كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني حول دور المرأة في القيادة وصنع السياسات

يومية الاتحاد الجزائرية كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني حول دور المرأة في القيادة وصنع السياسات ألقي الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الأستاذ عبدالكريم بن المبارك اليوم الخميس بمقر حزب جبهة التحرير الوطني- حيدرة- في ندوة ” كلمة حول دور المرأة في القيادة وصنع السياسات.. واقع وآفاق” و”دور المناضلة في تسيير الشأن العمومي.. واقع وتحديات” بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين … كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني حول دور المرأة في القيادة وصنع السياسات itihad

أكتوبر 9, 2025 - 16:02
 0
كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني حول دور المرأة في القيادة وصنع السياسات

يومية الاتحاد الجزائرية
كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني حول دور المرأة في القيادة وصنع السياسات

ألقي الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الأستاذ عبدالكريم بن المبارك اليوم الخميس بمقر حزب جبهة التحرير الوطني- حيدرة- في ندوة ” كلمة حول دور المرأة في القيادة وصنع السياسات.. واقع وآفاق” و”دور المناضلة في تسيير الشأن العمومي.. واقع وتحديات”

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

– السيدات والسادة إطارات الحزب ومناضلوه
– أيّتها السيدات الفضليات،
– أيّها السادة الأفاضل،
– الحضور الكريم
– أسرة الإعلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنه لشرف عظيم أن نجتمع اليوم في هذا الفضاء النضالي العريق، تحت راية حزب جبهة التحرير الوطني، حزب الشهداء والمجاهدين، حزب الأصالة والسيادة الوطنية، لنقف وقفة عرفان وتقدير لدور المرأة الجزائرية في بناء الدولة وصناعة التاريخ، فحين نتحدث عن المرأة في الجزائر، فإننا لا نستحضر نصف المجتمع فحسب، بل نستحضر قلب الوطن النابض، وذاكرته الحية، وضميره الذي ظلّ وفيًّا للقيم الوطنية والإنسانية منذ فجر المقاومة ضد الاستعمار.

لقد كانت المرأة الجزائرية عبر التاريخ رمزًا للكرامة والعطاء والتضحية، منذ البطلة فاطمة نسومر التي قادت صفوف المقاومة في جبال جرجرة، متحدّيةً بنبلٍ وعزمٍ آلة القهر الاستعماري، إلى آلاف المجاهدات اللواتي نذرن حياتهن أثناء ثورة التحرير المباركة، حاملات السلاح، والدواء، والرسالة الوطنية، في الجبال والوديان، في المدن والقرى، في السجون والمعتقلات، لقد كانت المرأة الجزائرية شريكًا كاملاً في الكفاح، وصوتًا صادقًا في الوجدان الوطني، ولبنة أساسية في صرح الحرية والاستقلال.

ومن هذا التاريخ المجيد، تستمدّ المرأة الجزائرية اليوم مشروعيتها السياسية والقيادية في صنع القرار وتسيير الشأن العام، فالأمة التي أنجبت فاطمة نسومر وجميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي وعلية عبد اللاوي، لا يمكن إلا أن تُعلي من شأن المرأة، وتمنحها المكانة التي تستحقها في قيادة الوطن وصياغة مستقبله.

لقد خطت الجزائر خطواتٍ راسخة في تمكين المرأة سياسيًا واجتماعيًا، بفضل الخيارات الدستورية والقانونية التي كرّست مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، فدستور بلادنا نصّ صراحة على ترقية تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة، وضمان مشاركتها الفاعلة في الحياة العامة، وأقرت التشريعات الوطنية إجراءاتٍ واضحة لضمان حضورها في مراكز القرار والإدارة، وليس هذا منّةً أو تفضلاً، بل هو اعتراف بقدرتها وكفاءتها، وبما أثبتته من جدارةٍ في كل المجالات.

لقد أصبحت المرأة اليوم فاعلاً أساسيًا في البرلمان بغرفتيه، وفي المجالس البلدية والولائية، وفي المؤسسات الإدارية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية والثقافية، كما تمثل بلادها على الصعيد الدولي، في المنظمات الإقليمية والأممية، بكل فخر وكفاءة، مجسّدة صورة الجزائر الجديدة التي تراهن على الكفاءة والمواطنة، إنها تشارك في صياغة السياسات العمومية، وتساهم في قيادة مشاريع التنمية، وتدير مؤسسات كبرى بروح المسؤولية والانتماء.

وحزب جبهة التحرير الوطني، الحزب الذي حمل راية التحرير، ظلّ على العهد، نصيرًا للمرأة، ومؤمنًا بقدراتها، وفخورًا بمناضلاته في كل ربوع الوطن، فقد كانت المناضلة دوماً شريكة في صنع القرار الحزبي، وفي تفعيل البرامج الاجتماعية والسياسية، ومثّلت الحزب في المحافل الوطنية والدولية بأصالة ووعي والتزام، إن حزب جبهة التحرير الوطني لا يتحدث عن المرأة كشعار، بل كقناعة راسخة في عقيدته الفكرية والنضالية.

