لاسلو كراسنهوركاي.. الكاتب المجري الذي حوّل الخراب إلى فنّ يتوّج بجائزة نوبل للآداب لعام 2025

منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للآداب لعام 2025 للكاتب المجري لاسلو كراسنهوركاي، اعترافاً بما وصفته بـ”إبداعه الرؤيوي الذي، وسط الرعب الكارثي، يعيد التأكيد على قوة الفن وقدرته على الخلاص”. بهذا التتويج يرسخ كراسنهوركاي مكانته كأحد أبرز الأصوات الأدبية في أوروبا المعاصرة، وصاحب أسلوب فريد يمزج بين الفلسفة والعبث والرؤية الشعرية في استكشاف مصير الإنسان في […] The post لاسلو كراسنهوركاي.. الكاتب المجري الذي حوّل الخراب إلى فنّ يتوّج بجائزة نوبل للآداب لعام 2025 appeared first on الجزائر الجديدة.

أكتوبر 9, 2025 - 19:32
 0
لاسلو كراسنهوركاي.. الكاتب المجري الذي حوّل الخراب إلى فنّ يتوّج بجائزة نوبل للآداب لعام 2025

منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للآداب لعام 2025 للكاتب المجري لاسلو كراسنهوركاي، اعترافاً بما وصفته بـ”إبداعه الرؤيوي الذي، وسط الرعب الكارثي، يعيد التأكيد على قوة الفن وقدرته على الخلاص”. بهذا التتويج يرسخ كراسنهوركاي مكانته كأحد أبرز الأصوات الأدبية في أوروبا المعاصرة، وصاحب أسلوب فريد يمزج بين الفلسفة والعبث والرؤية الشعرية في استكشاف مصير الإنسان في عالم يتهاوى.

وُلد كراسنهوركاي عام 1954، ويُعدّ من الكتاب الذين حفروا لأنفسهم مساراً مغايراً في الأدب العالمي من خلال أسلوبه الكثيف وجُمله الطويلة المتدفقة التي تنقل القارئ إلى عوالم مفعمة باليأس والدهشة معاً. وقد نال شهرة مبكرة في العالم الأنجلوساكسوني بعد حصوله عام 2015 على جائزة “مان بوكر العالمية”، التي كانت بمثابة تمهيد لفوزه بنوبل، في حين تأخر اكتشافه في فرنسا حتى مطلع الألفية الجديدة، بفضل جهود دور نشر صغيرة مثل “كامبوراكيس” التي نشرت له أعمالاً مميزة بترجمة جويل دوفويي، من بينها نزل سيوبو على الأرض (2018) وعودة البارون فينكهايم (2023) وأعمال صغيرة من أجل قصر (2024).

جاءت انطلاقته الكبرى عام 1985 مع روايته الشهيرة تانغو الشيطان، التي استشرفت سقوط النظام الشيوعي في المجر قبل سنوات من حدوثه، حيث يصوّر فيها قرية نائية يدخلها رجلان غامضان فيثيران بين سكانها سلسلة من الأحداث المظلمة التي تقودهم إلى رقصةٍ جحيمية لا عودة منها. تحمل الرواية في طياتها نظرة سوداوية إلى الوجود، لكنها لا تخلو من سخرية لاذعة تكشف هشاشة الإنسان أمام قوى الخراب والعبث.

وفي عمله كآبة المقاومة الصادر عام 1989، يواصل الكاتب استبطان العالم المأزوم ذاته، من خلال قصة بلدة صغيرة يقتحمها غرباء غامضون فيعمّها الفوضى والاضطراب، فيما يجوبها سيرك غريب يعرض رجلاً مشوهاً وحوتاً محنطاً. من خلال هذا المشهد السريالي يرسم كراسنهوركاي صورة للواقع كحركة عبثية لا تؤدي إلى نتيجة، حيث يصبح الفعل بلا معنى والنجاة وهماً بعيداً.

أما روايته سيوبو هناك في الأسفل الصادرة عام 2008، فتفتح آفاقاً روحية جديدة، إذ تتأمل في معنى الجمال ودور الفنإنّ وسط المعاناة والزوال. يستحضر فيها الكاتب رحلاته إلى الصين واليابان ليبني رؤيته المتأثرة بالفكر البوذي، مفتتحاً العمل بمشهدٍ تأملي لطائر مالك الحزين الأبيض في نهر كيوتو، رمزاً لعزلة الفنان وسكونه وسط ضجيج العالم، قبل أن يبلغ ذروته في مشهد نقل لوحة إيطالية غير مكتملة، في استعارةٍ بديعة عن هشاشة الإبداع وخلوده في آن.

فوز لاسلو كراسنهوركاي بجائزة نوبل للآداب هو تتويج لمسيرة أدبية فريدة تُعيد تعريف معنى الجمال في زمن الخراب، وتُبرهن أن الفن، حتى في أحلك لحظات الإنسانية، يظل القادر على منح العالم بصيصاً من النور والمعنى.

 
خليل عدة

The post لاسلو كراسنهوركاي.. الكاتب المجري الذي حوّل الخراب إلى فنّ يتوّج بجائزة نوبل للآداب لعام 2025 appeared first on الجزائر الجديدة.