال تنظيم ملتقى علمي على مدار يومين تحت عنوان “اللغات الشعبية في المسرح الإفريقي”، مؤكداً أن الهدف من هذه المبادرة هو تعزيز جسور التواصل والتعارف الحقيقي بين أبناء القارة وجهاً لوجه، بعيداً عن القراءات التقليدية التي كانت تُقدَّم عبر الموشور الاستعماري القديم.
المسرح فضاء للتلاقي الثقافي والحوار الإنساني
وخلال حفل الافتتاح، ألقى إسماعيل إنزارن، المدير المركزي بوزارة الثقافة والفنون، كلمة الوزيرة الدكتورة مليكة بن دودة، التي أكدت فيها أن مهرجان بجاية الدولي للمسرح يشكل فضاءً للتلاقي الثقافي والحوار الإنساني، واحتفاءً بالمسرح كفن يجسد الوعي والحرية ويعبر عن قضايا الإنسان والمجتمع. وأشارت إلى أن هذه الطبعة، التي تحتفي بإفريقيا، جاءت لتكرّس انفتاح المسرح الجزائري على التجارب العالمية، من خلال عروض جوارية وورشات تكوينية وماستر كلاس وملتقيات فكرية تجمع النقاد والباحثين والفنانين. كما شددت الوزيرة على أن دعم الإبداع الشبابي وربط الجيل الجديد برواد المسرح يمثلان محور سياسة الوزارة الثقافية، معتبرة أن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في المستقبل. وفي ختام الكلمة، أعلن السيد إسماعيل إنزارن باسم السيدة الوزيرة عن الافتتاح الرسمي للمهرجان الثقافي الدولي للمسرح بمدينة بجاية، متمنيًا النجاح للمشاركين والإشعاع الدائم للمسرح الجزائري.
سبقت الافتتاح الرسمي للمهرجان أجواء مفعمة بالحيوية والجمال حيث احتضن الشارع المحاذي للمسرح الجهوي لبجاية عرضًا فنّيًا متميزًا قدّمته فرقة “المشي على الركائز” أو ” العمداد” أو (Échassiers)، في إطار فن الشارع (Art de rue) الذي جمع بين الأداء البصري والفرجة الشعبية، مقدّمةً لوحة فنية أنيقة تفاعل معها الجمهور بإعجاب كبير لما حملته من لمسة إبداعية وروح احتفالية أضفت على المكان طابعًا من البهجة والتميز.
ولا تقتصر التظاهرة على عروض الخشبة داخل قاعات المسرح، بل تتوجه إلى مختلف بلديات الولاية في مبادرة تهدف إلى جعل المسرح قريباً من الجمهور في كل مكان، إذ تشمل العروض مدناً وبلديات مثل خراطة وأوقاس وآيت سماعيل وأميزور وأكفادو وأوزلاقن وأقبو وتزمالت، إضافة إلى عروض خاصة للأطفال في المدارس لزرع حب الفن الرابع في نفوس الناشئة.
كما يضم البرنامج ورشات تدريبية في فنون التمثيل والإخراج وكتابة النصوص المسرحية والدراماتورجيا، يشارك فيها نحو ثلاثين شاباً بين هواة ومحترفين، بإشراف أساتذة ومختصين يسعون إلى نقل الخبرة وتبادل التجارب.
أصبوحة مسرحية للأطفال تسبق افتتاح مهرجان بجاية الدولي
عرض “عبير” من بسكرة يفتتح الأجواء بدار الثقافة طاوس عمروش
في أصبوحة يوم الجمعة، وقبل الافتتاح الرسمي لمهرجان بجاية الدولي للمسرح، احتضنت دار الثقافة مراد زديري فعالية مميزة مخصصة للأطفال، قدّم خلالها مسرح بسكرة عرضه “عبير” ضمن فقرة مسرح الطفل. ومهّد للعرض الحكواتان نعومي محايلية من الجزائر وأوسر أزون من تركيا، اللتان أضفتا على الصباح أجواء من السحر والخيال، فكان اللقاء احتفاءً مبكراً بالمسرح والطفولة والإبداع قبل انطلاق الفعاليات الرسمية للمهرجان.
جمعية رنيم من تمزج بين الغناء والكوريغرافيا في عرض فني مميز ببجاية
قدمت جمعية رنيم من القبة بالعاصمة الجزائرية عرضاً فنياً متنوعاً أبدع فيه كورالها النسوي من خلال كوكتيل غنائي جمع بين النغمة العاصمية والإيقاعات الإفريقية، ليشكل لوحة موسيقية تنبض بالحياة والتنوع. وتوّج العرض بكوريغرافيا معبّرة جسدت تاريخ الجزائر منذ عهد الملك ماسينيسا إلى يومنا هذا، في رحلة فنية مزجت بين الذاكرة والإبداع، وجعلت الجمهور يعيش لحظات من الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية.
