300 مختص يشاركون في المؤتمر الدولي لأمراض الرئة

صحة وتكنولوجيا: انطلقت فعاليات الطبعة الثالثة عشرة المؤتمر الدولي لأمراض الرئة، الذي نظمته الجمعية الوهرانية للصحة التنفسية، تحت إشراف رئيسها البروفيسور للو صالح، وبالتنسيق مع المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران. وقد نُظم المؤتمر تحت عنوان "أثر البيئة على الصحة التنفسية" بفندق "نزل الباي" جاء المؤتمر من أجل تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين البيئة والامراض الصدرية ، كما أنه في نفس الوقت يهدف الى تعزيز العلاقة ايضا بين داء الانسداد الرئوي المزمن، الربو،سرطان الرئة، والالتهابات الرئوية، إضافة الى تاثير انبعاثات المركبات على صحة جهاز التنفسي، على غرار تحديث المعارف العلمية لدى المختصين، وايضاً تشجيع التكوين المستمر لفائدة الاطباء من خلال جلسات علمية وورشات تطبيقية. وبهذه المناسبة أكد والي ولاية وهران سمير شيباني من خلال كلمته أن هذا المؤتمر بمثابة منصة رائدة تجمع بين الخبراء المحليين والدوليين لتبادل المعارف والخبرات المكتسبة وكذا تعزيز التعاون في مجال الامراض التنفسية، وفي ذات حديثه ذكر السيد الوالي بأن السلطات العليا للدولة على رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سخرت كافة الإمكانيات اللازمة من أجل تكفل صحي أمثل من خلال تعزيز البنية التحتية لقطاع الصحة. وفي هذا السياق، أكد البروفيسور للو أن البيئة تُعد من أبرز العوامل المسببة للأمراض التنفسية، لاسيما المزمنة منها، مشيرًا إلى أن بعض المرضى لا يستجيبون للعلاج رغم دقته، بسبب تجاهل العوامل البيئية التي تكون في أصل المرض. وأضاف أن هذه التظاهرة العلمية تسعى إلى تعزيز مقاربة شاملة في التكفل، تأخذ بعين الاعتبار التلوث الهوائي، التدخين، الآثار الجانبية لبعض الأدوية، التغيرات المناخية، والعوامل البيولوجية كالفيروسات والبكتيريا. كما أشار إلى أهمية تبادل الخبرات بين المختصين واستقطاب خبراء في أمراض الجهاز التنفسي لتعزيز النقاش العلمي والرفع من جودة التوصيات. من جهته سلط البروفيسور وردي عيسى، رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 وهران، الضوء على جهود المؤسسة في مجال مكافحة التدخين من خلال وحدة متخصصة في محاربة التدخين (Unité de sevrage tabagique)، تعمل بتأطير فريق طبي متكامل يضم طبيبة مختصة، طبيبة عامة وأخصائية نفسية، جميعهن تلقين تكوينًا متخصصًا في مجال الإقلاع عن التدخين. وأشار إلى أن الوحدة تعتمد على أساليب حديثة ومتعددة، منها العلاجات الدوائية، البدائل النيكوتينية، إضافة إلى العلاجات النفسية والسلوكية (thérapies cognitivo-comportementales)، التي تهدف إلى مرافقة المدخنين في التغلب على الإدمان بجوانبه النفسية، الجسدية والسلوكية. وشدد البروفيسور على أن الإقلاع عن التدخين ليس بالأمر السهل، ويتطلب متابعة ومرافقة طبية قد تمتد من ثلاثة أشهر إلى سنة كاملة، مع إمكانية حدوث انتكاسات لدى بعض المرضى، ما يجعل الدعم المستمر ضرورة، كما دعا المدخنين الراغبين في الإقلاع إلى التوجه إلى الوحدة للاستفادة من مرافقة طبية ونفسية شاملة. أما البروفيسور دواغي حبيب، رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتضامن الوطني بمجلس الأمة، فقد صرّح أن المؤتمر يطرح محاور بالغة الأهمية تتعلق بالأمراض المزمنة كالتهاب القصبات الهوائية والربو، مؤكدًا أن هناك تطورًا كبيرًا