“حَبّة تكشف قُبّة”!
لم يكن تعامل الإعلام الدولي مع حادثة مجموعة من القُصّر الجزائريين الذين استولوا على مركب وأبحروا به نحو الضفة الأخرى مجرد نقل خبر، بل كان عرضًا كاملاً من التهويل والفبركة. حادثة عابرة، قد تقع في أي بلد، تحوّلت بفضل أبواق مأجورة، وخاصة الفرنسية منها، إلى “فضيحة كبرى” و”دليل إدانة” لشعب بأسره. لقد أثبتت هذه …

لم يكن تعامل الإعلام الدولي مع حادثة مجموعة من القُصّر الجزائريين الذين استولوا على مركب وأبحروا به نحو الضفة الأخرى مجرد نقل خبر، بل كان عرضًا كاملاً من التهويل والفبركة. حادثة عابرة، قد تقع في أي بلد، تحوّلت بفضل أبواق مأجورة، وخاصة الفرنسية منها، إلى “فضيحة كبرى” و”دليل إدانة” لشعب بأسره. لقد أثبتت هذه التغطيات أن هناك قنوات لا تنتظر سوى عثرة صغيرة من الجزائر، لتنفخ فيها حتى تصير قُبّة، تمامًا كما يتلذذ الغراب بجيفةٍ تافهة.
نعم، ما فعله هؤلاء المراهقون خطأ مؤلم يستوجب معالجة اجتماعية وتربوية، لكنه يظل استثناءً لا يُلغي حقيقة ملايين الأطفال الذين يعيشون حياة طبيعية بين أسرهم. غير أن الأبواق اختارت العمى المتعمد، وغضّت بصرها عن الجوهر لتصطاد في الماء العكر، مدفوعة بحقد تاريخي دفين على الجزائر.
والمفارقة الفاضحة أن القنوات ذاتها، التي ملأت الدنيا ضجيجًا بمغامرة طائشة، تتجاهل يوميًا مذابح الطفولة في غزة، حيث يُقتل ويُجوَّع الآلاف على مرأى العالم. هناك، يختفي فجأة “الحرص الإنساني” و”الدفاع عن حقوق الطفل”، ليظهر فقط حين يتعلق الأمر بالجزائر.
الخلاصة: الإعلام الدولي لم يفضح الجزائر، بل فضح نفسه؛ حين أثبت أنه لا يبحث عن الحقيقة، بل عن أي فرصة لتمزيق صورتها وتشويهها.