زهور الوفاء تزين ساحة باتريس ببجاية لومومبا في تحية رمزية
شهدت ساحة باتريس لومومبا في قلب مدينة بجاية لحظة مميزة عبّرت عن روح الوفاء والاعتراف، حيث تم وضع باقة من الزهور من قبل محافظ المهرجان الدولي لمسرح بجاية، بحضور ممثل وزيرة الثقافة والفنون، إسماعيل إنزارن، المدير المركزي بوزارة الثقافة والفنون، إلى جانب محافظ المهرجان سليمان بن عيسى، ومدير الثقافة والفنون لولاية بجاية عمر رغال، وعدد معتبر من وجهاء المدينة. وقد خُلدت المناسبة بكتابة أسمائهم على الرخامة، في مبادرة رمزية تجمع بين الفن والذاكرة وتؤكد مكانة الثقافة كجسر بين الأجيال.
خليل عدة
عرض الإفتتاح من توقيع مسرح تيزي وزو الجهوي كاتب ياسين
فلسطين المغدورة.. صرخة فوق خشبة مالك بوڨرموح
افتتح المسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو التظاهرة الركحية العالمية “مهرجان بجاية الدولي للمسرح” بعرضه الجديد “فلسطين المغدورة”، من توقيع المخرج المبدع أحمد رزاڨ، ضمن برنامج المهرجان الذي يضم سبعة عروض أساسية.
في فضاء مسرحي مشبع بالألم الإنساني والصدق الفني، قدم المسرح الجهوي كاتب ياسين عمله “Axxam N Umezegun Kateb Yesin N Tin Wezne” المستلهم من نص الراحل كاتب ياسين، والذي أعاد صياغته درامياً الكاتب محمد الأمين بحري، بدعم من وزارة الثقافة والفنون، تجسيداً لسياسة الدولة في ترقية الفنون والآداب. جاء العمل لوحة متكاملة تمزج بين الدراما والحركة والموسيقى، في توليفة فنية تنبض بالرمزية، وتعكس التفاعل العميق بين الفن والموقف الإنساني.
تجري أحداث المسرحية في عمق فلسطين الجريحة، لتكشف فصولاً من معاناة شعبها تحت الاحتلال الإسرائيلي المدعوم من القوى الإمبريالية الغربية. ويبرز في قلب القصة “محمد الزيتون”، الفلسطيني المتشبث بجذوره، الذي يواجه مؤامرة كبرى تقودها جبهة من المتغطرسين الغربيين وحاخام متشدد يقود فرقاً دينية متطرفة، في صراع مأساوي بين صاحب الحق والغاصب. وبين مشاهد الصمود والانكسار، يتنقل العرض بين التراجيديا والكوميديا السوداء، مستعرضاً وجوه الحصار والتجويع وبيع الأرض قسراً، في خطاب مسرحي رمزي تتخلله أناشيد وأداءات حركية تمثل صرخة إنسانية في وجه الظلم.
أدى العمل طاقم متنوع من الممثلين والراقصين الذين أضفوا على العرض روحاً جماعية متقدة، من بينهم فلاق مالك، شهين لينسيا، العطاري بلقاسم، بوكاري ريان، رباط أعميروش، سعدودي ثيللي، زواوي محمد، بن عطية ليلى، يحلالي يسمين، قرقاح هشام، حديد أيمن، وغيرهم من الأسماء التي منحت النص بعده الإنساني. وأسهمت الكوريغرافيا التي صممتها قميري خديجة في تعزيز البعد الجمالي الرمزي للمشاهد، فيما أضفى التأليف الموسيقي لإسماعيل خالدي عمقاً حسياً نابضاً بالعاطفة. أما السينوغرافيا التي أبدعها المخرج أحمد رزاق ونفذها كلٌّ من بشير لامية ونسيم مصباح، فجاءت بانسجام بصري يعكس مزيج القهر والأمل في آن واحد.
تولى الجوانب التقنية فريق محترف ضم كايبي عبد القادر لتقنيات الصوت، وتيقبعيني حكيم للإضاءة، وساحلي يوسف للملابس والأكسيسوار، وعز الدين قاسي ولحاج للتصوير، وأوكيد ثنينة للاتصال، وطالب رزقي للبرمجة، وحدو حسين كمدير فني وتقني، وبلعاليا لوناس كريجيسور عام، وزعبوبي عبد الرحمان لإدارة الإنتاج.
بهذا العرض، يجدد المسرح الجهوي كاتب ياسين التزامه الفني والإنساني تجاه قضايا التحرر والعدالة، جاعلاً من الخشبة مرآة لصرخة فلسطين المغدورة، ودعوة صادقة إلى الضمير الإنساني كي لا يغفل عن المأساة المستمرة.
