عميد مسجد باريس يعلن “الحرب” على تقرير روتايو

النائب لعناني: فرنسا تعمل على جعل الإسلام بُعبعا يزيد سابق: على المثقفين الفرنسيين الردّ بقوة على التقرير لا يزال التقرير حول ما يوصف “التسلل الإسلامي”، الذي كان موضوع اجتماع مجلس وزراء للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يسيل الكثير من الحبر، بسبب خلفياته السياسية والإيديولوجية والتي من شأنها أن تؤدي إلى حالة من التشرذم داخل المجتمع الفرنسي […] The post عميد مسجد باريس يعلن “الحرب” على تقرير روتايو appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 27, 2025 - 20:15
 0
عميد مسجد باريس يعلن “الحرب” على تقرير روتايو

النائب لعناني: فرنسا تعمل على جعل الإسلام بُعبعا
يزيد سابق: على المثقفين الفرنسيين الردّ بقوة على التقرير

لا يزال التقرير حول ما يوصف “التسلل الإسلامي”، الذي كان موضوع اجتماع مجلس وزراء للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يسيل الكثير من الحبر، بسبب خلفياته السياسية والإيديولوجية والتي من شأنها أن تؤدي إلى حالة من التشرذم داخل المجتمع الفرنسي المركب من جنسيات وأعراق متعددة.
وللمرة الثانية في ظرف أقل من أسبوع، يدخل “مسجد باريس الكبير” على خط هذا التقرير الموصوف بالخطير من قبل باحثين وأكاديميين فرنسيين، في مقال مطول لعميده شمس الدين حفيز، نشره ليلة الإثنين إلى الثلاثاء على حساب المسجد في منصة “إكس”، “تويتر سابقا”، وجه من خلاله انتقادات لاذعة لهذا التقرير، الذي يصنف المواطنين الفرنسيين على أساس دينهم.
وكتب شمس الدين حفيز: “هناك أوقات في التاريخ يتعثر فيها العقل، عندما تستسلم الجمهورية، على الرغم من أنها مبنية على أسس العدالة والوضوح، لسهولة الهوس. ويعد التقرير الذي نشر مؤخرا عن جماعة الإخوان المسلمين، والذي صدر بشكل مخيف عن الدوائر الحكومية، أحد هذه الأدلة الشريرة. ليس المقصود منه الإعلام، بل التعيين. فهو لا يسعى إلى الفهم، بل إلى العزل. وفي هذه الآلية التفتيشية، يتم اغتيال روح ميثاقنا الجمهوري”.
وتحدث عميد المسجد الكبير في باريس عن “مناخ الخوف والشك والوصم”، كرسه التقرير الذي أنجزته مصالح وزارة الداخلية الفرنسية، التي يقودها واحد من أكثر الوزراء عنصرية في تاريخ فرنسا الحديث، ونبه شمس الدين حفيز في مقاله إلى  إن ما يتم تعقبه من خلال هذا التقرير العنصري “ليس الأفعال، بل النوايا، ليس جرائم، بل انتماءات مفترضة، ليست مشاريع إجرامية، بل حضور واضح للغاية، واستقواء للغاية، وإسلامي للغاية”.
وبرأي صاحب المقال، فإن التقرير يلقي حالة من الشك على الملايين من المسلمين. وكتب: “من تنوع الخلفيات والممارسات والتاريخ الإسلامي في فرنسا، نرسم لوحة جدارية موحدة وخطيرة، حيث يصبح كل مؤمن مشتبها به، وحيث يصبح كل مسجد حصنا، وحيث يصبح كل إمام صوتاً لخطر غامض.. إنه سلاح إبلاغي يستخدم ضد قطاع من الشعب الفرنسي، وهو القطاع نفسه الذي نود إسكاته خلف ستار من الكلمات التقنية والصور الغامضة”.
كما تساءل شمس الدين حفيز: “لماذا يتم نشر هذه الاتهامات في الوقت الذي لا يزال فيه الألم الذي يعانيه مواطنونا المسلمون حاضرا؟ لماذا، بعد أسابيع قليلة من اغتيال أبوبكر سيسي أثناء صلاته في مسجد في فرنسا، نعارض الصمت على الحزن، والشك على الحداد؟ كان المسلمون الفرنسيون الغاضبون ينتظرون اندفاعا جمهوريا، واعترافا، وكلمة رحمة. لقد كان تقريرا بمثابة توجيه أصابع الاتهام، وكلمة جارحة، وانعدام ثقة”.
وبلهجة صارمة لا مكان فيها لأي شك، يعبر شمس الدين حفيز عن رفض مسجد باريس لهذا التقرير: “لا، وألف مرة لا. إن مسجد باريس، المؤسسة التي ولدت من تحالف بين الجمهورية وجنودها المسلمين الذين سقطوا في فخها، لا يمكن أن يظل صامتا في مواجهة ما يعتبر خيانة أخلاقية، لأن هذا النص في نهاية المطاف لا يستهدف جماعة الإخوان المسلمين، بل المسلمين في فرنسا، في مجملهم، في تنوعهم، في كرامتهم”.
من جهته، يرى النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن الجزائريين بفرنسا، المنطقة الثانية، سعد لعناني، أن “الدولة الفرنسية التي تتخذ من اللائكية شعارا ومذهبا لها، فشلت في تسيير ملف حساس يمس الملايين من مواطنيها، فيما نجحت دوائر الحقد السياسي واليمين المتطرف في زعزعة أركان الدولة الفرنسية وبذلك تعرضها لمختلف التهديدات الداخلية”.
ويؤكد النائب في تواصل مع “الشروق”، أن التدابير التي اتخذتها الدولة الفرنسية ضد الجاليات المسلمة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن “فرنسا وبعد ما سقط البعبع الأحمر (الشيوعية)، ها هي تخلق بعبعا آخر هو البعبع الأخضر (الإسلام)، الذي أصبح محل تهجم دائم من طرف أوساط معروفة بحقدها وعنصريتها، وإن أخذ هذه المرة مسمى الإخوان المسلمين”.
ويضيف: “لقد أصبح المسلمون في فرنسا إخوانا مسلمين وباتوا في عين العاصفة. التمييز والاحتقار من وسائل الإعلام يصيب مباشرة أبناء الجالية الجزائرية وسائر الجاليات المسلمة بألفاظ قبيحة وتسميات غير لائقة”.
بدوره، رافق يزيد سابق، وهو وزير سابق من أصل جزائري، عمل في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، الجدل حول التقرير المتعلق بـ”التسلل الإسلامي”، واصفًا في مقال له بصحيفة “ميديا بار” ما يحصل تجاه المسلمين في فرنسا بأنها “نقطة تحول”، ودعا المثقفين في فرنسا إلى الرد على هذا التقرير.
ويعتبر الوزير الفرنسي الأسبق بأن التقرير “يشكل ثمرة انجراف طويل نحو حالة شبحية، مسكونة علاوة على ذلك بخيال العدو الداخلي”، مشيرا إلى أن التقرير “لا يسمي حقائق، ولكنه يحاكم النوايا، لا يثبت شيئا بعينه، غير أنه يلمح إلى كل شيء”، وهو تطور خطير يستحضر ما عاشه اليهود في أوروبا في ثلاثينيات القرن العشرين، أو اليابانيين في الولايات المتحدة في الأربعينيات من القرن ذاته.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post عميد مسجد باريس يعلن “الحرب” على تقرير روتايو appeared first on الشروق أونلاين.