مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية بوابته الاحترام ووقف الحملات العدائية

حذّر كل من عميد جامع باريس الكبير، شمس الدين حفيز ورئيس أساقفة الجزائر الكاردينال جان بول فيسكو، من الآثار السلبية التي يمكن أن تخلفها “التوترات الديبلوماسية” الحالية بين الجزائر وفرنسا، التي وصلت إلى مستوى غير مسبوق. فالأزمة التي تغذيها الكثير من الأطراف اليمينية، والتي تدفع بها إلى مزيد من التوتر، وصلت إلى حد انخراط الرئيس […] The post مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية بوابته الاحترام ووقف الحملات العدائية appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 24, 2025 - 19:50
 0
مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية بوابته الاحترام ووقف الحملات العدائية

حذّر كل من عميد جامع باريس الكبير، شمس الدين حفيز ورئيس أساقفة الجزائر الكاردينال جان بول فيسكو، من الآثار السلبية التي يمكن أن تخلفها “التوترات الديبلوماسية” الحالية بين الجزائر وفرنسا، التي وصلت إلى مستوى غير مسبوق. فالأزمة التي تغذيها الكثير من الأطراف اليمينية، والتي تدفع بها إلى مزيد من التوتر، وصلت إلى حد انخراط الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، في مسار من العدائية ضد الجزائر يستشف من الرسالة التي وجهها إلى رئيس الوزراء فرانسوا بايرو.
واستنادا إلى نص مشترك وقعه الرجلان، ونشر في صحيفة “لوموند” الأحد، فقد شددت الشخصيتان على أن المستقبل بين البلدين لن يكون متينا إلا عبر بوابة الأخوة والاحترام المتبادل. وأضافت الشخصيتان أن ما دفعهما إلى تحرير هذا البيان، إنما هو الشعور بالمسؤولية وبضرورة التأكيد على أن التعايش بين الشعبين ممكن، رغم التمايز الديني “أمام الأزمة الخطيرة التي تُعكّر العلاقات بين فرنسا والجزائر اليوم، نشعر – نحن عميد جامع باريس الكبير ورئيس أساقفة الجزائر – بواجب رفع الصوت عاليا، باسمنا الشخصي وبروح من التواضع أمام مسؤولياتنا، لنقول ما يجمعنا: نحن إخوة”.
هذه الأخوّة، تضيف الرسالة “ليست مجرد شعار، بل تجربة حيّة، وُلدت من تاريخنا الفردي والجماعي، من انتماءاتنا الدينية والثقافية، ومن وفائنا لشعبين ووطنين. لقد قادتنا، كلّ عبر مساره الخاص، إلى حمل صوت جماعة إيمانية وإشراكها في الحوار مع المجتمع كله”.
هذا النداء المشترك، يفضح النظرة العنصرية التي يتبناها اليمين تجاه الأقليات والجاليات التي تعيش فوق التراب الفرنسي، والتي تتعرض لهجمات مكثفة عبر مختلف الوسائل والوسائط، والتي تغدي التمييز العنصري، والتدخل في شؤون الآخرين ومحاولات فرض رؤية لا تتماشى وخصوصيات تلك الأقليات، عبر التضييق القانوني والتمييز بينها وبين باقي مكونات المجتمع الفرنسي، رغم أن الاختلاف حسبهما “ليس مشكلة، بل فرصة. فالمواطنة الكاملة لا تعني التخلّي عن الإيمان، بل عيشه بروح من المسؤولية والاحترام”.
كما استحضرت الرسالة المبادئ والأهداف التي دافع عنها القديس أوغستين، “الإفريقي المتجذّر في الجزائر القديمة والكوني بفكره، نريد أن نُظهر أن الهوية ليست كتلة مغلقة، بل واقع حي، دائم التفاعل” وعبرا عن رفض اعتبارهما غرباء في أي من البلدين”. خاصة بعد الحملة التي قادها اليمين والكثير من الأطراف الصهيونية ضد عميد مسجد باريس منذ 2023 والتي تسعى إلى شيطنته، من خلال كيل الاتهامات بمعاداة السامية، وهي المزاعم التي لا تجد لها سندا، إلا في الإعلام الفرنسي المتصهين.

“ماضٍ مؤلم مثقل بالجراح”
الرسالة عادت أيضا إلى جذور تدهور العلاقات، التي ربطتها بماض مؤلم ومثقل بالجراح، “لا يمكننا إلا أن نقرّ بأن تدهور العلاقات بين فرنسا والجزائر اليوم جذوره في ماضٍ مؤلم مثقل بجراح لم تُقَل بالصدق الكافي. لقد غابت كلمات المصالحة، ولو قيلت لفتحت باب مستقبل أكثر هدوءا. وما زال قولها ممكنا.
إن إغراء استغلال الذاكرة لتحويلها إلى ساحة معركة إغراءٌ كبير، لكن كما ذكّر نيلسون مانديلا: «المصالحة لا تعني النسيان، بل ألّا نكون أسرى له. نحن نؤمن أن الحقيقة التاريخية، عندما تُقال بلا إذلال، هي طريق نحو المستقبل لا رجوع إلى الوراء”.
وفي الأخير دعت الرسالة إلى عدم إضافة توتر جديد إلى التوتر الحالي، والذي خرج من عباءة اليمين المتطرف، وكان ناطقه الرسمي، وزير الداخلية برينو روتايو، الذي عمل خلال سنة كاملة على صب الزيت على النار، من خلال اتخاذ قرارات عدائية ضد الجزائر كدولة، والجالية الجزائرية المقيمة على التراب الفرنسي، وهو الصراع الذي حاولت فيه الجزائر أن لا تنجرف في سياقاته، من خلال دحض الأكاذيب وفضح الذين يقفون وراءها، قبل أن تقوم بما يتوجب عليها القيام به، من خلال القرارات السيادية التي اتخذتها والتي وصلت حد اتخاذ قرار بإيقاف سريان اتفاق حاملي جوازات السفر الديبلوماسية.
للتذكير، فإن شمس الدين حفيز، محامٍ فخري، جزائري فرنسي، عميد جامع باريس الكبير منذ جانفي 2020. وجان بول فيسكو فرنسي-جزائري، عينه البابا فرنسيس كاردينالاً في ديسمبر 2024، وهو رئيس أساقفة الجزائر، بعد أن كان رئيس أساقفة وهران.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية بوابته الاحترام ووقف الحملات العدائية appeared first on الشروق أونلاين.