ندوة في تيزي وزو تحذّر: المخدرات أصبحت ظاهرة تهدد الشباب والمجتمع الجزائري

نظّمت جمعية “تافاث أحداث” من ولاية تيزي وزو، يوم الخميس الماضي بفندق “اتورار”، ندوة علمية تناولت موضوع “ظاهرة تعاطي المخدرات وسبل مكافحتها”، بحضور عدد من المختصين والمتدخلين، في مقدمتهم الوزير المنتدب السابق للاستشراف والإحصائيات ورئيس المؤسسة الجزائرية لصناعة الغد، بشير مصيطفى، ورئيس رابطة الكفاءات الجزائرية بالخارج، أمحمد بن خروف.

وفي مداخلته، كشف بشير مصيطفى أن عدد المدمنين على المخدرات في الجزائر بلغ، حسب إحصائيات سنة 2024، نحو 3 ملايين مدمن، 90 بالمائة منهم تتراوح أعمارهم بين 13 و34 سنة، مؤكداً أن الظاهرة تجاوزت مرحلة الحالة الفردية إلى مستوى الظاهرة الاجتماعية المقلقة، سواء من الناحية الاجتماعية أو الأمنية.

وأوضح مصيطفى أن الوضع لم يعد يحتمل التراخي، خاصة أمام تزايد الجرائم المرتبطة بتعاطي المخدرات، مشيراً إلى عدة عوامل تؤدي إلى انتشار الظاهرة، منها البطالة، والتسرب المدرسي، وانعدام الترفيه، والخصومات العائلية، إلى جانب الانتقال المفاجئ إلى اقتصاد السوق دون تحضير اجتماعي كافٍ، مما ساهم في تفكك الأسرة والمنظومات الاجتماعية.

وتناول المحاضر ستة محاور شملت تشخيص الظاهرة، أرقام 2024، الأسباب الاجتماعية والاقتصادية، الآثار المتوقعة على النسيج الوطني في أفق 2050، وأخطرها تطور طرق التعاطي والتهريب، كما قدّم جملة من المقترحات الاستباقية منها: رفع أجور الموظفين، مراجعة قرارات التسرب المدرسي، إطلاق حملة وطنية دائمة لمحاربة الظاهرة، إقامة مراكز معالجة نفسية، والانتقال من الردع إلى الوقاية.

من جهته، شدد أمحمد بن خروف على أن الظاهرة بلغت مستوى مقلقاً، داعياً إلى تفعيل التنسيق بين جميع القطاعات وتطوير أساليب المكافحة، مع تقديم عدد من المقترحات ذات الصلة.