في التشخيص المبكر لهذه الأمراض وفي أساليب العلاج، لاسيما مع اعتماد العلاجات البيولوجية (Biothérapies) التي أثبتت نجاعتها ميدانيًا. وفيما يتعلق بالسرطان، أشار إلى أن الدولة الجزائرية، تحت قيادة رئيس الجمهورية، أولت اهتمامًا بالغًا لهذا الداء، من خلال تجسيد جملة من المكاسب الهامة، من أبرزها تخصيص غلاف مالي قدره 70 مليار دينار لدعم مكافحة السرطان، وإنشاء اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان و مكافحته، فضلًا عن توفير الأدوية والعلاجات المتقدمةو تدعيم المؤسسات التي تتكفل بعلاج مرضى السرطان. كما نوه البروفيسور دواغي على أهمية التوصيات التي ستنبثق عن المؤتمر، وعلى رأسها إعداد مخطط وطني لمكافحة التدخين، وتعزيز التكوين المتواصل لفائدة الأطباء العامين والمختصين في مجال الأمراض التنفسية، التي أصبحت تشكل تحديًا حقيقيًا للصحة العمومية. كما دعا إلى دعم البحث العلمي كأداة أساسية لفهم أعمق للأمراض وتحسين طرق الوقاية والتكفل بها. للإشارة فقد أشرف على افتتاح هذا الحدث العلمي والي ولاية وهران السيد سمير شيباني، بحضور عدد من الشخصيات، من بينهم رئيس لجنة الصحة بمجلس الأمة، نواب عن مجلس الامة، مدير الصحة والسكان للولاية، المدير العام للمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر السيد بار رابح، ومدير المركز الاستشفائي الجامعي بن زرجب وهران، إلى جانب ممثلي المجتمع المدني، أساتذة جامعيين، ورؤساء مصالح من مختلف المؤسسات الصحية، وبمشاركة أكثر من 300 مختص من الجزائر وتونس وفرنسا، يمثلون تخصصات متعددة على رأسها الأمراض الصدرية، الجراحة الصدرية، أمراض القلب والطب العام.

مايو 9, 2025 - 15:30
 0
300 مختص يشاركون في  المؤتمر الدولي لأمراض الرئة
صحة وتكنولوجيا:
انطلقت فعاليات الطبعة الثالثة عشرة المؤتمر الدولي لأمراض الرئة، الذي نظمته الجمعية الوهرانية للصحة التنفسية، تحت إشراف رئيسها البروفيسور للو صالح، وبالتنسيق مع المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران. وقد نُظم المؤتمر تحت عنوان "أثر البيئة على الصحة التنفسية" بفندق "نزل الباي" جاء المؤتمر من أجل تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين البيئة والامراض الصدرية ، كما أنه في نفس الوقت يهدف الى تعزيز العلاقة ايضا بين داء الانسداد الرئوي المزمن، الربو،سرطان الرئة، والالتهابات الرئوية، إضافة الى تاثير انبعاثات المركبات على صحة جهاز التنفسي، على غرار تحديث المعارف العلمية لدى المختصين، وايضاً تشجيع التكوين المستمر لفائدة الاطباء من خلال جلسات علمية وورشات تطبيقية. وبهذه المناسبة أكد والي ولاية وهران سمير شيباني من خلال كلمته أن هذا المؤتمر بمثابة منصة رائدة تجمع بين الخبراء المحليين والدوليين لتبادل المعارف والخبرات المكتسبة وكذا تعزيز التعاون في مجال الامراض التنفسية، وفي ذات حديثه ذكر السيد الوالي بأن السلطات العليا للدولة على رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سخرت كافة الإمكانيات اللازمة من أجل تكفل صحي أمثل من خلال تعزيز البنية التحتية لقطاع الصحة. وفي هذا السياق، أكد البروفيسور للو أن البيئة تُعد من أبرز العوامل المسببة للأمراض التنفسية، لاسيما المزمنة منها، مشيرًا إلى أن بعض المرضى لا يستجيبون للعلاج رغم دقته، بسبب تجاهل العوامل البيئية التي تكون في أصل المرض. وأضاف أن هذه التظاهرة العلمية تسعى إلى تعزيز