كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بمناسبة إحياء ذكرى 20 أوت ” يوم المجاهد “
يومية الاتحاد الجزائرية كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بمناسبة إحياء ذكرى 20 أوت ” يوم المجاهد “ كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الأستاذ عبدالكريم بن المبارك بمناسبة إحياء ذكرى 20 أوت – يوم المجاهد في مقر حزب جبهة التحرير الوطني . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أعزّ الجزائر برجالها الأحرار، ورفع شأنها بتضحيات أبنائها الأبرار، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأطهار. – الأستاذ الفاضل الدكتور … كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بمناسبة إحياء ذكرى 20 أوت ” يوم المجاهد “ itihad

يومية الاتحاد الجزائرية
كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بمناسبة إحياء ذكرى 20 أوت ” يوم المجاهد “
كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الأستاذ عبدالكريم بن المبارك بمناسبة إحياء ذكرى 20 أوت – يوم المجاهد في مقر حزب جبهة التحرير الوطني .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعزّ الجزائر برجالها الأحرار،
ورفع شأنها بتضحيات أبنائها الأبرار،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأطهار.
– الأستاذ الفاضل الدكتور صويلح بوجمعة رئيس لجنة الحكماء
– الأستاذ الفاضل نذير بولڨرون مدير هذه الندوة المباركة،
– الأستاذ الفاضل الدكتور نورالدين السد المحترم،
– السادة المجاهدون الأشراف،
– السيدات المجاهدات الشريفات،
– السادة الأساتذة الباحثون،
– الإخوة والأخوات إطارات الحزب ومناضلوه،
– أسرة الإعلام،
– الضيوف الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنه لشرف عظيم أن أقف اليوم بينكم في هذه المناسبة الخالدة، ونحن نحيي ذكرى 20 أوت – يوم المجاهد، هذا اليوم الذي لا يُختصر في رقم على صفحات التقويم، بل هو عنوان للتحدي والإصرار، ورمز من رموز ملحمة التحرير التي صنعت مجد الجزائر.
إننا اليوم لا نلتقي من أجل الاحتفال فقط، بل من أجل استحضار الدروس والعبر، ولنجعل من هذه المناسبة الجليلة منارةً نهتدي بها في حاضرنا، ونستلهم منها العزم لمواصلة بناء مستقبل وطننا.
أيها الحضور الكريم،
لقد كان 20 أوت 1955 في الشمال القسنطيني علامة فارقة في مسار ثورة التحرير المباركة، كانت الهجمات في ذلك اليوم بمثابة الصرخة المدوية التي أيقظت الضمير العالمي، وأثبتت أن الجزائر لم تكن قضية استعمارية عادية، وإنما قضية شعب بأكمله يطالب بحقه في الحرية والكرامة.
لقد خرج الشعب من صمته، وشارك بجميع فئاته في المعركة، مؤكدًا أن الثورة لم تكن ثورة نخبة صغيرة، بل كانت ثورة أمة كاملة، فمنذ المقاومات الشعبية، والحركة الوطنية، وثورة أول نوفمبر 1954 أعلنت الجزائر للعالم أجمع أنها عازمة على النصر، مهما كلفها ذلك من تضحيات.
وإن 20 أوت 1955 يوم هجومات جيش التحرير الوطني على مراكز ومواقع جيوش الاحتلال الفرنسي الغاشم وعلى المستوطنين والخونة في جميع مناطق الشمال القسنطيني يبقى يوما مشهودا وتاريخيا في مسيرة ثورة التحرير الجزائرية، زعزع كيان الاحتلال الفرنسي وأحدث صدى منقطع النظير في الداخل والخارج، وهو إحدى المنارات الهامة التي هيأت لمؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، هذا المؤتمر التاريخي الذي أسس للشرعية الثورية، ومنح الثورة عقلها السياسي والتنظيمي، حيث وضع اسس القيادة الجماعية، وأكد أن الثورة ليست مجرد انتفاضة مسلحة، بل هي مشروع تحرر وطني شامل، وبذلك جسّد المؤتمر وعيًا عميقًا بضرورة أن تبقى الثورة مرتبطة بالشعب وبالأرض، وأن تكون غايتها بناء الدولة الجزائرية المستقلة.
