ساحلي: مغالطات شوّهت سمعتي.. وشهادات الضبطية تبرّئني

كشفت محاكمة بلقاسم ساحلي، الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري، حقائق مثيرة وغير مسبوقة، في الانتخابات الرئاسية بالجزائر، من خلال قيام عناصر حملة المتهم بحشد أصوات المواطنين باسم المترشح الحر تبون عبد المجيد، على أساس أنه يمثله شخصيا، في مسعى احتيالي لاختصار الطريق والوصول إلى كرسي المرادية، وهو ما يعتبر جريمة “تزوير واحتيال سياسي” مع سبق الإصرار والترصد.
بالمقابل، دافع المترشح السابق للانتخابات، ساحلي بلقاسم، المتهم في قضية الحال، بشدة عن نفسه، نافيا جميع التهم المتعلقة بمنح مزايا غير مستحقة مقابل الحصول على توقيعات المنتخبين، وخلال استجوابه المطوّل، تمسّك ساحلي ببراءته، مؤكدا أنه لم يقدّم أي وعود ولا هدايا لأي منتخب.
ساحلي أكد أيضا أن كل الشهادات وتصريحات الضبطية القضائية تثبت عدم تورطه في أي خرق قانوني، ونفى ساحلي علاقته بتصريحات عدد من المنتخبين الذين اتهموه بانتحال صفة ممثل لمترشح آخر، وتعلق الأمر بالمترشح الحر حينها عبد المجيد تبون، مبررا ما حدث بحملات ضغط وتهديد من بعض الأحزاب، وخاطب القاضي بانفعال قائلا إنه مارس حقه الدستوري في الترشّح بكل شفافية، مجدّدا تمسّكه بإحضار شهود لدحض ما وصفه بـ”المغالطات” التي طالت سمعته السياسية:
القاضي ينادي على ساحلي بلقاسم: نستمع إلى تصريحاتك مثل بقية المتهمين قبل مناقشة الوقائع؟.
ساحلي: شكرا سيدي الرئيس، بداية، أنفي نفيا قاطعا التهم الموجهة لي والمتعلقة بمنح مزية غير مستحقة، لم أمنح أي مزية أو هبة لأي موظف من أجل الحصول على أصوات الناخبين ولم أعد بذلك للحصول عليها، وهذا يؤكده تحقيق الضبطية القضائية، هناك بعض الشهود صرحوا كلهم أنه -بدون استثناء- لا أنا ولا ممثلو حزبي منحنا المال ولم أتحدث معهم بخصوص ذلك مطلقا.
وأضاف ساحلي: سيدي القاضي، بالنسبة لتصريحات منتخبين من ولاية أم البواقي، فقد قاموا بالتوقيع على الاستمارة بتاريخ الفاتح جويلية، وبصموا وصادقوا عليها بالحضور الشخصي ثم غيّروا أقوالهم بعد شهر، بحجة أنهم كانوا يظنون بأنني أساند مرشّحا آخر، فهل يعقل أن أكون منتخبا محليا وأمارس السياسية منذ 2021 أن أقوم بذلك، إنه أمر لا يصدقه العقل.
يتنهد المتهم ثم يلتمس من رئيس الجلسة أن يمنح له دقائق معدودة حتى يشرح له الوضع ليردف قائلا: سيدي، أعطيني أربع دقائق فقط لأشرح لك بالتفصيل، خلال التوقيع وجمع الاستمارات، بعض الأحزاب الموالين اتصلوا بالمنتخبين وهدّدوهم بعدم ترشّحهم معهم مستقبلا في حال منح أصواتهم لي، طلبوا منهم بأن لا يوقّعوا لصالحي، سيدي القاضي، لم أرتكب فعلا يعاقب عليه القانون، بعض الأحزاب هدّدوا بمتابعة قضائية للمنتخبين وعرضوهم لضغوطات، وهذا ما بلغّته في مراسلات رسمية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، بعد هذه الضغوطات، فإن المنتخبين الخمسة من بين 47 ولاية التي جمعت فيها التوقيعات، غيّروا أقوالهم بخصوص عدد من الاستمارات المكررة.
وتابع: أعلنت ترشّحي رسميا قبل التوقيع وعقدت لقاءات مع الرئيس، وصرحت خلالها أنني مرشّح باسم تكتل “الاستقرار والإصلاح” من أجل المساهمة في المسار الانتخابي بكل نزاهة وشفافية، كنت أول مرشّح يجلب الاستمارات من السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، وليس أول مرة أخوض غمار الانتخابات، فمنذ 13 سنة وأنا أعمل بالسياسة، لم أتلق إشارة واحدة بأن حزبي حدثت فيه ممارسات سلبية أو فساد أو شراء القوائم بالمال، فما بالك بالحدث الأول في البلاد، كما أنه لا يوجد استمارات تم رفضها بسبب الأخطاء.
الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري يواصل تصريحاته: لو كان بإمكاني شراء توقيعات بالمال، لماذا أتنقل يوميا لمسافة 15 كلم من أجل جمع التوقيعات بالولايات شخصيا؟ كنت أقدّم نفسي للمنتخبين عندما أتوجّه إليهم وأتكلم عن برنامجي الانتخابي، وبعد إقناعهم، أقوم بالعملية بطريقة قانونية لملأ الاستمارات والمصادقة عليها.
القاضي: ما رأيك بتصريح “ف.مصطفى”، عضو المجلس البلدي ببلدية بئر الشهداء بولاية أم البواقي، الذي صرح أنك تنقلت شخصيا إلى البلدية وطلبت منه التوقيع على أساس أنك ممثل للمترشح تبون عبد المجيد، هو وزميله “ع.عبد العزيز” ثم وقّع على الاستمارة وأكدها الشاهد؟
ساحلي: سيدي، اسمحلي بخصوص تصريح المدعو “ف.مصطفى”، هناك تناقض كبير في تصريحاته، تحصلت على توقيعه هو وزميله فعلا، لكن كيف يعقل أنني طلبت منه منحي استمارة لمترشح لم يترشح بعد، اسمحلي سيدي الرئيس، انفعلت ونسيت نفسي لأن طبعي كأستاذ جامعي، سيدي القاضي، لماذا لم يتصل بي عندما اكتشف الاحتيال ويكلمني ويطلب مني استرجاع استمارته؟ كنت سأعيدها له.
القاضي: بالنسبة للشاهدين الآخرين عضوان بالمجلس البلدي لبلدية عين الديس بأم البواقي أدليا بنفس التصريحات، حيث أنك تنقلت وأوهمتهما أنك تمثل الراغب في الترشّح تبون عبد المجيد، ما تعليقك؟
ساحلي: صحيح سيدي الرئيس، بتاريخ الفاتح جويلية، تنقلت إلى هناك، لكنني كنت أقوم بإرسال رسائل نصية للمنتخبين بعد الحصول على التوقيعات، هم يقولون إني مكلف بجمع التوقيع للمترشح تبون؟ هل معقول أن تحتال على شخص وبعد خمسة أيام، ترسل إليه رسالة؟ هل يعقل أن أطلب توقيعا باسم المترشح الذي لم يعلن عن ترشحه بعد وبدون تفويض؟ المنتخبون أمضوا الاستمارات ثم تعرضوا للتهديد من قبل بعض الأحزاب.
القاضي: بالنسبة للشاهدين وهما عضوان ببلدية سوق نعمان بولاية أم البواقي، صرح أحدهما بأن الأمين الولائي للحزب اتصل به وأخبره بأن ساحلي بلقاسم يجمع التوقيعات للمترشح عبد المجيد تبون، وأنك شخصيا تنقلت للمقر البلدي، وأكد أيضا أنه امضي الاستمارة ثم اتصل بالأمين الولائي، وأخبره بأنه يعتقد أن الاستمارة الموقّع عليها لصالح الراغب في الترشح تبون عبد المجيد، ما تعليقك؟
ساحلي: سيدي، بالنسبة لما صرح به الشاهد، هناك كثير من المغالطات، هذا المنتخب كان مناضلا في الحزب وتم الاتصال به من قيادة الحزب بعد الترشّح رسميا كما فعلنا مع الأمناء الولائيين حتى يلتقوا وننظم مكتب تنسيق لمناقشة الإجراءات الخاصة بعملية جمع التوقيعات.
القاضي: بالنسبة لتصريحات المنتخبين ببلدية عزابة، هل تنقلت إليها؟ وكيف كانت ظروف جمع الاستمارات؟
ساحلي: خلالها، لم يكن الرئيس قد أعلن ترشّحه ولم يقم بتعين مدير الحملة، فكيف أقوم بحملة مساندة سيدي؟ مارست حقا دستوريا في الترشّح بطريقة قانونية، عيب ما يحدث لي، كيف أحاكم على وقائع مثل هذه، سيدي، أنا شخصية نظيفة وهناك من حاول توريطي، عيب ما أتعرض له وأتمسّك بإحضار شهود لإثبات صحة أقوالي، اليوم الذكرى الـ30 لتأسيس حزبي، وأنا أؤكد أنني طيلة هذه الفترة سيّرت الانتخابات بطريقة قانونية، ولم أتورط في حياتي بالفساد الانتخابي، شكرا سيدي الرئيس، وأعتذر على انفعالي خلال الاستجواب.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post ساحلي: مغالطات شوّهت سمعتي.. وشهادات الضبطية تبرّئني appeared first on الشروق أونلاين.