مقاربة شاملة في التكفل، تأخذ بعين الاعتبار التلوث الهوائي، التدخين، الآثار الجانبية لبعض الأدوية، التغيرات المناخية، والعوامل البيولوجية كالفيروسات والبكتيريا. كما أشار إلى أهمية تبادل الخبرات بين المختصين واستقطاب خبراء في أمراض الجهاز التنفسي لتعزيز النقاش العلمي والرفع من جودة التوصيات. من جهته سلط البروفيسور وردي عيسى، رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 وهران، الضوء على جهود المؤسسة في مجال مكافحة التدخين من خلال وحدة متخصصة في محاربة التدخين (Unité de sevrage tabagique)، تعمل بتأطير فريق طبي متكامل يضم طبيبة مختصة، طبيبة عامة وأخصائية نفسية، جميعهن تلقين تكوينًا متخصصًا في مجال الإقلاع عن التدخين. وأشار إلى أن الوحدة تعتمد على أساليب حديثة ومتعددة، منها العلاجات الدوائية، البدائل النيكوتينية، إضافة إلى العلاجات النفسية والسلوكية (thérapies cognitivo-comportementales)، التي تهدف إلى مرافقة المدخنين في التغلب على الإدمان بجوانبه النفسية، الجسدية والسلوكية. وشدد البروفيسور على أن الإقلاع عن التدخين ليس بالأمر السهل، ويتطلب متابعة ومرافقة طبية قد تمتد من ثلاثة أشهر إلى سنة كاملة، مع إمكانية حدوث انتكاسات لدى بعض المرضى، ما يجعل الدعم المستمر ضرورة، كما دعا المدخنين الراغبين في الإقلاع إلى التوجه إلى الوحدة للاستفادة من مرافقة طبية ونفسية شاملة. أما البروفيسور دواغي حبيب، رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتضامن الوطني بمجلس الأمة، فقد صرّح أن المؤتمر يطرح محاور بالغة الأهمية تتعلق بالأمراض المزمنة كالتهاب القصبات الهوائية والربو، مؤكدًا أن هناك تطورًا كبيرًا في التشخيص المبكر لهذه الأمراض وفي أساليب العلاج، لاسيما مع اعتماد العلاجات البيولوجية (Biothérapies) التي أثبتت نجاعتها ميدانيًا. وفيما يتعلق بالسرطان، أشار إلى أن الدولة الجزائرية، تحت قيادة رئيس الجمهورية، أولت اهتمامًا بالغًا لهذا الداء، من خلال تجسيد جملة من المكاسب الهامة، من أبرزها تخصيص غلاف مالي قدره 70 مليار دينار لدعم مكافحة السرطان، وإنشاء اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان و مكافحته، فضلًا عن توفير الأدوية والعلاجات المتقدمةو تدعيم المؤسسات التي تتكفل بعلاج مرضى السرطان. كما نوه البروفيسور دواغي على أهمية التوصيات التي ستنبثق عن المؤتمر، وعلى رأسها إعداد مخطط وطني لمكافحة التدخين، وتعزيز التكوين المتواصل لفائدة الأطباء العامين والمختصين في مجال الأمراض التنفسية، التي أصبحت تشكل تحديًا حقيقيًا للصحة العمومية. كما دعا إلى دعم البحث العلمي كأداة أساسية لفهم أعمق للأمراض وتحسين طرق الوقاية والتكفل بها. للإشارة فقد أشرف على افتتاح هذا الحدث العلمي والي ولاية وهران السيد سمير شيباني، بحضور عدد من الشخصيات، من بينهم رئيس لجنة الصحة بمجلس الأمة، نواب عن مجلس الامة، مدير الصحة والسكان للولاية، المدير العام للمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر السيد بار رابح، ومدير المركز الاستشفائي الجامعي بن زرجب وهران، إلى جانب ممثلي المجتمع المدني، أساتذة جامعيين، ورؤساء مصالح من مختلف المؤسسات الصحية، وبمشاركة أكثر من 300 مختص من الجزائر وتونس وفرنسا، يمثلون تخصصات متعددة على رأسها الأمراض الصدرية، الجراحة الصدرية، أمراض القلب والطب العام.
300 مختص يشاركون في  المؤتمر الدولي لأمراض الرئة