حقوق العمّال بين حضارة الغرب وحضارة الإسلام
أحيت أكثر دول العالم الخميسَ الماضي اليومَ العالمي للعمّال الموافقَ للفاتح من شهر ماي، الذي يعدّ مناسبة لتثمين النضال لأجل حقوق العمّال، حتّى ينال كلّ عمّال العالم حقوقهم الإنسانية ويتخلّصوا من العبودية التي ترهن حياتهم بأجور بخسة دراهم معدودة.. وقد كانت بدايات هذه المناسبة بتاريخ 1 ماي 1886م، حينما نظم ما لا يقلّ عن 400 […] The post حقوق العمّال بين حضارة الغرب وحضارة الإسلام appeared first on الشروق أونلاين.


أحيت أكثر دول العالم الخميسَ الماضي اليومَ العالمي للعمّال الموافقَ للفاتح من شهر ماي، الذي يعدّ مناسبة لتثمين النضال لأجل حقوق العمّال، حتّى ينال كلّ عمّال العالم حقوقهم الإنسانية ويتخلّصوا من العبودية التي ترهن حياتهم بأجور بخسة دراهم معدودة.. وقد كانت بدايات هذه المناسبة بتاريخ 1 ماي 1886م، حينما نظم ما لا يقلّ عن 400 ألف عامل في شيكاغو الأمريكية إضرابا يطالبون من خلاله بخفض ساعات العمل، رفعوا فيه شعار “ثمان ساعات عمل، ثمان ساعات نوم، ثمان ساعات فراغ للراحة والاستمتاع”.
جُوبِه إضراب العمّال يومها بالعنف من قبل السلطات، بتحريض من أرباب العمل وأصحاب الشركات، وقُتل عدد من العمال، وجُرّ كثير منهم إلى المحاكمات، وحُكم على 4 من قادة الإضراب بالإعدام.. ولكنّ النّضال ظلّ مستمرا حتى تمّ الاعتراف بحقوق العمّال في أمريكا وفي أوروبا، واعتبر الأوّل من ماي يوما عالميا للعمّال.. ولنا أن نلحظ هنا كيف أنّ العمّال في دول الغرب -التي تتغنّى الآن بحقوق الإنسان وحقوق العمّال- لم ينالوا حقوقهم حتى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الميلادي!
نعم. حقيقةً، في دول العالم الثالث، التي تنتمي إليها الدول العربية الإسلاميّة، لا يزال كثير من العمّال بعيدين عن حقوقهم، بل لا تزال حقوقهم حلما يسعون جاهدين ليحوّلوه إلى واقع، ولا يزال بعضهم يعاني عبوديّة مقنّعة، ويفني كثير منهم أعمارهم في تحصيل لقمة العيش، ويقضي الواحد منهم بياض نهاره كاملا، ويضطرّ إلى العمل في أكثر من عمل، لأجل أن يوفّر ضروريات العيش لأسرته. من العمّال من يخرج في وقت الفجر أو قبله، قبل أن يستيقظ أبناؤه، ولا يعود إلا في آخر الليل ليجدهم نياما، فلا يرونه ولا يجتمعون به على طعام ولا على حديث، كلّ هذا لأجل أن يوفّر لفراخه ضروريات الحياة! هذا موجود في واقع الدول العربية الإسلاميّة، لكن لا علاقة له بالإسلام.
ديننا يأمر بالتخفيف عن العامل والأجير ويحرّم أن يكلّف فوق طاقته، يقول النبيّ –صلـى الله عليه وسلم-: “إِخوانكم خَوَلُكُم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم” (رواه البخاري)، هذا الكلام قاله النبيّ –صلّى الله عليه وآله وسلّم- 1250 عاما قبل أن تُفتح عيون الغرب على حقوق العمّال.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post حقوق العمّال بين حضارة الغرب وحضارة الإسلام appeared first on الشروق أونلاين.