– أيّتها السيدات، أيّها السادة،

إن القيادة النسائية في الجزائر اليوم ليست ترفًا ولا مجاملة، بل ضرورة استراتيجية تفرضها تحديات التنمية وبناء الدولة الحديثة، فالمرأة بما تمتلكه من طاقات فكرية وإدارية وأخلاقية، قادرة على تجديد الفعل السياسي، وتقديم نموذج في الحكامة الرشيدة، والنزاهة، والالتزام الوطني، إن تجاربنا في تسيير الشأن العمومي أثبتت أن المناضلات قادرات على الجمع بين الكفاءة والمواطنة، بين الرؤية والواقعية، بين الطموح والوفاء لمبادئ نوفمبر المجيد.

غير أن هذه المكاسب، رغم أهميتها، تحتاج إلى تعميقٍ وتأصيلٍ في الثقافة السياسية والاجتماعية، فما زال أمامنا طريق لترسيخ قناعةٍ مجتمعيةٍ راسخة بأنّ المرأة ليست مجرّد مشاركة شكلية، بل هي عمدة في صنع القرار، وعنصر فاعل في بلورة السياسات العمومية، وهذا يقتضي أن نمنحها مزيدًا من الثقة، ونفتح أمامها مساحاتٍ أوسع للتأطير والتكوين والمبادرة، لأن تطور المجتمع رهينٌ بمدى انخراط نسائه في مشروعه الوطني.

وفي هذا السياق، تأتي هذه الندوة التكوينية لتذكّرنا جميعًا بأنّ دور المرأة في القيادة، وصنع السياسات هو امتداد طبيعي لدورها التاريخي في المقاومة والتحرير، وأنّ راهنها هو جسر نحو مستقبلٍ تشاركيٍّ أكثر عدلاً وإنصافًا.

– أيّتها المناضلات العزيزات،

إننا نثمّن عالياً حضوركنّ الفاعل داخل الحزب، وفي المجتمع المدني، وفي مختلف هيئات الدولة، أنتنّ الطاقة الحية في جسد الوطن، والمحرّك الصامت في كثير من النجاحات، والضمانة الأخلاقية لاستمرار مسار التنمية والعدالة الاجتماعية، وإنّ الحزب، وهو على مقربة من الاستحقاقات الانتخابية القادمة، يعلن اعتزازه بكنّ، ويؤكد أنّكنّ جزء لا يتجزأ من مشروعه السياسي والاجتماعي، ومن عقيدته في النضال الديمقراطي والمواطنة الفاعلة.

فنحن نؤمن بأنّ المرأة المناضلة، حين تُمنح الثقة، تخلق الفارق، وتُحدث التغيير البنّاء، لقد أثبتنّ في كل الميادين أنّكنّ أهل للمسؤولية، في المجالس المنتخبة البلديات، والمجالس الشعبية الولائية ، والبرلمان، والإدارة، والمؤسسات التربوية والاقتصادية، إنّ مساهمتكنّ اليوم ليست امتدادًا لدور تقليدي، بل هي إسهام نوعيٌّ في بلورة رؤية وطنية جامعة، تجعل من المرأة ركيزة في صناعة القرار وفي ترقية الشأن العام.

وفي هذا السياق، فإنّ حزب جبهة التحرير الوطني يلتزم بمواصلة دعم الكفاءات النسوية، وتأطير المناضلات، وتوسيع حضورهنّ في الهياكل القيادية والتنظيمية، بما ينسجم مع التحولات الاجتماعية والسياسية التي تعيشها بلادنا، لأننا نؤمن أن مستقبل الحزب، كالوطن، لا يُبنى إلا بتكامل الطاقات، وتوازن الأدوار، ووحدة الإرادة.

– أيّتها السيدات، أيّها السادة،

إنّ المرأة الجزائرية اليوم تسير بخطى واثقة في مسار التمكين والريادة، متسلّحة بقيم نوفمبر، وبتاريخٍ مجيدٍ صنعته بدماء المجاهدات، وبإرادةٍ لا تلين، وهي تدرك أن معركة اليوم كما كانت ضد الاستعمار، فهي ضد التخلف، والفساد، واللامسؤولية، وأنّ موقعها في القيادة ليس غاية في ذاته، بل رسالة وطنية لبناء الجزائر الجديدة، الجزائر العادلة، الديمقراطية، المتضامنة، المتفتحة على العالم، والمعتزة بانتمائها وهويتها.

إنّ حزب جبهة التحرير الوطني، وهو يتأهب لاستحقاقاتٍ قادمة، يعلن أمام الجميع أنّه ستظلّ وفيا لرسالته التاريخية، داعما لكلّ مبادرات تمكين المرأة، وحاضنا لكلّ الطاقات النسوية التي ترفع راية الوطن في كل الميادين، نحن نفتخر بأنّ الحزب اليوم يضمّ نخبًا نسوية وازنة، تسهم بفاعلية في تسيير الشأن العام، وتشارك بوعي ومسؤولية في صنع القرار الوطني والمحلي.

ختامًا، أقولها بصدق وإيمان: المرأة الجزائرية ليست نصف المجتمع فحسب، بل هي كلّ الوطن حين تناضل، وحين تبني، وحين تقود، فبها تُزهر الجزائر، وبها يُصان التاريخ، وبها نصنع مستقبلًا مشرقًا لأجيالنا القادمة.

– عاشت الجزائر حرّة، مستقلة، شامخة،
– عاشت مناضلات حزب جبهة التحرير الوطني رمزًا للعطاء والإخلاص.
– المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
– العزة والمجد للجزائر على مدى الزمن

كلمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني حول دور المرأة في القيادة وصنع السياسات
itihad