هل تتّخذ فرنسا الإسلام شمّاعة؟

في ظل تصاعد الخطاب السياسي والإعلامي حول ما اسمته بـ”الإسلام السياسي”، تقف فرنسا اليوم أمام مفترق طرق، بين حماية أمنها القومي والحفاظ على قيم الجمهورية التي طالما افتخرت بها، وعلى رأسها حرية الدّين والتعبير. صناعة التطرف بدل محاربته ! اجتماع مجلس الدفاع والأمن القومي برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون، والذي خُصص لمناقشة ملف الإسلام وحركة الإخوان …

مايو 21, 2025 - 10:09
 0
هل تتّخذ فرنسا الإسلام شمّاعة؟

في ظل تصاعد الخطاب السياسي والإعلامي حول ما اسمته بـ”الإسلام السياسي”، تقف فرنسا اليوم أمام مفترق طرق، بين حماية أمنها القومي والحفاظ على قيم الجمهورية التي طالما افتخرت بها، وعلى رأسها حرية الدّين والتعبير.

صناعة التطرف بدل محاربته !

اجتماع مجلس الدفاع والأمن القومي برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون، والذي خُصص لمناقشة ملف الإسلام وحركة الإخوان المسلمين،و الذي جاء بعد تقرير رسمي وصف بأنه تهديد “للتلاحم الوطني”. لكن هذا التوصيف، يثير تساؤلات عميقة حول المقصود بـ”التهديد” وحدود الدولة في التدخل بالشأن الديني.

معركة إيديولوجية لتذويب الهوية الإسلامية

يبدو أنّ فرنسا، التي تأوي على أرضها ثاني أكبر جالية مسلمة في أوروبا، باتت تتبنى خطاباً يميل إلى شيطنة كل ما يمت للإسلام بصلة، تحت ذريعة محاربة التطرف. وهذا ما يدفع بالكثيرين للتساؤل: هل تحارب فرنسا فعلاً الفكر المتطرف، أم أنّها تخوض معركة إيديولوجية تهدف إلى تذويب الهوية الإسلامية في بوتقة “العلمنة القسرية” ؟

وعليه، فإنّ الخط الرفيع بين الأمن والحريات بات مهدداً. وإذا لم تُحسن فرنسا إدارة هذا التوازن، قد تجد نفسها لا تحارب التطرف، بل تصنعه.