هيثم الغيص: توقع نمو الطلب على النفط بـ1.3 مليون برميل يوميا في 2025

اكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، هيثم الغيص، أن التفاؤل الذي يسود السوق النفطية ليس مجرد أمنيات، بل هو نابع من رؤية واقعية ومدعومة بالبيانات الدقيقة، وتعتمد الواقعية في توقعاتها بعيداً عن التفاؤل المفرط أو التشاؤم وتبتعد عن الأيديولوجيات وتركز على استقرار السوق.

وقال الغيص في مقابلة مع قناة “العربية بيزنس”على هامش الندوة الدولية لمنظمة “أوبك” المنعقدة مؤخرا  في العاصمة النمساوية فيينا، إن منظمة “أوبك”، عبر إدارة أبحاثها التي تضم 60 متخصصا، تعتمد على دراسات واقعية وعلمية وبيانات دقيقة للغاية، والتي أثبتت صحتها عاماً بعد عام، مقارنة بتوقعات أخرى متشائمة.

وتوقع الأمين العام أن يشهد الطلب العالمي على النفط زيادة قدرها 1.3 مليون برميل يومياً خلال عام 2025، مدفوعاً بنمو اقتصادي “متين”، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن هذا النمو يُغذيه الطلب الموسمي القوي على البنزين والديزل، خاصة في الولايات المتحدة أكبر سوق في العالم بنحو 9 إلى 10 ملايين برميل يومياً، بالإضافة إلى استمرار النمو في حركة الطيران والتجارة العالمية دون تأثر يذكر كما توقع استمرار الطلب القوي على النفط في الربع الثالث من العام الحالي.

وفي رده على التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى تباطؤ كبير أو فائض في السوق، أكد الغيص أن السوق النفطية أثبتت قدرتها على استيعاب الزيادات في الكميات المنتجة بشكل إيجابي، دون أن يحدث أي انهيار في الأسعار.

وشدد على أن سياسات المنظمة مدروسة بعناية، مستدلاً على ذلك بقرار الخفض الطوعي الكبير الذي اتخذته ثماني دول، والذي ساهم في الحفاظ على تماسك السوق واستقرار الأسعار في أوقات صعبة، وهو ما يُبرهن على دراية المجموعة العميقة بآليات السوق مضيفاً: “أوبك لا تملك “بلورة سحرية” لكنها تمتلك دقة عالية في تحليل البيانات.

من جانب اخر ، رفعت منظمة أوبك توقعات الطلب على النفط عالميًا بحلول عام 2050، مشيرةً إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، يدعم ارتفاع الطلب على الهيدروكربونات بصفة عامة، وفق تقرير حديث حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وأضاف تقرير توقعات النفط  العالمية طويلة الأجل، الصادر عن المنظمة بتاريخ 10 جويلية 2025، أن الطلب العالمي على النفط ينمو بنسبة 19% تقريبًا، ليصل إلى 122.9 مليون برميل يوميًا بحلول منتصف القرن الحالي.

وتزيد توقعات الطلب على النفط من جانب “أوبك” بنحو 3 ملايين برميل يوميًا، مقارنة بالتقديرات السابقة الصادرة في سبتمبر من سنة 2024 (120 مليون برميل يوميًا).

وعلى عكس تقديرات وكالة الطاقة الدولية بوصول الطلب إلى ذروته قبل 2030 – والتي تواجه انتقادات شديدة من الصناعة – لا ترى “أوبك” أيّ ذروة للطلب.

ورفعت “أوبك” توقعات الطلب على النفط بحلول 2040 من 117.8 مليون برميل يوميًا إلى 120 مليونًا.

وتتوقع المنظمة ارتفاع طلب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تدريجيًا إلى 46.6 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030، من 45.7 مليونًا عام 2024، قبل أن يدخل في انخفاض مطّرد إلى 37.2 مليون برميل يوميًا عام 2050.

وعلى النقيض، من المتوقع نمو الطلب على النفط في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون إلى 85.7 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050، مقابل 58 مليونًا في عام 2040، بحسب التقرير، الذي حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

من المتوقع أن تمثّل الهند أكبر مساهمة منفردة في زيادة الطلب على النفط عالميًا حتى عام 2025، بنحو 8.2 مليون برميل يوميًا.

وترى “أوبك” أن الهند ستشهد نموًا في الطلب من 5.6 مليون برميل يوميًا في عام 2024 إلى 13.7 مليونًا بحلول عام 2050، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

من ناحية أخرى، تُتوقَّع زيادة الطلب في الصين على المدى المتوسط، من 16.7 مليون برميل يوميًا ، ليصل إلى 18.9 مليونًا بحلول عام 2035، قبل أن ينخفض تدريجيًا حتى يصل إلى 18.4 مليونًا بحلول منتصف القرن.

وعلى صعيد القطاعات، سيقود النقل البري والبتروكيماويات والطيران الطلب على النفط خلال مدّة التوقعات.

من جهة أخرى، تتوقع “أوبك” نمو المعروض العالمي من النفط بمقدار 20.6 مليون برميل يوميًا بين عامي 2024 و2050، ليصل إلى 123 مليون برميل يوميًا.

ع. ل – وكالات