سؤال في امتحان يثير الجدل بوهران ومديرية التربية تحسم الموقف !

أثار أستاذ لمادة التاريخ والجغرافيا بثانوية أحمد مدغري في بلدية بطيوة بولاية وهران جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية والإعلامية، بعد تضمينه سؤالاً في اختبار مادة التاريخ والجغرافيا لطلبة السنة الثالثة ثانوي شعبة تسيير واقتصاد، يتناول “قيام الكيان الصهيوني”. وهو ما اعتبره البعض استفزازًا وخرقًا للثوابت الوطنية الجزائرية، فيما سارعت مديرية التربية بالولاية إلى إصدار توضيحات …

مايو 19, 2025 - 15:09
 0
سؤال في امتحان يثير الجدل بوهران ومديرية التربية تحسم الموقف  !

أثار أستاذ لمادة التاريخ والجغرافيا بثانوية أحمد مدغري في بلدية بطيوة بولاية وهران جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية والإعلامية، بعد تضمينه سؤالاً في اختبار مادة التاريخ والجغرافيا لطلبة السنة الثالثة ثانوي شعبة تسيير واقتصاد، يتناول “قيام الكيان الصهيوني”. وهو ما اعتبره البعض استفزازًا وخرقًا للثوابت الوطنية الجزائرية، فيما سارعت مديرية التربية بالولاية إلى إصدار توضيحات رسمية لتبديد الشبهات.

سؤال مثير للتساؤل… وردود فعل متباينة

السؤال الذي ورد في الامتحان التجريبي للثانوية جاء بصيغة أثارت حساسية لدى بعض التلاميذ وأوليائهم، حيث تحدث عن “قيام الكيان الصهيوني”، وهو تعبير يستخدم عادة لوصف دولة إسرائيل في الأدبيات السياسية والإعلامية المناهضة للتطبيع. غير أن البعض اعتبر مجرد طرح السؤال بهذه الصيغة تطبيعاً غير مباشر، فيما رأى آخرون أن السؤال جاء ضمن سياق دراسي ولم يكن فيه أي تجاوز.

وبمجرد تداول محتوى الامتحان على مواقع التواصل الاجتماعي، تباينت الآراء بين من اعتبر الأمر عادياً ويدخل في إطار شرح الوقائع التاريخية التي يدرسها التلاميذ، وبين من اتهم الأستاذ بـ”تبييض الاحتلال” أو تقديم سردية منحازة لصالح الكيان المحتل، وهو ما استدعى تدخلاً عاجلاً من مديرية التربية لتوضيح الموقف الرسمي.

مديرية التربية بوهران تُصدر توضيحاً رسميًا

وفي بيان إعلامي توضيحي، أكدت مديرية التربية لولاية وهران أن الجزائر لا تعترف بدولة إسرائيل، وأن ما ورد في نص السؤال لا يعدو أن يكون مجرد عبارة تعكس واقعة تاريخية لاستعمالها كأرضية لفهم النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الموقف الجزائري الرسمي والثابت هو دعم القضية الفلسطينية باعتبارها “قضية عادلة ومشروعة”.

وأضافت المديرية أن الجزائر، حكومة وشعباً، كانت ولا تزال في طليعة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية منذ الاستقلال، وشاركت فعلياً في عدة محطات مفصلية، مثل الحروب العربية الإسرائيلية في 1967 و1973، فضلاً عن دعمها المستمر للفلسطينيين في المحافل الدولية.

وجاء في البيان أيضاً أن: “الجزائر لا تعترف بالكيان الصهيوني كدولة، وما هو عبارة عن استعمال فاحص للأراضي الفلسطينية المحتلة، يعكس حقيقة ميدانية وليس موقفًا سياسياً من المؤسسة التربوية”.

إجراءات تأديبية أم توضيحية؟

رغم عدم إعلان المديرية عن أية إجراءات تأديبية ضد الأستاذ، إلا أن مصادر مطلعة داخل القطاع التربوي رجّحت أن يُطلب منه مستقبلاً توخي المزيد من الدقة في استخدام المصطلحات ذات الأبعاد السياسية في المواضيع التربوية، تفادياً لأي تأويل خاطئ من قبل التلاميذ أو أوليائهم.

وأعاد البيان التأكيد على شعار الجزائريين المتداول تاريخيًا: “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، كعنوان لموقف لا يمكن المساومة عليه في أي من المقررات الدراسية أو النقاشات الأكاديمية.

وأوضح أن الأستاذ المعني خضع لعملية تحقيق إدارية أولية من طرف المديرية، وتبيّن أن الغرض من صياغة السؤال لم يكن سوى إحداث تفاعل معرفي لدى التلاميذ ضمن البرنامج الرسمي.

موقف وزارة التربية الوطنية واضح

وعلى صعيد أوسع، أُشير في البيان إلى أن وزارة التربية الوطنية سبق أن وجّهت تعليمات واضحة تخص تدريس القضية الفلسطينية، وضرورة إبراز الاحتلال الصهيوني وممارساته العدوانية، بما في ذلك جرائم الحرب، وهدم المنازل، والاعتقالات، والاعتداءات على المدنيين، مما يجعل من الضروري التنسيق بين المحتوى العلمي والطرح الوطني.

الجدل الذي رافق سؤال امتحان بثانوية أحمد مدغري يعكس مرة أخرى مدى حساسية القضية الفلسطينية في الوجدان الجزائري، ويُظهر التحديات التي يواجهها المدرسون في الموازنة بين نقل المعرفة التاريخية والالتزام بالمواقف الوطنية.

كما أبرز سرعة استجابة مديرية التربية في تفادي تأزيم الوضع، عبر توضيح الخلفيات واستحضار الثوابت الوطنية، في ظل سياق إقليمي ودولي معقّد يحيط بالقضية الفلسطينية.