المخرج أحمد رزاڨ: “فلسطين المغدورة” صرخة فنية ضد الخذلان والصمت العالمي
أبدى المخرج المحترف والسينوغراف اللامع أحمد رزاڨ إعجابه بالحركية الثقافية والتنظيم المحكم الذي يميز الدورة الرابعة عشرة من مهرجان بجاية الدولي للمسرح، الذي يحضره للمرة الثالثة، مشاركاً هذه المرة كمخرج لمسرحية “فلسطين المغدورة”، وهي نصّ قديم للكاتب الكبير كاتب ياسين يعود إلى سبعينيات القرن الماضي. يرى رزاڨ أن القضية التي تناولها النص ما تزال قائمة، إذ يقول بأسى إن فلسطين “ما تزال مغدورة، وستبقى كذلك ما دامت اتفاقيات وقف إطلاق النار لا تخدم إلا القوى الكبرى”. وأوضح أن هدفه من هذا العمل هو توجيه رسالة مباشرة للفلسطينيين مفادها أنهم “وحدهم في مواجهة الخذلان والخيانة، وأن البشرية لم تفعل شيئاً لأجلهم”.
ويربط العرض بين مسرحية “الجثة المطوقة” و”فلسطين المغدورة”»*، من خلال إسقاط رمزي يجمع بين مجزرة 8 ماي 1945 ومجازر غزة الراهنة، مؤكداً أن كاتب ياسين كتب عن المآسي الاستعمارية بوعي فني سابق لزمانه، وكأنه كان يستشرف ما سيقع في فلسطين. وأبرز رزاڨ أن العرض هو صوت لفنانين شباب من تيزي وزو، أرادوا التعبير عن موقفهم من العدوان على غزة، تماماً كما تفعل الشعوب الحرة. واختتم حديثه قائلاً: “غزة وفلسطين اليوم تقفان وحدهما، بلا سند من البشرية ولا من الإنسانية، في وقت يواصل فيه الكيان الصهيوني جرائمه بدعم غربي وتواطؤ عربي. هذه هي الرسالة الكبرى التي أردنا أن نوصلها من على خشبة المسرح”.
إخداشن راشال: مسرحية “فلسطين المغدورة” ترفع صوت الحق
خطفت الممثلة إخداشن راشال الأنظار بأدائها المؤثر في دور “نجمة” بالعرض الافتتاحي “فلسطين المغدورة”، في لحظة فنية مؤثرة.
و عبرت راشال عن عمق انغماسها في الشخصية والقضية، مؤكدةً أن هذا العمل ليس مجرد عرض فني، بل هو صرخة إنسانية للدفاع عن القضية الفلسطينية التي وصفتها بأنها “قضية إنسانية قبل كل شيء”. وسعت لتقديم دورها بأقصى ما تملك من براعة فنية وإحساس صادق، لينسجم مع رؤية العمل الذي يمزج بين نصي الكاتب الجزائري الراحل كاتب ياسين: “الجثة المطوقة” و”فلسطين المغدورة”. وخلصت إلى أن المشهد لم يعد يحتمل البكاء والشكوى فقط، بل حان وقت التحرير ومواجهة المحتل بكل الوسائل، متمنيةً أن تكون رسالة التضامن والإنسانية قد وصلت بتمامها.
الدمج بين النضالين: رسالة تتجاوز خشبة المسرح
بدوره، سلط الممثل موح زواوي (محمد زواوي)، مؤدي دور “لخضر”، الضوء على البعد الرمزي لعملية الدمج بين النصين، واصفاً المشاركة بـ “الرحلة الركحية الجميلة”. أوضح زواوي أن هذا التزاوج الفني لم يكن عبثياً، بل هو تأكيد على وحدة الموقف والمصير، يبرز دعم الجزائر التاريخي والثابت لفلسطين. وأعرب عن يقينه بأن الرسالة قد وصلت إلى المتلقي غير منقوصة، مستدلاً على ذلك بالتجاوب العاطفي الكبير والتفاعل الملموس من الجمهور الذي تابع أطوار العرض بشغف حتى النهاية، وهو ما جعل من هذه التجربة فريدة تنبض بالانتماء والوفاء للقضايا العادلة.
مسرح يحمل اسمه ويوصل رسالته
من جهته، وصف عبد الرحمان زعبوبي، مدير المسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو، الحدث بأنه شرف مزدوج: أولاً بإنتاج عمل للكاتب الأسطوري في المسرح الذي يحمل اسمه، وثانياً باحتضان افتتاح فعاليات المهرجان الدولي. وأكد أن المسرحية تحمل رسالة واضحة وصريحة “نقول فيها للعالم أن غزة وفلسطين ليست وحدها، فهي حاضرة في أعمالنا وقلوبنا ومسارحنا”. وكشف عن أن العرض شهد تطويراً فنياً تمثل في إيجاد تلاحم عضوي بين نصي ياسين؛ حيث ترمز “الجثة المطوقة” إلى كفاح الجزائر، بينما تعني “فلسطين المغدورة” خذلان العالم للقضية الفلسطينية، في رسالة بليغة تؤكد أن المسرح يظل منبراً للحقيقة والكرامة.
خليل عدة
The post رفع الستار عن فعاليات الدورة 14 من مهرجان بجاية الدولي للمسرح appeared first on الجزائر الجديدة.