عمود الإسلام يُرفع من الحجاز إلى الشّام! (1)

لا تزال الأرض المقدّسة التي يُفترض أن يفديها المسلمون بأرواحهم ودمائهم أموالهم، تئنّ تحت وطأة محتل بغيض يستبيح المسجد الأقصى، ويهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، ويحرّق خيام النازحين بمن فيها، ويُحيل الأطفال أجسادا مقطّعة أو جثثا محرّقة متفحّمة، وحتّى الأجنّة في بطون أمّهاتهم لم يسلموا من بطشه وإجرامه! ولم تسلم المساجد ولا المدارس ولا المستشفيات، […] The post عمود الإسلام يُرفع من الحجاز إلى الشّام! (1) appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 26, 2025 - 16:11
 0
عمود الإسلام يُرفع من الحجاز إلى الشّام! (1)

لا تزال الأرض المقدّسة التي يُفترض أن يفديها المسلمون بأرواحهم ودمائهم أموالهم، تئنّ تحت وطأة محتل بغيض يستبيح المسجد الأقصى، ويهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، ويحرّق خيام النازحين بمن فيها، ويُحيل الأطفال أجسادا مقطّعة أو جثثا محرّقة متفحّمة، وحتّى الأجنّة في بطون أمّهاتهم لم يسلموا من بطشه وإجرامه! ولم تسلم المساجد ولا المدارس ولا المستشفيات، ولم يُستثن المدنيون ولا الصحفيون ولا قوات الدّفاع المدنيّ ولا الطّواقم الطبية، في هولوكوست حقيقي يقترفه النازيون الجدد في حق العزّل في أرض الرسالات، على مرأى من العالم أجمع!
لكن عن أيّ عالم نتحدّث، والمسلمون العرب –أصحاب القضية- بلغ بهم الخذلان دركات قلّ أن تعرف أمّة الإسلام لها نظيرا.. في الأيام القليلة الماضية كشفت بعض المواقع معلومات صادمة عن حجم التبادل التجاريّ بين دول التطبيع العربيّ الخمس: الإمارات، مصر، البحرين، الأردن، والمغرب، من جهة، وبين الكيان المحتلّ من جهة أخرى، خلال 18 شهرا من العدوان الصهيونيّ على غزّة، تبيّن من خلالها أنّ حجم التبادل بين الطّرفين ازداد خلال حرب الإبادة الأخيرة، وقد كشف الصهاينة أنّ هذه الدول العربية صدّرت إليهم أكثر من عن 3660 صنفٍ من المنتجات، خلال هذه الحرب، بقيمة قاربت 2.5 مليار دولار.. واستوردت منهم أكثر من 1670 صنفٍ من المنتجات! بقيمة تجاوزت 1.35 مليار دولار!
ليس هذا فحسب، بل إنّ الكيان الصهيونيّ المحتلّ ما فتئ يلمّح – بين الحين والآخر- بأنّ هناك دولا عربية تبارك حربه على غزّة وتحرّضه ليواصل عملياته حتى يقضي على حماس! وبينها دول تعرض دفع تكاليف الحرب.. ومن آخر عجائب الخيانة أنّ “الإمارات” تطوّعت بنشر رادار عسكري صهيوني في الصومال لإيجاد نقطة رصد متقدمة للصواريخ التي يطلقها اليمنيون باتجاه الصهاينة!
لقد بلغت الخيانة بعرب اليوم إلى حدّ محاصرة المرابطين ومنع وصول أيّ قطعة سلاح إلى أيديهم، وبلغت إلى حدّ تجويع شعب غزّة حتّى تضطر المقاومة إلى الاستسلام، وبلغت إلى حدّ أنّ بعض الدول العربية تعتبر إعانة المقاومة جريمة تستحقّ العقوبة، كما حصل في الأردن المسلم قبل أيام، حين بلغ التآمر إلى حدّ اعتقال أعضاء من حركة حماس والاعتداء عليهم بالضرب المبرح وتعذيبهم جسديا ونفسيا وتفتيش منازلهم وتخريبها!
والأنكى من هذا والأشدّ ألما أنّ “رئيس السلطة الفلسطينية” وصف المرابطين المجاهدين بأنّهم “أولاد الكلب”، وطالبهم بتسليم أسرى العدوّ، وهو الذي لم ينبس ببنت شفة حول آلاف الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال، ولم يجرؤ على لفظ كلمة سوء بحقّ حكومة نتنياهو!
يحدث هذا في الوقت الذي يتباهى فيه الرئيس الأوكراني زلينسكي بأنّ هناك عشرات الآلاف من المتطوّعين الأجانب قد وفدوا إلى أوكرانيا لدعم القوات الأوكرانية في حربها ضدّ الروس. مع أنّ أوكرانيا هذه كانت قبل 1991م جزءً من روسيا، إلا أنّ العالم الغربيّ يتداعى لدعمها بالسلاح والمال والإعلام، بينما يقف مع الصهاينة الذين يحتلّون فلسطين ويحول بين المسلمين وبين دعم إخوانهم!
المصيبة أنّ بعض المسلمين لم يكتفوا بإثم القعود عن نصرة المحاصرين في غزّة، حتى راحوا يحرّفون دينهم ليبرّروا خذلان المرابطين في أرض الإسراء، بل وحمّلوا المقاومة مسؤولية الإبادة التي يتعرّض لها العزّل في غزّة.. بل وفي البلاد التي تحتضن قبلة المسلمين لفيفٌ من الدّعاة لا شغل لهم إلا تجريم حماس، حتى أنّ داعية سعوديا يدعى “حسين العولقي” خرج يوم الخميس الماضي في مقطع فيديو من أمام المسجد الحرام، ليدعو -بكلّ صفاقة- على حماس وينصح المسلمين بالدّعاء عليها!
هذا الداعية لم ينبس ببنت شفة ولم ينادِ بالدعاء على من استقدموا مغنية أمريكية ماجنة لتحيي حفلا خليعا في جدّة، على بعد 75 كم عن المسجد الحرام، مقابل مبلغ يقال إنه تجاوز 2 مليون دولار! بل لم نسمع داعية ولا عالما من علماء بلاد الحرمين الذين طالما تمّ تلميعهم وتصدير أسمائهم بأفخم الألقاب والأوصاف، لم نسمع لأحد منهم كلمة حول هذه الداهية التي نزلت بأرض جدّة المباركة، في أشهر الحجّ، في أيام تُقطّع فيها أوصال الأطفال في غزّة ويحرّق عباد الله المسلمون في خيامهم!
المفارقة أنّ الحفلة الماجنة التي نظّمت في جدّة حصلت بالتزامن مع إلغاء جامعة “كورنيل” الأمريكية حفلة لمغنية أمريكية تدعم فلسطين! ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)).

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post عمود الإسلام يُرفع من الحجاز إلى الشّام! (1) appeared first on الشروق أونلاين.