“أقرأ لصنصال”.. حملة فرنسية جديدة للضغط على الجزائر !

تواصل الإدارة الفرنسية محاولاتها الهادفة إلى الضغط أكثر على الجزائر لإطلاق سراح الكاتب الجزائري الفرنسي، بوعلام صنصال، المحكوم عليه بـ 5 سنوات سجنًا نافذًا عن تهمة المساس بالوحدة الوطنية، إلى جانب تهم أخرى محل تحقيقات تتمثل في الخيانة والتخابر مع جهات أجنبية، وذلك من خلال حملة واسعة أطلقها عمدة مدينة “كان” الفرنسية، دافيد ليسنار، تحت […] The post “أقرأ لصنصال”.. حملة فرنسية جديدة للضغط على الجزائر ! appeared first on الجزائر الجديدة.

يونيو 8, 2025 - 15:33
 0
“أقرأ لصنصال”.. حملة فرنسية جديدة للضغط على الجزائر !

تواصل الإدارة الفرنسية محاولاتها الهادفة إلى الضغط أكثر على الجزائر لإطلاق سراح الكاتب الجزائري الفرنسي، بوعلام صنصال، المحكوم عليه بـ 5 سنوات سجنًا نافذًا عن تهمة المساس بالوحدة الوطنية، إلى جانب تهم أخرى محل تحقيقات تتمثل في الخيانة والتخابر مع جهات أجنبية، وذلك من خلال حملة واسعة أطلقها عمدة مدينة “كان” الفرنسية، دافيد ليسنار، تحت عنوان “أقرأ بوعلام صنصال”.

وذكر تقرير لصحيفة “لو جورنال دو ديمونش (Le JDD)” الفرنسية، استنادًا إلى بيان مشترك صادر عن العمدة ولجنة دعم صنصال، أمس السبت، إنه “بمبادرة من عمدة مدينة “كان”، دافيد ليسنار، سيتم إطلاق حملة دعم لبوعلام صنصال في 20 و21 جوان المقبل لإطلاق سراح الكاتب الجزائري – الفرنسي، المسجون في الجزائر منذ أكثر من ستة أشهر”، تحت شعار “أقرأ بوعلام صنصال”، مضيفًا إن “الحملة التي أطلقها عمدة “كان” ستكون بالتعاون مع لجنة دعم الكاتب بوعلام صنصال بهدف مواصلة الضغط والمطالبة بالإفراج عن الكاتب المسجون في الجزائر منذ نوفمبر الماضي”.

كما دعا البيان “البلديات الفرنسية للمشاركة في هذه المبادرة، لإيصال صوت صنصال إلى كافة ربوع فرنسا”.

وكان الكاتب الجزائري الفرنسي المثير للجدل، صنصال بوعلام، مثل في مارس الماضي، أمام قاضي التحقيق بالغرفة الرابعة بمحكمة الدار البيضاء، لمواجهة اتهامات خطيرة تتعلق بالخيانة والتخابر مع جهات أجنبية.

ووفقًا لتقارير إعلامية، لعب صنصال دورًا نشطًا في نقل معلومات حساسة إلى دبلوماسيين فرنسيين، مما يضعه في قلب قضية تمس بالأمن القومي الجزائري، والتحقيق الجاري لا يقتصر فقط على اتهامات إفشاء أسرار إستراتيجية، بل يمتد أيضًا إلى تصريحات سابقة أدلى بها المتهم، والتي تُعتبر مساسًا بالوحدة الوطنية من خلال التشكيك في جوانب من تاريخ الجزائر.

وحوكم بوعلام صنصال، الموقوف منذ نوفمبر 2024، بتهمة “المساس بوحدة الوطن” نتيجة تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام يمينية متطرفة في فرنسا، زعم فيها إن أراضي مغربية ضمت لصالح الجزائر خلال حقبة الاحتلال الفرنسي. كما يواجه صنصال اتهامات رسمية بالتخابر مع جهات أجنبية، في قضية أثارت جدلاً واسعاً على المستويين المحلي والدولي. وتتضمن الاتهامات الموجهة له أنه كان ينقل أخباراً ومعلومات إلى السفير الفرنسي بالجزائر في وقت سابق، فيما اعتبرته السلطات خيانة للمصالح الوطنية وتهديداً للأمن القومي.

