مغزوشن يستحضر ماركس في “رحلة الفيلسوف الأخيرة”

كشف الكاتب والروائي بلقاسم مغزوشن، في اتصال مع “الشروق”، عن تفاصيل روايته الجديدة التي تحمل عنوان “رحلة الفيلسوف الأخيرة” الصادرة عن دار “داليمان” للنشر والتوزيع، وهي عمل أدبي يجمع بين السيرة التاريخية والتخييل الفلسفي، من خلال زيارة للفيلسوف الألماني كارل ماركس إلى الجزائر في سنة 1882. يتتبع النص، حسب مغزوشن، آخر محطة في حياة ماركس، […] The post مغزوشن يستحضر ماركس في “رحلة الفيلسوف الأخيرة” appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 4, 2025 - 16:14
 0
مغزوشن يستحضر ماركس في “رحلة الفيلسوف الأخيرة”

كشف الكاتب والروائي بلقاسم مغزوشن، في اتصال مع “الشروق”، عن تفاصيل روايته الجديدة التي تحمل عنوان “رحلة الفيلسوف الأخيرة” الصادرة عن دار “داليمان” للنشر والتوزيع، وهي عمل أدبي يجمع بين السيرة التاريخية والتخييل الفلسفي، من خلال زيارة للفيلسوف الألماني كارل ماركس إلى الجزائر في سنة 1882.

يتتبع النص، حسب مغزوشن، آخر محطة في حياة ماركس، الذي جاء إلى مدينة الجزائر طلبا للعلاج من مرض السل، ثلاثة أشهر بعد وفاة زوجته جيني وسنة قبل وفاته بمنفاه اللندني، سافر الفيلسوف الألماني كارل ماركس إلى مدينة الجزائر سنة 1882 لعلاج مرض السل الذي أصبح عبئا ثقيلا على جهده الفكري. أمضى في المدينة الملقبة بـ”جزر النوارس” تسعا وستين ليلة، ممزوجة بروائح الأدوية والسوائل الرئوية وأكوام الجرائد المصفرة، مستحضرا في نفس الوقت الذكريات الأليمة التي طبعت حياته الشخصية والفكرية إبان العصر الفكتوري. استقبله المحامي الفرنسي ألبير فيرمه والذي كان صديقا مقربا إلى صهريه الفرنسيين، وهو من تكفل بمرافقته طيلة تواجده بالجزائر، من النزل إلى مصحة “فيكتوريا” إلى معالم المدينة المتوسطية، فجاب به زقاق القصبة العريقة المطلة على البحر. وتزامنت زيارته إلى الجزائر مع احتراق شبه كلي لمبنى الأوبرا، فاقترن ذلك بالرجل الثوري “الأحمر”. يلتقي ماركس بشخصيات متباينة المسارات، كالرسام الفرنسي الانطباعي أوغست رونوار الذي جاء لنفس السبب (مرض صدري) وقنصل الإمبراطورية الألمانية جوليوس فروبل، والذي كان رفيق دربه في النضال والكتابة قبل الربيع الأوروبي (ثورات 1848). وبما أن ماركس قال: “الدين هو أفيون الشعوب”، شاءت الصدف أن يناوله الطبيب مادة “الكودين”، ومن بين مكوناتها الأساسية الأفيون ومن يسهب في تناولها يصاب بالهلوسة، فوظفت ذلك روائيا في اختلاط الأمور على ماركس وحواراته الصورية مع سجين القرن السادس عشر سيرفانتس بمغارته الجزائرية وابن رشد (القرن الثاني عشر) الذي عانى من نفس ويلات النفي والازدراء واحتقار كتبه وحرقها على الرغم من الفرق الزمني الشاسع، إشارة إلى نبذ المفكر الحر ورميه بكل الاتهامات خدمة لإيديولوجيات نمطية راسخة في المجتمعات. إذن، هي رواية تمزج بين السيرة الذاتية والفكرية لكارل ماركس وهلوسة تخيلتها تنغص على رحلته الاستشفائية الأخيرة والمفاجئة في حياته إلى مدينة الجزائر .
ويعد بلقاسم مغزوشن من أبرز الكتّاب الجزائريين الذين يشتغلون على تقاطع السرد، التاريخ، والفكر، ويكتب بأربع لغات (العربية، الأمازيغية، الفرنسية، الإنجليزية)، حيث نشر عددا من الروايات والدواوين الشعرية، من بينها: Sophia in the White City (2010)، The Overcoat of Virginia (2013)، “المحروسة لا تشبه غرناطة” (2016)، و”Tazmmurt tcudd s akal-is” (2017) كما حصل مغزوشن على عدة جوائز أدبية، منها الجائزة الأولى “علي معاشي” في النص المسرحي المكتوب سنة 2011 عن نص “باب عزون والمحروسة” وجائزة “الطاهر وطار” للرواية في 2017 عن روايته التاريخية “مؤبن المحروسة يؤذن في فلورنسيا” والجائزة الأولى للأدب الأمازيغي في 2022 عن “سفينة كاليدونيا” التي تمت مسرحتها وإنتاجها من طرف المسرح الجهوي “كاتب ياسين” بتيزي وزو وحصلت على جائزة أفضل عرض متكامل في مهرجان المسرح المحترف بالعاصمة، كما توّج مغزوشن بجائزة أدب الطفل في مهرجان ورقلة للأدب والشعر.
إلى جانب الكتابة، يشتغل مغزوشن على الترجمة الأدبية، حيث نقل إلى الإنجليزية والفرنسية أعمالا لأدباء جزائريين من بينهم رابح خدوسي، عائشة بنور، فيصل الأحمر، مصطفى بوغازي وغيرهم. ومن أبرز ترجماته “الضحية” و”الغرباء” و”حكايات جزائرية” و”نساء في الجحيم”، “أمين العلواني” و”تيانو” و”الزنجية”، بالإضافة إلى مجموعة شعرية بعنوان “قشعريرة روح” للشاعرة فضيلة بستطنجي.
ويؤكد بلقاسم مغزوشن، من خلال روايته الجديدة “رحلة الفيلسوف الأخيرة”، على التزامه بالأدب الذي يجمع بين العمق التاريخي والتجريب الفني، ويواصل بذلك حضوره النوعي في المشهد الأدبي الجزائري والعربي.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post مغزوشن يستحضر ماركس في “رحلة الفيلسوف الأخيرة” appeared first on الشروق أونلاين.