هكذا التقت تضحيات الدماء في 1955 مع وضوح الرؤية في 1956، فتشكلت وحدة المسار، وبرزت قوة الثورة التي لم تعد مجرد حركة مقاومة، بل أصبحت مشروعًا وطنيًا متكاملًا قاد الجزائر إلى الاستقلال في 1962.
أيها الإخوة والأخوات،
إن تلاقي الحدثين في 20 أوت يُرسّخ في وعينا الوطني أن الوحدة الشعبية هي سر النصر، وأن القيادة والتنظيم هما ضمان الاستمرارية، وأن التضحيات هي أساس الحرية.
فالتاريخ ليس مجرد ماضٍ نحكيه، بل هو رسالة مستمرة، وحاضر يتجدد في كل جيل، إن جيل نوفمبر ضحّى بحياته ليمنحنا الاستقلال، وعلينا اليوم أن نواصل الوفاء لهذا الإرث بمواصلة بناء جزائر قوية، منيعة، وعادلة.
وبهذه المناسبة التاريخية الجليلة أغتنم الفرصة لأهنئ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي جعل من الحفاظ على الذاكرة الوطنية محورا من المحاور الكبرى في برنامجه الرئاسي، لما للذاكرة من فعالية في تحصين الذات وتعزيز الوحدة واستشراف المستقبل، كما أرفع وافر الثناء لجيشنا المغوار سليل جيش التحرير الوطني، وكافة أسلاك الأمن على المرابطة وحماية الثغور، والحفاظ على أمن الوطن، ولا يفوتني أن أوجه التهاني لكافة مواطنينا بالمناسبة، وأغتنم الفرصة لأوجه رسالة إلى مناضلينا عامة وإلى شبابنا خاصة في الداخل والخارج، فأقول: يا شباب الجزائر الحرة إنكم أبناء الاستقلال، لكنكم أيضًا ورثة الثورة، إذا كان جيل نوفمبر قد كتب بدمه ملحمة التحرير، فإن شباب الجزائر اليوم مدعو إلى مواصلة الحفاظ على المكاسب الوطنية، ومواصلة كتابة ملحمة البناء والإعمار.
إن تضحيات 20 أوت لم تكن من أجل الاستقلال السياسي فقط، بل من أجل جزائر تسع الجميع، متماسكة في وحدتها، متجذرة في هويتها، متطلعة إلى مواصلة بناء مستقبلها، بسواعد كافة أبنائها وبناتها.
وعليه، يجب اليوم أن نتحمل مسؤولياتنا أينما كنا، وأن نعزز من قدراتنا، وأن نحمي وطننا من كل محاولات التفريق والتفتين، وأن نجعل من العلم والعمل والإبداع ميادين جديدة للجهاد في سبيل تنمية الجزائر وتقدمها.
الإخوة والأخوات،
إن إحياء ذكرى 20 أوت هو تجديد للعهد مع الشهداء، ورسالة للأجيال بأن الجزائر ليست ملكًا لجيل دون جيل، بل هي أمانة مشتركة تتوارثها الأجيال عبر التضحية والعمل.
فلنقف جميعًا صفًا واحدًا، مجاهدين ومناضلين ومناضلات وشبابًا، لحماية وطننا وتقدمه، ولنجعل من الجزائر التي حُررت بالدماء وطنًا في طليعة الدول بالعلم والعمل، وستبقى الجزائر رائدة وملتزمة بالدفاع عن القضايا العادلة في العالم، ومناصرة للشعوب المستضعفة، بالدفاع عن حقوقها المشروعة في تقرير مصيرها، وفي طليعتها حقوق الشعب الفلسطيني والشعب الصحراوي، اللذان يتعرضان للاحتلال والظلم والاضطهاد، وإن موقف الجزائر في الدفاع عن القضايا العادلة مستلهم من التزامها بقرارات الشرعية الدولية، ومن منطلق وفائها الدائم للقيم الإنسانية الخالدة التي رسختها ثورة التحرير المباركة.
كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بمناسبة إحياء ذكرى 20 أوت ” يوم المجاهد “
itihad