وتحاول الإدارة الفرنسية بشتى الطرق الضغط على الجزائر لإطلاق سراح الكاتب بوعلام صنصال، خدمة لمصالح قصر الإليزيه الفرنسي، فقد سبق وأن دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، السلطات الجزائرية إلى الإفراج عن صنصال تحت غطاء “بادرة إنسانية”، في مشهد يُعيد إلى الأذهان خطاب الوصاية وذهنية التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة.

وقال الوزير الفرنسي: “أنا قلق جدًا بشأن حالته الصحية، إنه رجل مُسن وضعيف (…)، ولهذا السبب أتمنى أن تتم محاكمته في أقرب الآجال، وإذا أمكن في الأيام القليلة المقبلة، حتى يتسنى بعد صدور الحكم اتخاذ بادرة إنسانية تجاهه، كما دعونا السلطات الجزائرية لذلك”، وهو تصريح لم يكن الأول من نوعه، إذ ما فتئت فرنسا، عبر تصريحات متكررة تمارس ضغوطًا سياسية لا تندرج ضمن الأطر الدبلوماسية المعتادة، في وقت تؤكد فيه الجزائر دومًا أن القضايا المعروضة أمام القضاء لا تخضع لأي مساومة سياسية، وتتم معالجتها وفقًا للقانون الوطني وفي إطار احترام مبدأ استقلالية العدالة.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعرب عن ثقته في “بصيرة” الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وقدرته على التعامل بحكمة مع قضية الكاتب بوعلام صنصال، قائلاً من بروكسل: “لدي ثقة في الرئيس تبون وفي بصيرته لمعرفة أن كل هذا ليس جادًا، وأننا نتعامل مع كاتب كبير وهو فوق ذلك مريض”. وأضاف: “يجب أن يستعيد بوعلام صنصال حريته وقدرته على تلقي العلاج. هذا ما نحارب من أجله”.

هذا التدخل العلني، الذي يتجاهل تمامًا استقلالية القضاء الجزائري، ومبدأ فصل السلطات، يأتي ليؤكد مجددًا أن باريس لا تزال تجد صعوبة في تقبل واقع ما بعد الاستعمار، وأنها لم تتخلَ عن محاولات التأثير السياسي في ملفات لا تخصها ولا تخضع لمجالها القضائي أو السيادي.

وتدهورت العلاقات “الجزائرية الفرنسية” لتبلغ مستويات “غير مسبوقة”، مدفوعة بملفات وقضايا عديدة محل خلافات، بدايتها كان انقلاب موقف باريس الرسمي إزاء الصحراء الغربية لصالح مقترح الحكم الذاتي المغربي، ليتفاقم الوضع أكثر مع تنامي حملات العداء والتصعيد التي قادها اليمين المتطرف الفرنسي ومواليه، ضد الجزائر، في مقدمتهم وزير الداخلية برونو روتايو، الوزير الأول فرانسوا بايرو، وغيرهم، بعد توقيف الكاتب الجزائري الفرنسي، بوعلام صنصال، أزمة المهاجرين، التأشيرات، لتصل حد طرد الجزائر 12 دبلوماسيًا فرنسيًا من أراضيها، وقابله قرار فرنسي مماثل، بعد اعتقال دبلوماسي جزائري بباريس تحت ذريعة التورط في اختطاف ناشط “متهم بالإرهاب”.

المتابعون للشأن الفرنسي الجزائري يرون أن الأزمة الراهنة لم تكن سوى نتيجة متوقعة لسلسلة من السلوكيات الفرنسية المتعالية، التي فشلت في مواكبة تحوّلات الجزائر الجديدة، التي تؤكد يومًا بعد آخر تمسكها بسيادتها الكاملة، علاوة على رفضها أن تدار علاقاتها الخارجية وفق منطق الوصاية أو التبعية. كما أن توالي الأزمات المفتعلة من الجانب الفرنسي، سواء عبر القنوات الرسمية أو من خلال الحملات الإعلامية الممنهجة يكشف في جوهره عن مأزق عميق في العقل الدبلوماسي الفرنسي، العاجز عن الاعتراف بتغيّر موازين القوى، وعن بناء علاقة شراكة تحترم الطرف الجزائري. عبدو.ح

 

 

 

 

 

The post “أقرأ لصنصال”.. حملة فرنسية جديدة للضغط على الجزائر ! appeared first on الجزائر الجديدة.